اعتبر الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله، تعليقا على قمة الرياض، أن “السعودية فعلت ذلك كي تحمي نفسها، في السعودية أولا وفي العالم، ولأنه لم يعد خافيا أن الذي يقف خلف الجماعات التكفيرية هي السعودية، وترامب يعرف ذلك والكل يعرف، وان داعش تدرس أفكار الوهابية، والسعودية هي التي صنعت القاعدة، لذا العالم كله يتطلع الى السعودية على أنها المركز لدعم الفكر التكفيري في العالم”.
وقال: “السعودية تشعر ان العالم يتطلع إليها بعين حمراء، لذلك تتطلع الى العلاقة مع الأميركي”، مشيرا الى أن “الملك سلمان لم يقل كلمة سوى ان إيران منذ ثورة الأمام الخميني هي مركز الإرهاب”، مستنكرا هذا القول، لافتا إلى أن “إيران لم تصنع القاعدة، وإنما دعمت قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا، وأن السعودية كل تاريخها تكفر المسلمين، في حين ان إيران تعمل على التعايش والتقارب بين المذاهب، فالحقائق لم يعد بإمكان أحد أن يخفيها في خطاب هنا وهناك”.
وأشار إلى “فتح ملفات لأمراء سعوديين في أميركا لإتهامهم بحادثة 11 أيلول، وفشل السعودية في سوريا والعراق واليمن”، مؤكدا ان “تمويل داعش كان من السعودية، وان فشل السعودية بدأ ينعكس على داخلها وبين أمرائها، لذلك تريد حماية نفسها ودورها”، منتقدا موقفها من “إيران ما بعد الثورة، عكس ما كانت عليه أيام شاه ايران من علاقات جيدة”، وخلص الى القول في هذا المجال أن “السعودية تقربت للأميركان وترامب، بما يرضيه، فكان أن أعطوه المال بقسمة 480 مليار دولار، مع أن السعودية فيها تقشف وفقر، كما قدموا له ما يريده بشأن فلسطين، فسكتوا عنها، وعن الأسرى وعن المقدسات والقدس وحصار غزة أو أي كلمة ممكن أن تزعج ترامب في الشأن الفلسطيني”.
وقال: “إيران التي كانت العنوان الرئيسي في قمة الرياض، لم يشر إليها لا ملك الأردن ولا الرئيس المصري ولا أمير الكويت، لذلك فإن إيران كان شعبها يجدد ثقتها بالجمهورية الإسلامية في ايران في انتخابات رئاسية، وذلك أثناء انعقاد قمة الرياض”، لافتا الى أن “الإنتخابات الرئاسية في ايران جرت مع إنتخابات بلدية في يوم واحد دون ضربة كف”.
أضاف: “لم تترك السعودية موقفا لإضعاف إيران إلا وفعلته، لكن إيران تزداد قوة ومنعة ونفوذا”، مقدما “نصيحة للسعودية بإبقاء الصراع والحقد عل جنب، لأن حلكم الوحيد هو الحوار والتفاوض مع إيران”.
ورأى أن “الشعب اليمني والقيادات فيه وجيشه ولجانه الشعبية مصممون على المواجهة، فماذا يمكن للسعودي أن يفعل بعد هذه الحرب وإخفاقه العسكري والسياسي فيها؟ أما في العراق فإن الشعب العراقي أخذ خياره، والحشد الشعبي سيكمل سيره الى كل النواحي، أما في سوريا فهناك مزيد من الإنتصارات في الميدان، وهزيمة داعش”.
وعن “حركات المقاومة وخاصة حزب الله وحماس حسب بياناتهم”، فقال: “لن تقدم هذه البيانات ولن تؤخر أي شيء”، ساخرا من “وضع أميركا والسعودية لأحد قيادات حزب الله على لائحة الإرهاب”، واعدا إياهم ب”تقديم أموال الحزب في مصارف الغرب”، مشددا على أن “لا شيء جديد نخاف منه”، مؤكدا أن “حركات المقاومة التي استشهد فيها الشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي وعباس الموسوي وعماد مغنية لا يخيفها شيء”، مكررا تأكيده ان “حركات المقاومة لن تتأثر ولن تهتز، لا بل نحن في محور المقاومة اليوم أقوى من أي زمن مضى، وأشد عزما وأعلى إيمانا”.
أضاف: “في العام 1996 في قمة شرم الشيخ أقصى ما كنا نملكه هو سلاح الكاتيوشا، وكانت سوريا مفروض عليها حصار، وإيران خارجة من حرب مدمرة وحماس والجهاد الإسلامي كانا إما في المعتقلات أو مطاردين، لكن اليوم الوضع مختلف، وإسرائيل التي كانت تجتاح، فإنها اليوم تبني حيطان”، مقللا من “اهمية التهديد بعودة اميركا الى المنطقة”، مشيرا إلى “انها أتت سابقا واحتلت العراق ولكنها انسحبت، لذلك نحن اقوى من اي زمن مضى، وهم اقل قوة من اي زمن مضى”، واعدا ب”المتابعة في الدعوة الى وقف الحرب في اليمن، ووقف دعم الجماعات التكفيرية في المنطقة”، مطالبا الحضور ب”الثقة بنفسه وبحلفائه، والطرف الاخر بعدم الاعتماد على الاميركي لانه سيبيعهم في سوق النخاسة”.
وختم مؤكدا ان “المقاومة ستبقى ترفع الراية ولن تسقط هذه الراية حتى تحقيق الانتصارات”.