ترأس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم المالكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، يعاونه المونسنيور الياس البستاني، قداسا احتفاليا في كنيسة القديسة ريتا في طرابلس، بمناسبة عيد شفيعتها، في حضور حشد كبير من المؤمنين.
ضاهر
بعد الانجيل المقدس، رأى المطران ضاهر في عظته، ان “الشعب اللبناني بحاجة ماسة الى شفاعة القديسة ريتا لكي يتمكن من حل مشاكله السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وان يصل الى نهاية سعيدة لكل الاستحقاقات التي يواجهها، وقال: “انا سعيد جدا اليوم بأن احتفل واياكم بعيد القديسة ريتا، ولدينا يومين لنودع عيد الفصح، ولكن اليوم تجمعنا القديسة ريتا، هذه القديسة وكما تعلمون عاشت تحت كنف والد ووالدة محافظان ومؤمنان، تربت القديسة ريتا على القيم الانسانية والقيم المسيحية وتعرفت على يسوع، وارادت منذ صغرها ان تكرس حياتها ليسوع، وجرت حادثة صغيرة لها حين كانت صغيرة، حيث اصطحبها والدها الى الحقل واجتمع عليها عدد كبير من النحل وبالصدفة كان احد الاشخاص ذاهبا الى الطبيب لمعالجة جرحه العميق الذي اصاب يده، فرأى هذه الطفلة وحاول ان يطرد النحل عنها خوفا عليها واذ به يكتشف ان يدها توقف عنها النزيف وشفيت”.
أضاف: “قصة القديسة ريتا بمثابة زوادة في رحلتنا الروحية، فهي كانت تمتلك مشروعا روحيا منذ صغرها، وكانت تمشي به وكان اهلها يريدون منها ان تتزوج، فتزوجت رجلا سيء الطباع ومن اجل ان لا تتنكر لاهلها استمرت في طاعتها لاهلها رغم كل ما عانته مع زوجها، ولكنها تحملت لا عن خوف بل لمجد الله، من هنا يجب ان نستنتج ان الاتكال على الرب والتسليم لمشيئته يساعدنا على تحمل كل شيء، وهذا ما نحتاجه في هذه الايام، لاننا بمجتمع يركض كثيرا نحو الامور المادية والحياتية التي نراها ضرورية ولكن يجب ان نكون وكما قال لنا الانجيل مثل العذارى الحكيمات الذين اهتموا بالآخرة”.
وتابع: “منذ ان كنت شماسا واخا وراهبا، كانت دائما ترافقني القديسة ريتا بالصلاة للسائق اينما ذهبت، وما زالت هذه الصلاة معي حتى الان، وكل ما يهمني اليوم ان نتوكل على الرب، نتوكل على شخص يسوع المسيح، على الله فهو ابانا ونحن ابناءه فلا تخافوا ان تتوكلوا عليه بل استسلموا له بشكل كامل، هذا التسليم لا يكون فقط بالشكل الانساني بل بشكل يفوق الطبيعة، وهكذا عاش القديسون وكانوا مستسلمين بشكل كامل للرب يسوع، هذا التسليم لمشيئة الرب ليس صعب التحقيق، بل هو بسيط وكل ما علينا فعله ان نقول يا رب استودعك روحي واعطيك نفسي وحياتي وجسدي، فهي لك ولكن يا رب ساعدني بقلة ايماني وضعفي وساعدني على ان أكون قويا بايماني، واكتفي اليوم بهذه الكلمات من القلب عن القديسة ريتا ونطلب شفاعتها وآمل ان ترافقكم بحياتكم، فكل من يلتجئ اليها تلبيه”.
وختم: “نأمل ان نلتقي واياكم دوما بالفرح وبهذه المناسبة سنصلي على نواياكم على نوايانا جميعا ونصلي على نية راحة نفوس امواتنا وعلى الاشخاص المعذبين، وباسمي وباسم المونسنيور بستاني نتمنى عيدا مباركا على الجميع ونسأل الله ان نلتقي واياكم دوما بالخير وتكون شفيعتنا القديسة ريتا مرافقتنا بحياتنا وبيوتنا، واينما ذهبنا لاننا جميعا نعلم انه ومن خلال القديسة ريتا يوجد الرب الذي ينتظرنا ويرانا ويحرسنا”.