أخبر الليبي الأصل سلمان العبيدي عائلته أنه مسافر لأداء العمرة، لكن نواياه الدفينة حملته إلى أداء غيرها تماما، فعاد إلى مانشستر من حيث كان في ليبيا، وقام بمجزرة حصد فيها 22 قتيلا وجرح وشوّه 59 آخرين، بينهم 20 حالتهم خطرة، وفق خبر أمس بصحيفة News Manchester Evening المحلية التوزيع بالمدينة التي أبصر فيها النور قبل 22 سنة، وفيها ولد أيضا 3 إخوة له من أبويه المهاجرين، رمضان العبيدي وسامية طبال، البالغة 50 سنة.
صديق له ولعائلته، لم تذكر الصحيفة اسمه، وصف العبيدي بأنه من نوع انعزالي وانطوائي متحفظ، بعكس والده وشقيقه الأصغر هاشم، الذي تزوج العام الماضي بعمر 19 سنة، وأنه خدع عائلته حين أخبرها في ليبيا بأنه مسافر لأداء العمرة، بينما وجهته الرئيسية كانت مانشستر التي خطط لارتكاب المجزرة فيها.
وعن صديقة أخرى للعائلة، اسمها لبنى الغرياني، نقلت الصحيفة أن والده أعاد إليه جواز السفر، لكنه بدلا من ركوب الطائرة لأداء العمرة، كما وعد “عاد إلى هنا في مانشستر، فدب القلق بعائلته، ووالده غضب جدا”، ثم اطمأن بعض الشيء حين اتصل به ابنه قبل 5 أيام” من مجزرته “حيث وجده (الوالد) طبيعيا” خصوصا أنه وعده بأن يسافر من مانشستر لأداء العمرة، لكنه بقي فيها، وفيها قام بما كان ذووه قلقين منه دائما.
أما الآن، فالباعث على القلق أكثر، والشاغل بال السلطات_البريطانية الأكبر، هو “صانع العبوات” الذي زوده بواحدة أعدها محشوة ببراغٍ ومسامير، فدسها سلمان بحقيبة حملها على ظهره، وفق ما بدا في صورة جعلتها “العربية.نت” رئيسية اليوم، والتقطتها كاميرات مراقبة رصدته يمضى بها مساء الاثنين الماضي إلى حيث نفذ مخططه الدموي بمرتادي الحفل الغنائي.. يريدون اعتقاله، ويبحثون عنه ليل نهار، لاعتقادهم بأنه رأس خلية”داعشية” الطراز، قد يكون لها فروع بمعظم بريطانيا، وربما يكون واحدا من 7 معتقلين حتى الآن.
أدار ظهره لقتلاه وصعق المفجّر بهم وبنفسه
أما العبوة التي زوده بها، فكانت صغيرة وخفيفة، لكنها قوية المفعول دسها في سترته أو بحقيبة زرقاء حملها على ظهره، ولها على الأرجح مفتاح كان يحمله العبيدي بيده اليسرى، على حد ما ذكرت الأربعاء صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في ما يبدو أنها معلومات “خاصة” حصلت عليها، وطالعتها “العربية.نت” في موقعها، وفيه أن الانتحاري استخدم صاعقاً للتفجير كان يحمله بيده، وظهر من تحليل الصور أنه يحتوي على لوحة إدارة كهربائية صغيرة ملحومة من طرف واحد، وحين استخدمه للصعق وتفجير نفسه، انطلق ما بالعبوة من مسامير وبراغٍ، إضافة إلى شظاياها، كما الرصاص نحو من سقطوا قتلى وجرحى، ومعظمهم قضوا في مساحة كانت خلفه، أي أنه أدار ظهره لهم وصعقها.
خبير متفجرات ذكر للصحيفة أيضا أن جثة العبيدي وأشلاءها “اندفعت إلى الأمام” في إشارة منه إلى أن العبوة كانت مندسة في ظهره، لا في سترته. كما أن صانعها احتاط لحدوث أي فشل بتنفيذ العملية، عبر استخدامه بطارية للعبوة، طرازها Yuasa 12-volt, 2.1 amp استخدامها الرئيسي هو لإنارة مكان انقطعت فيه الكهرباء فجأة، وثمنها ببريطانيا أقل من 20 دولاراً، وشراؤها سهل من أي متجر، وهي أقوى من أي بطارية يستخدمها الانتحاريون لأحزمتهم الناسفة.
(العربية نت)