تقوم وكالة الفضاء الأميركية ناسا بالتحضير لرحلة إلى كويكب حديث الاكتشاف، يقع بين المريخ و المشتري، ويقدر سعره بـ10 آلاف كوادريليون دولار (كوادريليون: عدد يساوي مليون مليار تقريبا).
وخططت ناسا لإرسال بعثة لدراسة هذا الكويكب بحلول عام 2022، لكنها تريثت قليلا لمزيد من الدراسة المتعمقة قبل الانطلاق.
وهذا الكويكب الغني بالمعادن الفريدة، وأبرزها الحديد والنيكل والذهب والنحاس، لو تم استعماره واستغلاله فسوف يهوي باقتصاد الأرض، حيث سيتسبب في انهيار اقتصادي عالمي قدره 73.7 تريليون دولار من الوهلة الأولى، حسب ما يقوله باحثون.
وعرض هذا الكويكب ليس كبيرا (بحدود 124 ميلا)، ولو أتيح جره إلى هنا، فسوف يغير اقتصاد الأرض إلى الأبد كونه غنياً بهذه المعادن، وفق تقرير نشرته صحيفة “مترو” البريطانية.
استعمار الكويكبات
وتعتزم الشركات الأميركية مثل “موارد الكواكب” المدعومة من قبل مدير شركة تيتانيك جيمس كاميرون، إرسال مركبات آلية للاستفادة من المعادن الثمينة والموارد النادرة الموجود على الكويكبات.
وتصف الشركة الموارد الكوكبية بأنها “مثمرة جدا”، فـ500 متر فقط من كويكب غني بالبلاتين، تحتوي على كميات من هذا المعدن تفوق ما تم استخلاصه على مدار تاريخ البشرية بالأرض.
ويقول الباحث ليندي إلكينز تانتون من جامعة ولاية أريزونا إن هذا الكويكب الحديث لو تم سحبه بشكل ما إلى الأرض، بنطاقه الـ124 ميلا، فسوف يغير تاريخ كوكب الأرض الاقتصادي، مشيراً إلى أنه “على الأقل يمكن نزع قطعة كبيرة منه وإحضارها إلى الأرض”.
وإذا كان معدن كالألماس أو الذهب يتحكم في اقتصاد الأرض، فما بالك بمثل هذا الكويكب، إذا تمت السيطرة عليه.
نواة كوكب قديم
يبعد هذا الكويكب الذي أطلق عليه اسم ” Psyche” عن الأرض حوالي 370 مليون كيلومتر. وهو بخلاف الكويكبات الأخرى المكونة من الطبقات الصخرية أو الجليدية، يعتقد أنه يتألف معظمه بدرجة كبيرة من الحديد والنيكل على غرار نواة الأرض.
وتقول ناسا إنها لا تخطط لنقل الكويكب إلى الأرض في الوقت الراهن، وستكتفي بدراسته فقط لمعرفة تاريخ نشوئه.
ويتساءل العلماء عمّا إذا كان هذا الكويكب هو بقايا نواة مكشوفة لكوكب قديم، بحجم المريخ مثلا، لكنه خسر طبقاته الخارجية الصخرية باصطدامات عنيفة قبل مليارات السنين.
علم معادن جديد
ويرى تانتون أنها “فرصة لاستكشاف نوع جديد من العوالم ليس في مجال الصخور ولكن في المعادن بالتحديد”.
ويضيف: “هذا هو الكويكب الوحيد من هذا النوع بالنظام الشمسي، ولا بد أننا سوف نتعلم منه الكثير، بالذات عن كيفية تشكيل النواة في الكواكب”.
المصدر: العربية.نت