أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تصميمه على الاستمرار في مكافحة الفساد ووقف الارتكابات والصفقات المشبوهة للمحافظة على المال العام ومصالح المواطنين، وانه لن تثنيه عن هذا الخيار اي محاولات او ضغوط تمارس لعرقلة مسيرة الاصلاح التي بدأها العهد. واستعاد أمام وفد المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق وديع الخازن ما كان اعلنه خلال محاضرة القاها في باريس في 21 تشرين الثاني 2004 أن لبنان “منهوب وليس مكسورا”، واعدا بإعادة الانتظام المالي العام للدولة ووضع حد لمنظومة الفساد التي تنهش الخزينة العامة.
وطمأن عون اللبنانيين الى أن لا مخاطر أمنية داهمة لأن الجيش والقوى الامنية الاخرى ساهرة على المحافظة على الاستقرار من خلال الاجراءات الاستباقية التي تنفذها وتتوافر لها التغطية السياسية اللازمة التي تمكن القوى الامنية من انجاز مهامها بحرفية وتقنية.
وعرض عون أمام الوفد ما تحقق حتى الآن على صعيد المحافظة على المال العام، واعدا بالاستمرار على هذا النهج، وداعيا جميع المسؤولين والسياسيين الى دعم الخطوات الاصلاحية وعدم وضع العراقيل امامها. واضاف رئيس الجمهورية: “أقول للبنانيين لا تدعوا التشاؤم يتسلل الى نفوسكم ولا تصدقوا الشائعات التي ترمي الى إحباطكم لأن إرادتنا في الاصلاح راسخة ومستمرة وسنصل الى ما تتمنونه. وفي الوقت نفسه، أقول لمن لديه أي شيء يدل على فساد محدد، سواء كان من رجال الادارة او السلطة، فليقدم الأدلة، وإلا فليتوقف عن تضليل الرأي العام”.
وأكد عون ردا على سؤال لأحد أعضاء الوفد “أننا سنتوصل الى اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية قريبا”.
الخازن
وكان الخازن ألقى كلمة باسم الوفد قال فيها: “جئنا اليوم، رئيسا وأعضاء من اللجنة التنفيذية والهيئة العامة في المجلس الماروني، ورؤساء الجمعيات المارونية التابعة للمجلس، لنؤكد الإرادة العارمة التي حملتكم إلى سدة الرئاسة زعيما ورجل دولة ودستور يعرف كيف يحمي الأمانة التاريخية للوجود المسيحي، ليس في لبنان فحسب، بل في دول المشرق.
فلأول مرة، استطاع رئيس للجمهورية أن يلقي مطرقة العدالة على طاولة الحكم ويتعامل مع كل المكونات تعامل الأب الصالح بالقول والعمل على إنجازات، طال شوق الشعب لتحقيقها، بفضل قائد مؤمن بشعبه، وشعبه مؤمن به”.
وأضاف: “لم نكن نحلم بأن يلتم شمل اللبنانيين، المهاجرين والمقيمين، نتيجة جولات ومؤتمرات توجتها جهود وزير الخارجية والمغتربين الأستاذ جبران باسيل، برعايتكم، لمؤتمر تاريخي لتحفيز الشطر الاغترابي على التواصل والتفاعل مع حالة الاستنهاض التي اشعلتها بارقة قدوم رئيس من شعار “شرف، تضحية، وفاء.
كما استطعتم، يا فخامة الرئيس، أن تجعلوا، من مدكم اليد لمرجعيات وازنة برصيدها، كرئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، مثالا للتعاون والتنسيق لمصلحة مرجعية واحدة هي الدولة”.
وتابع: “كلنا ثقة، فخامة الرئيس، بأنكم ثابتون على وعودكم وعهودكم، ثبات صخرة الميثاق الوطني وجوهرته الثمينة كموئل لكل تعدده وتنوعه الديني والثقافي، وقيمه الروحية التي جسدته دورا ورسالة للشرق والغرب، كما عبر عن ذلك قداسة الحبر الأعظم الراحل القديس يوحنا بولس الثاني لدى زيارته حريصا عام 1997.
فهنيئا للبنان، ولنا، بكم رئيسا استثنائيا، لمرحلة صاخبة بالتحولات، لم نعهدها لأكثر من قرن منذ معاهدة سايكس بيكو.
وإذا كنا على أعتاب التوصل إلى قانون انتخابي جديد، فكلنا أمل بأن ابوتكم، الحريصة على روح المناصفة، التي نص عليها اتفاق الطائف، ماضية إلى قانون، في النهاية، يجسد عدالة التمثيل الصحيح، والتعبير عن ديموقراطية، هي الدرة الفريدة في عين العالم الذي نرنو إليه.
فهنيئا لنا وللبنان بفخامتكم وأمدكم بالصحة لكي تتمكنوا من تحقيق ما نصبو إليه لهذا البلد العزيز على المسلمين والمسيحيين”.
المشنوق
الى ذلك، عرض عون مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الاوضاع الامنية في البلاد وضرورة التشدد في ملاحقة المخلين بالامن ومطلقي النار العشوائي الذي يحصد أبرياء. كما اطلعه على المواضيع التي سيتطرق اليها مجلس الامن المركزي والإجراءات المنوي اتخاذها لضبط الأمن في عدد من المناطق اللبنانية التي تشهد من حين الى آخر احداثا امنية متفرقة. وتناول البحث مسألة بلدة الطفيل ورغبة ابنائها في العودة اليها.
وأشار المشنوق الى أنه عرض مع عون ايضا تفاصيل الاعتداء الذي تعرضت له محطة “الجديد” والمعلومات التي توافرت لدى الاجهزة الامنية المختصة، وكان تشديد على ملاحقة الفاعلين والقبض عليهم وإحالتهم على القضاء المختص.
وتناول البحث ايضا المعطيات المتصلة بالقانون الانتخابي الجديد.
البستاني
واستقبل عون، الوزير السابق ناجي البستاني وأجرى معه جولة أفق تناولت المواضيع الراهنة والتطورات السياسية الأخيرة. وأوضح البستاني أنه نقل الى الرئيس عون امتنان أهالي بلدة دير القمر للاهتمام الذي يبديه رئيس الجمهورية لاستكمال انشاء مستشفى دير القمر الحكومي ورغبتهم في أن يشارك في الاحتفال السنوي الذي يقام لمناسبة عيد سيدة التلة شفيعة البلدة في اول احد من شهر آب المقبل.
كذلك أشار البستاني الى أن ابناء المنطقة يتمنون على الرئيس عون تمضية اسابيع من فصل الصيف في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين.
مخاتير وفاعليات بلدات شرق زحلة
واستقبل عون أيضا وفدا من مخاتير وفعاليات بلدات شرق زحلة، علي النهري وكفرزبد وعين كفرزبد ودير الغزال وحوش حالا والناصرية ورعيت وقوسايا ويحفوفا ورياق وتربل والفاعور، تحدث باسمهم المختار السابق لبلدة جنتا محسن حسين أيوب، عارضا الأوضاع في هذه البلدات ومطالب أهلها.
ورد عون مرحبا بالوفد ومؤكدا سهره الدائم على متابعة حاجات ابناء البلدات والقرى اللبنانية كافة، ولا سيما قرى وبلدات شرق زحلة، ومشددا على أهمية المحافظة على الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.
جمعية منشئي وتجار الأبنية
واستقبل رئيس الجمهورية وفدا من جمعية منشئي وتجار الابنية في لبنان برئاسة إيلي صوما الذي ألقى كلمة أشار في مستهلها الى أن الجمعية تأسست في العام 1989 ونالت علما وخبرا وقعه عون، عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء ووزيرا للداخلية بالوكالة. ثم عرض صوما للواقع الذي يمر به حاليا قطاع البناء في لبنان مضيئا على الصعوبات التي تواجهه، معددا سلسلة ملاحظات وتحفظات على عدد من البنود الضرائبية الواردة في مشروع موازنة 2017، لافتا الى أن الجمعية تتداول فيها مع رئيس لجنة المال والموازنة النيابية النائب ابرهيم كنعان.
وعدد صوما مطالب الجمعية وابرزها تبسيط المعاملات الادارية وتسهيلها وتسريعها، وحل مشاكل التخطيطات والاستملاكات، وعملية بيع فضلات العقارات من مالكي العقارات الملاصقة خصوصا في بيروت، واعادة العمل بقانون زيادة عامل الاستثمار لبناء الفنادق، والعمل على إصدار قانون جديد لتسوية مخالفات البناء وغيرها من المواضيع التي تعيد الى قطاع البناء ازدهاره.
ورد عون شاكرا للوفد زيارته، ومؤكدا أن المطالب التي رفعها ستكون موضع عناية منه وسيكلف الجهات المعنية متابعتها مع الادارات المختصة. وعرض التوجهات لتفعيل عملية النهوض في البلاد ولاسيما منها المضي في مكافحة الفساد ووقف الهدر وضبط الانفاق وإلغاء التزامات وصفقات.
وأكد أن العمل سيستمر في مختلف المجالات للوصول الى تحقيق الاهداف التي يتطلع اليها اللبنانيون مع قيام دولة العدالة والمساواة والقانون.
عائلة المطران الراحل أبي عاد
وفي قصر بعبدا، رئيس اساقفة حلب للموارنة المطران يوسف طوبجي على رأس وفد من عائلة الراعي السابق للأبرشية المطران الراحل أنيس ابي عاد، ضم شقيقاته السيدة مي فارس وحياة ابي عاد ودلال هيدموس، والقيم العام لأبرشية حلب المارونية الخوري الياس عدس والخوري جورج جاموس، الذين شكروا رئيس الجمهورية على مواساتهم بوفاة المطران ابي عاد.
ونوه عون بالدور الذي لعبه المطران الراحل في ابرشية حلب المارونية ولا سيما خلال الزيارة التي قام بها الرئيس عون لبلدة براد، حيث المعالم الدينية والاثرية لمؤسس الطائفة المارونية القديس مارون.