نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن المعلومات السائدة حول اعتبار الإفراط في تناول الخبز من مسببات الإصابة بالسمنة.
وبمناسبة عيد الخبز، قامت طبيبة مختصة في التغذية بالتدقيق في المفاهيم الخاطئة المتداولة عن هذا الطبق الفرنسي الكلاسيكي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن أكل الخبز لا يسبب الإصابة بمرض السمنة. فمن المعلومات الخاطئة حول هذا الطعام أنه خلال اتباع حمية غذائية معينة، يصبح الخبز رادعا لإنقاص الوزن، لذلك عادة ما ينصح بتجنب استهلاكه قدر الإمكان. ولكن، ينبغي التساؤل عند هذا المستوى عما إذا كان تناول الخبز سببا في عدم التمكن من تخفيف الوزن.
وفي هذا السياق، أفادت أخصائية التغذية، “نينا كوهين كوبي” بخصوص هذا الموضوع، بأنه “إذا أكل الإنسان كمية كبيرة من الخبز، أو من أي مادة غذائية أخرى، فإن ذلك سيؤدي حتما إلى تراكم الدهون في جسمه، الأمر الذي سوف يجعله عرضة للإصابة بمرض السمنة بطبيعة الحال”.
وذكرت الصحيفة، أولا، أن مسألة زيادة الوزن تتعلق أساسا بكمية الخبز التي يتناولها الشخص، ومن هذا المنطلق أوردت “نينا كوهين كوبي”، أنه “علينا أن نتذكر دائما أن الخبز يضاف إلى قائمة الأطعمة النشوية الأخرى التي نستهلكها يوميا”.
في المقابل، حذرت الطبيبة من “تسبب التركيبة الغذائية للخبز الأبيض، المكون من الدقيق والنشا والجلوكوز، في ارتفاع نسبة الأنسولين المسؤول عن الإحساس بالجوع بعد ثلاثين دقيقة من تناوله”.
ونوهت الصحيفة بأنه على الإنسان الانتباه إلى الأطعمة التي يستهلكها مع الخبز، فبالنسبة للشخص الذي يتناول شريحتين من الخبز الأسمر خلال فطور الصباح أو حتى ثلث رغيف الخبز الفرنسي في وقت الغداء، فمن المؤكد أنه لن يصاب بالسمنة بعد تناول هذا القدر من الخبز، ويجب التأكيد على أن الجسم يحتاج يوميا إلى نسبة معينة من الكربوهيدرات.
وأشارت الصحيفة ثانيا، إلى أنه لطالما حيرت مسألة تناول فطور متوازن وصحي عائلات كثيرة، لأن السؤال دائما يتعلق باستهلاك الحبوب أم الفواكه أم الخبز؟ وفي هذا الإطار، قالت نينا كوهين كوبي بأن “الخبز في وجبة الإفطار مفيد جدا”، لذلك، من المستحسن أن يعوض الخبز الحبوب الصناعية التي تحتوي على الكثير من السكريات، فعلى سبيل المثال، إذا تناول الشخص الخبز مع الزبدة، فسيتم هضم الكربوهيدرات ببطء، الأمر الذي سوف يكون له انعكاسات إيجابية على الجسم.
وفي السياق نفسه، تابعت الدكتورة أنه “يجب علينا أيضا أن نحاول استهلاك أنواع الخبز المختلفة، خاصة الخبز الأسمر”.
والجدير بالذكر أن تناول نصف رغيف فرنسي كلاسيكي، أو ثلث رغيف عادي أو ثلاث شرائح من الخبز الأسمر يمثل كميات مناسبة يُنصح باستهلاكها خلال طعام الإفطار.
ونقلت الصحيفة، ثالثا، أنه ليس هناك داع للشعور بالذنب عند تناول شطيرة في المكتب في وقت الغداء، ويعود السبب وراء عدم اعتبار تناول شطيرة أمرا مضرا إلى أنها وجبة صحية إلى حد ما، نظرا لأنها تحتوي على النشويات، والبروتينات؛ مثل اللحم أو الدجاج، فضلا عن الخضراوات؛ مثل البندورة والخس.
وسوف تصبح هذه الوجبة متكاملة إذا أكلنا معها بعض الفاكهة وشربنا قدرا من الماء.
في المقابل، يجب تجنب وضع بعض الصلصات الدهنية في الشطيرة؛ مثل المايونيز، لأن هذا المكون سوف يضاعف من حجم السعرات الحرارية الموجودة في الشطيرة.
وأوردت الصحيفة، رابعا، أن الخبز يعتبر عاملا معرقلا لحركة الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي. في حين، تعتبر الألياف التي نجدها في الخضروات والفواكه العامل الرئيسي لتسهيل تجنب مشاكل الهضم.
ومن خلال استهلاك كمية كافية من الألياف، يمكن أن نضمن عملية الهضم السلسة والصحية داخل الجسم, فضلا عن ذلك، يمكن أن يحسن الخبز المصنوع من الحنطة الكاملة عملية الهضم (الخبز الأسمر)، ولكن يعتبر تأثيره منخفضا نسبيا مقارنة بالفواكه والخضروات.
وبينت الصحيفة، خامسا، أنه إذا كان الشخص يرغب في تناول وجبة خفيفة، فيمكنه أكل اثنين أو ثلاثة مربعات من الشوكولاتة، ويُفضّل أن تكون سوداء، نظرا لأنها تحتوي على نسبة أقل من الدهون مقارنة بالأنواع الأخرى.
أما في حال الشعور بالجوع، عند حلول الساعة الرابعة مساء، “فيمكن للمرء أكل شريحة أو شريحتين من الخبز مع اللبن أو الزبادي أو الفاكهة، خاصة أن جسمنا يحتاج إلى الطعام كل ثلاث ساعات، وينصح بتجنّب تناول الشوكولاتة مع الخبز”.
في الختام، ذكرت الصحيفة أنه من الأفضل أن تتكون وجباتنا الخفيفة من الألبان والفواكه، أما إذا كنت ترغب في تناول البعض من الخبز، فيمكن إضافته إلى إحدى المكونات المذكورة أعلاه (الألبان والفواكه)، علما وأن ذلك لن يؤثر سلبا على عملية الهضم.
(عربي 21)