أبرق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مهنئا بانتخابه.
وقال جعجع في رسالته: “عبر تسليمكم مقاليد الحكم، يؤكد الفرنسيون التزامهم بقيم الجمهورية. لقد جاء اختيارهم دعما لـ”أوروبا” التي يريدونها أن تكون قوية، إنسانية وعامل إطمئنان لهم، رافضين كل أشكال التعصب وعدم التسامح. فمن خلال رغبتهم بالتجديد، إنحاز الفرنسيون باتجاه خيار الشباب المستنير، الشجاع والمبادر”.
وأضاف جعجع: “في هذه الأوقات من الاضطرابات التي تعصف بعالمنا، تواجهون، سيدي الرئيس، العديد من التحديات الخطيرة، فالإرهاب يضرب دون تمييز بين الحدود والهويات والأعراق والألوان والمعتقدات والأديان. والأخطر أنه يتمثل في بعض الديكتاتوريات الدينية أو التي تدعي العلمانية، بينما هي في الواقع مسؤولة عن مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء. ولا شك ان مواجهة هذين الوجهين للكراهية والدمار هو التحدي المشترك بيننا”.
ولفت رئيس القوات الى ان “القضية الفلسطينية تنتظر منذ أكثر من نصف قرن حلا عادلا ودائما، الأمر الذي يولد الإحباط ويفاقم التوترات. لذا فإن حلَّ هذه القضية هو أمر لا بد منه لتطهير المنطقة وتنقيتها وتجفيف الأرضية التي يتخذ منها الفكر الإرهابي ذريعة له”.
وذكر جعجع ماكرون أنه “خلال زيارتكم في كانون الثاني الفائت الى لبنان، كان وطني قد انتخب حديثا رئيسا له بعد ما يقارب ثلاثين شهرا من الشغور في سدة الرئاسة. واليوم ينشط اللبنانيون في اتجاه إقرار قانون انتخابي جديد، يضمن تمثيلا عادلا لجميع الطوائف التي تشكل النسيج الوطني في مجلس النواب اللبناني”.
وشدد جعجع على أن “لبنان يتشارك مع فرنسا قيم الحرية والمساواة والإخاء العظيمة. فلبنان هو الملجأ الوحيد للديموقراطية في العالم العربي الذي هو جزء لا يتجزأ منه، وانطلاقا من هنا ينشد لبنان دعمكم من أجل الحفاظ على هذه الفرادة التي يتمتع بها بغية تجنيبه تداعيات النزاعات الإقليمية. ان الروابط المتجذرة بين بلدينا هي مثال نادر في التاريخ وتتطلب منا التعاون والدعم المتبادلين”.
وختم جعجع رسالته: “أنا مدرك أنكم سوف تنجحون في مهامكم الرئاسية وسوف تتوجونها بالإنجازات التي أعلنتم عنها خلال حملتكم الانتخابية، فاسمحوا لي أن أقدم لكم، سيدي الرئيس، باسمي وباسم حزب القوات اللبنانية، تهانيَّ الحارة ومشاعر التقدير والاحترام”.