تشهد مدينة طرابلس ورشة عمل كبيرة على أكثر من صعيد بهدف جعلها العاصمة الاقتصادية للبنان، خصوصاً أن التوقعات تشير الى ان عاصمة الشمال ستكون محور مرحلة اعادة اعمار سوريا والعراق في المرحلة المقبلة.
من طريق الحرير الى سكة الحديد التي ستربطها مع سوريا الى تطوير مرفئها ومطار القليعات الى انشاء المنطقة الاقتصادية الخالصة والمعرض الدولي… تستعد طرابلس لأن تلعب دوراً محورياً في المرحلة المقبلة سيجعلها قبلة انظار المجتمع الدولي سيما عند انطلاق مرحلة اعادة اعمار سوريا.
في هذا السياق، يقول رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي لـ«الجمهورية» انه بالنظر الى موقع لبنان الجغرافي ومع اخذنا بالاعتبار ما تشهده المنطقة من احداث وتوجهات عالمية، نرى ان على لبنان ان يتمتع بجهوزية كاملة في المرحلة المقبلة، خصوصاً ان المجتمع الدولي يتطلع الى لبنان كمنصة لإعمار المنطقة وكمنصة للمجتمع الدولي بكافة اتجاهاته.
وبرأينا، بالنظر الى امكانات المنطقة نرى ان لبنان اصبح حاجة للمجتمع الاقليمي الدولي اقتصادياً، وان طرابلس هي محور اساسي في هذا الدور الاقتصادي.
ومن البديهي ان المحيط العربي والمجتمع الدولي يحتاجان لبنان في المرحلة المقبلة، ولبنان يحتاج طرابلس من الناحية الاقتصادية، لذا عندما نلاحظ ان وفوداً صينية واميركية واوروبية تزور مراراً غرفة طرابلس وتعقد اجتماعات لمناقشة الملفات الاقتصادية، نرى ان من الضروري ان تتحرك الحكومة اللبنانية للاستثمار في هذه المنطقة لصالح لبنان واللبنانيين من حيث خلق استثمارات جديدة وخلق فرص عمل.
وأكد دبوسي ان طرابلس قادرة اليوم ان تلعب دور العاصمة الاقتصادية للبنان على غرار اسطنبول كعاصمة اقتصادية لتركيا ونيويورك للولايات المتحدة الأميركية. فالميزات الموجودة في طرابلس تؤهلها للعب هذا الدور، لافتاً الى ان تقدّم طرابلس يخلق عملية تكاملية مع مرفأ بيروت ولا توجد منافسة مطلقاً.
عن مدى مساهمة الترقب لمرحلة اعادة اعمار سوريا في جذب ورفع الاهتمام بتطوير مرفأ طرابلس، قال: ان عدد المرافق التي يملكها اللبنانيون في طرابلس مهمة جداً لذا علينا استثمارها لصالح الاستثمار الوطني. اما بالنسبة الى مخطط اعادة اعمار المنطقة في سوريا والعراق والمحيط العربي، وكونه مشروع كبير، نرى ان من مصلحة الاميركيين والروس والصينيين ان يكون لديهم موقع في لبنان.
ولفت الى ان للصين اهتمامات اكبر من اعادة الاعمار تتعلق بطريق الحرير الذي تعمل على احيائه على اعتبار انه محور اقتصادي عالمي، بدليل انها رصدت لهذا المشروع 6 تريليون دولار، لافتا الى ان لطرابلس موقعا محوريا في طريق الحرير.
عن مدى جهوزية طرابلس اليوم لمرحلة اعادة الاعمار، قال دبوسي ان طرابلس اليوم في مرحلة بداية الجهوزية فهي لا تزال تحتاج الى مزيد من الدراسات والعمل من اجل تنفيذ المشاريع المخطط لها لهذه الغاية، وعلى رأسها سكة الحديد التي ستصل لبنان بالحدود السورية، تطوير خدمات المرفأ، اكمال مشروع المنطقة الاقتصادية الخالصة، المعرض الدولي، مطار القليعات….
تطوير مرفأ طرابلس
وكان البنك الإسلامي للتنمية وافق أخيراً على مشروع تطوير وتوسعة مرفأ طرابلس، فخصّه بقرض بقيمة 86 مليون دولار، لاستكمال البنى التحتية في المرفأ وبذلك يتم التكامل مع خدمات مرفأ طرابلس بما في ذلك خط سكة الحديد داخل حرم المرفأ، وصولاً الى مداخله، بحيث تصبح جاهزة لربطها بالشبكة المزمع تنفيذها بين طرابلس حتى الحدود السورية.
كما تتضمّن المبالغ تغطية نفقات ربط مرفأ طرابلس بالأوتوستراد الدائري الغربي، وهذا القرار يستدعي اليوم موافقة مجلس الوزراء ليحال لاحقاً على المجلس النيابي لإقراره.
في هذا السياق، يشرح دبوسي ان لا علاقة للقرض بمشروع سكة الحديد الذي سيصل لبنان بسوريا في مرحلة لاحقة، ولكن من شأن هذا القرض ان يربط المرفأ بالأوتوستراد الجديد الذي سيودي الى بيروت، عدا عن أن هذا القرض سيعمل على تطوير الخدمات التحتية في المرفأ.
واعتبر انه بتطوير البنى التحتية في المرفأ نكون اقمنا استثماراً في القطاع العام وفي الوقت عينه من شأن هذا المشروع ان يجذب استثمارات جديدة الى المنطقة ولبنان. عن مشروع سكة الحديد الذي من المتوقع انشاؤه ويربط المرفأ بالحدود السورية لم تُرصد له بعد المبالغ المطلوبة.
وعن برنامج العمل المقرر تنفيذه لتطوير مرفأ طرابلس، قال دبوسي: ان تطوير البنى التحتية للمرفأ تحقق طموحات المرفأ الخدماتية بالنسبة للمرافئ الدولية، بمعنى ان هذه التحسينات ستؤمن للمرفأ كل المواصفات وكل الامكانيات اللازمة التي تتمتع بها المرافىء المهمة عالمياً، ليتمكّن مرفأ طرابلس بذلك من أن يخدم لبنان والمحيط العربي في المرحلة المقبلة.
(الجمهورية)