وفي اليوم الرابع على معركة «الأمعاء الخاوية» التي أطلقها الموقوفون الاسلاميون في السجون اللبنانية، تفاعلتْ هذه القضية مع تسجيل أكثر من 17 حالة إغماء في صفوف المُضْربين عن الطعام (منذ السبت الماضي)، وتنفيذ أهالي السجناء اعتصاماً أمام سجن رومية المركزي لرفْع الضغط وملاقاة مطلب أبنائهم بإقرار عفو عام لا يستثني أحداً لا سيما مَن يُلاحقون بقضايا ذات صلة بالإرهاب.
وبدا من مسار الامس الذي تخلّله دخول وفد من دار الفتوى وممثل لوزير الداخلية نهاد المشنوق الى سجن رومية، ان السجناء (وغالبيتهم من الموقوفين بلا محاكمات) ليسوا في وارد التراجع ولا حتى تعليق إضرابهم، بل انهم رفعوا الصوت مطالبين رئيس الحكومة سعد الحريري بتبنّي مشروع قانونٍ للعفو العام يشمل كل السجناء وفق «الصرخة» التي كانت أُطلقت قبل أشهر قليلة وتحديداً بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتخللتْها اعتصامات في مناطق عدة لم تلبث ان جُمِّدت مع المعلومات عن وضْع ملف العفو في دائرة الدرس القانوني لتحديد الجرائم التي سيشملها وتلك التي تُستثنى منه اضافة الى حسْم امكان ان يشمل موقوفين غير محكومين بعد.
ومعلوم ان غالبية المشاركين في معركة «الأمعاء الخاوية» لم يُحاكموا بعد وهم ممن أوقفوا على خلفية قضايا مثل معارك نهر البارد (صيف 2007 بين الجيش اللبناني ومجموعة الارهابي شاكر العبسي) ومعركة عبرا صيف 2013 (بين الجيش ومجموعة الشيخ احمد الاسير) وأحداث عرسال (صيف 2014 بين الجيش وعناصر من «داعش» و«جبهة النصرة»).
واشارت تقارير امس، الى ان الاضراب المفتوح عن الطعام الذي كان بدأ بدعوة «صوتية» وجّهها الشيخ خالد حبلص (موقوف في سجن رومية)، شهد انضمام عدد قليل من الموقوفين في قضايا مخدرات، وان نحو 15 من المشاركين في الإضراب (من أصل نحو 600 في رومية) أصيبوا بحالات إغماء، اضافة الى حالتين مماثلتين في سجن جزين (يضرب عن الطعام نحو 60 سجيناً)، فيما واصل عدد من الموقوفين الاسلاميين الملتحقين بمعركة «الأمعاء الخاوية» في سجن القبة (طرابلس وعددهم نحو 200) تخييط أفواههم تأكيداً على عدم تراجُعهم عن مطلب العفو العام.
كما سادت توقعات بأن ينضمّ موقوفون في سجن زحلة الى هذا التحرك، وسط مخاوف من ان يتطور الأمر الى «انتفاضة» شبيهة بما سبق ان شهده سجن رومية خصوصاً أكثر من مرة في الأعوام الماضية.
(الراي)