جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الراعي: علينا أن نصمد ونحافظ على وجودنا وتاريخنا…
1496327993_MAB0906

الراعي: علينا أن نصمد ونحافظ على وجودنا وتاريخنا…

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، مدير معهد العائلة في جامعة الحكمة يوسف ابي زيد والبروفسورة الزائرة وانا غوتسيا من معهد مار يوحنا بولس الثاني في روما، وكان عرض لأبرز نشاطات المعهدين.

وقال ابي زيد: “هذه الزيارة سنوية لصاحب الغبطة الذي كان له مساهمة في تأسيس المعهد منذ عام 2008″، لافتا الى ان “معهد الحكمة بيروت هو معهد مشارك لمعهد مار يوحنا بولس الثاني في روما، ورسالة المعهد هي نشر ثقافة بناء العائلة في مواجهة ثقافة تفككها، من خلال تعاليم الكنيسة، ونشاط المعهدين لا يتوقف عند تبادل الخبرات وحسب وانما مواكبة التطورات الجديدة على صعيد العائلات”.

الفخري
والتقى الراعي وفدا من منطقة بشري ودير الأحمر وبتدعي ونيحا برئاسة باتريك الفخري في زيارة لإلتماس البركة وتأكيد تجذر ابناء هذه البلدات في أرضهم وتمسكهم بإيمانهم المسيحي قولا وفعلا.

وأعرب الفخري عن تقدير كبير من أبناء المنطقة ومن عائلته “للمواقف الوطنية الجامعة التي اتخذها غبطته في محطات كثيرة منذ توليه سدة البطريركية، ولا سيما تلك المتعلقة بجريمة استشهاد والدي صبحي ونديمة الفخري في بتدعي والزيارة التي قام بها البطريرك الراعي الى المنطقة”.

وشكر الفخري في كلمة ألقاها، الراعي على “غيرته الرسولية، ونشاطاته الرعائية ومواقفه الوطنية الجريئة، وابوته الصادقة للجميع”، وقال: “لقد أتينا اليوم، عائلة واحدة، من كل عائلات مدينة بشري، مدينة المقدمين، ومن بتدعي ونيحا-الأرز المباركين، لزيارة غبطتكم ونيافتكم في هذا الصرح البطريركي العريق، حصن الموارنة واللبنانيين ومسيحيي الشرق. إنه لواجب ولائق أن يزور الأبناء أباهم، عملا بوصية مار بولس إلى أهل أفسس: “أيها الأبناء، أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق وعدل”. (أفسس 1:6)”.

وأضاف الفخري: “إنه لحق وعدل أن نزوركم يا أبانا، الجليس الصالح لكرسي مار بطرس للكنيسة الإنطاكية المارونية وسائر المشرق. يا صاحب القلب الكبير والفكر الخلاق والمبدع وصاحب الرؤى النبوية والنظر الثاقب والسديد. أيها الراعي الصالح والقهرمان الحكيم، لقد مهرتم عهدكم الميمون بخاتم الشراكة والمحبة، فانتفضتم بروح يوحنا المعمدان ضد جحافل الخداع والضلالة وكل أنواع الإنحرافات وتزوير الحق، وناديتم ببسالة وجسارة في برية لبنان والشرق والعالم كإبن زكريا الكاهن: “أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة”. (متى 3:3).

وتابع: “كما انتفضتم بجرأة عظيمة، كإيليا النبي، ضد كل أصنام البعال الصماء، وناديتم بالإيمان الحق، بالإله الثالوث – الأحد، وناضلتم في سبيل كرامة المسيحيين في سبيل كرامة المسيحيين في لبنان والشرق ومن أجل تثبيتهم في أرضهم، لأنهم أسيادها، وأرباب الديار، وليسوا بغزاة متخلفين رجعيين. وناديتم بالكلمة، في وقتها وفي غير وقتها، كالرسول طيموتاوس (2 طيم 4)، فدوى صوتكم كالرعد في القلوب الصلبة، فزعزعتم أركانها، وبدلتموها، وحولتموها الى هياكل مقدسة يعبد الله فيها بالروح والحق. وحملتم سيف العدل والحق كبولس رسول الأمم، لا لاعتبارات دنيوية رخيصة، بل لإيقاظ الضمائر الغرقى في نوم الضلال والبهتان، ولتقويم الإعوجاج ولاستقامة الطرق الملتوية”.

وختم الفخري: “نشكركم يا صاحب الغبطة والنيافة على غيرتكم الرسولية، ونشاطاتكم الرعائية، ومواقفكم الوطنية الجريئة، وعلى أبوتكم الصادقة للجميع. أنتم أبو الكل وحاضن الكل. نجدد أمامكم اليوم طاعتنا البنوية المطلقة لغبطتكم. ونشكركم على وقوفكم الأبوي الصامد معنا في جريمة بلدة بتدعي النكراء، مقتل الشهيدين صبحي ونديمة الفخري. رحمات الله عليهما. نعاهدكم يا صاحب الغبطة والنيافة، أننا، رغم الاستفزازات والتحديات لمنطقتنا، سنحافظ على السلم الأهلي والعيش المشترك وعلاقة حسن الجوار، ونتخطى كل الصعوبات والمشاكل، سائرين على طريق الحق والمحبة بهدي الإنجيل المقدس وهدي غبطتكم ونيافتكم. كما نعاهدكم يا صاحب الغبطة والنيافة، أننا صامدون في قرانا وبلداتنا وأرضنا، مهما حاول أتباع الملك آحاب إغراءنا بالملايين لاقتلاعنا من أرضنا، فنحن كنابوت اليزراعيلي، لم ولن نفرط أبدا بذرة تراب من أرض أجدادنا وآبائنا، فهي أمانة بين أيدينا نصونها بدمائنا للأبد”.

بدوره رحب الراعي بالحضور معبرا عن تقديره لمحبة ابناء المنطقة ولمبادرتهم بالزيارة وغيرتهم وتضحياتهم، سائلا الله “ان يكافئهم عليها”.

ورأى أن “المأساة التي أصابت آل الفخري أصابت الجميع، ونحن نسأل الله ان يرحم الوالد والوالدة، وقد لاحظنا تأثير تربيتهما من خلال أولادهم الذين تنشأوا على القيم والعاطفة ومدى تعمقهم بالإيمان وبالقيم المسيحية الانجيلية”.

وأضاف: “لن ننسى ردة فعلك باتريك عندما وقعت الجريمة، حيث تحدثنا عن عدم الثأر، فنحن ضد السلاح. عندها تدخلت فورا وطلبت عيش القيم المسيحية الأساسية فردا فردا انت وأخواتك واخوتك. أشكركم لمجيئكم من مناطق بشري، بتدعي ونيحا ودير الأحمر، شكرا للكلمة التي سمعناها منكم، واللافت أن الكلمات غنية من الكتاب المقدس ومن اللاهوت، وهذا دليل على اطلاعكم المستمر على الكتب المقدسة، فأخذت العبارات من الكتاب المقدس واستعملت في مكانها. نقول لكم نحن رسل ونمر بالكثير من الصعوبات، جميعكم درستم التاريخ، وقد مررنا بظروف أصعب من التي نمر بها اليوم، بدءا من حكم المماليك الظالم الذي سقط لنا في ظله بطريركان شهيدان، مرورا بعهد العثمانيين القاسي ايضا. ولم يكن يحق للمسيحيين والموارنة ما يحق لغيرهم ومنعوا من حقوقهم. لذلك تنقل البطاركة منذ القدم من أعالي الجبال الى أسفل الوديان والمغاور لمواجهة قمع الظالمين والعمل من دون يأس للحفاظ على كرامة الإنسان ونيل الإستقلال. وهكذا مرت العصور وهم يعانون القتل والجوع الى ان وصلوا أخيرا في الأول من أيلول 1920 مع البطريرك الحويك الى اعلان دولة لبنان الكبير”.

وقال الراعي: “من أجل كل ذلك نحن اليوم، نسبة الى ما عانيناه في الماضي، يجب أن نصمد ونحافظ على وجودنا وتاريخنا. أنتم أحفاد، جميعنا احفاد كل الذي صار، نحن حياتنا لم تبدأ عندما ولدنا وانما هي بدأت مع أجدادنا مع التاريخ”.

ووجه نداء الى الوفد “لتشجيع الشباب والأبناء على التطوع في الجيش والقوى الأمنية والدخول الى مؤسسات الدولة”، مشددا على “ان السياسيين يتحدثون لكن الفاعل الحقيقي هو من يعمل في قلب مؤسسات الدولة”.

وختم البطريرك مستذكرا “الشهداء الذين سقطوا على مذبح الوطن ليدافعوا عن حريته وسيادته”، مؤكدا انه “لولا تضحياتهم لما كنا هنا اليوم، لذلك علينا نحن متابعة مسيرتهم تقديرا لاستشهادهم وتضحياتهم”.

وفي الختام، ألقى ميلاد رحمة قصيدة شعرية، وقدم الوفد الى الراعي لوحة من خشب الأرز نقش عليها رسمه.

ومن زوار الصرح رئيس بلدية بعبدا انطوان حلو، ثم رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح جوان حبيش ورئيس بلدية عين الريحانة فنسان البستاني، وكان بحث في عدد من المواضيع الإنمائية والقضايا الاجتماعية.

ثم استقبل الراعي السيناتور الأميركي اللبناني الأصل سام حنا زاخم يرافقه طلال المقدسي. وأكد زاخم أن “لبنان هو أرض المسيحية، وإذا ماتت المسيحية في لبنان فستموت في العالم كله”، مثنيا على “نظام لبنان الذي يسمح بحرية المعتقد والدين، وهذا نموذج لا يمكن إيجاده في كل مكان”.

بعدها التقى الراعي نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ وكان بحث في قانون الانتخاب. بعد اللقاء قال الصايغ: “نشكر غبطة البطريرك على المواقف التي يتخذها ولا سيما المواقف الوطنية الأساسية المتعلقة بقضايا الناس الاقتصادية والاجتماعية، وهذه مواقف ينبغي للطبقة السياسية ان تطلقها فيما يشهد لبنان اوقاتا صعبة. وكلام غبطته في العظات التي يلقيها هو صوت الضمير الذي نسترشد به دائما”.

وأضاف: “بالنسبة الى قانون الانتخاب نرى ان قانون بكركي، وهو من الأساس قانون الدوائر ال15، يمكن اضافة بعض التعديلات اليه. ولكن الأساس هو معرفة انه تم اتفاق كبير وموسع عليه في بكركي، واليوم هناك فرصة للتقدم في هذا المجال. ونحن نثمن مواقف غبطته في هذا الموضوع”.