فكرة راودت السعوديين، وكانت صعبة التحقيق إلى حد ما بسبعينات القرن الماضي، تراود الآن مخيلة الإماراتيين، بعد أن نزل إلى الميدان مهندس إماراتي، ومعه آخر فرنسي يملك شركة، يقول إن بإمكانها نقل جبل جليديعملاق مسافة 9200 كيلومتر من القطب الجنوبي عبر المحيط الهندي، ثم تقطره إلى سواحل إمارة الفجيرة عند بحر العرب، وخلالها قد يذوب ثلثه، إلا أن الباقي يمد البلاد بكنز كبير: أكثر من 20 مليون لتر من ماء عذب للشرب، تلبي الاحتياج الأكبر من سائل الحياة لأكثر من مليون إماراتي طوال 5 سنوات على الأقل، ويوفر دولارات بالملايين ينفقونها على شراء مياه معدنية مستوردة.
المهندس الفرنسي Georges Mougin يؤكد أن باستطاعته تحقيق ما يبدو صعباً، عبر شركة تملك ما يلزم، أسسها قبل 45 سنة، وسماها Iceberg Transport International لنقل كتل وجبال جليدية عبر القارات، ولديه واحد جاهز للنقل، قرأت “العربية.نت” وصفه له في موقع صحيفة “التايمز” البريطانية أمس، من أن طوله أكثر من 3 كيلومترات، وسمكه الغارق تحت الماء 300 متر، وهو بعيد 1920 كيلومتراً عن الساحل الشمالي للقطب الجنوبي، ولا يلزم إلا سحبه من مكانه إلى حيث الفجيرة، باعتبارها الإمارة الوحيدة عند بحر العرب، ليرسو بعيداً 24 كيلومتراً عن ساحلها، ثم استنزاف ما فيه من خيرات.
الجبل الأول بعد عامين
المعلومات نفسها عن الجبل ومشروعه، أكدها أيضاً المدير التنفيذي لمكتب المستشار الوطني المحدود في مدينة “مصدر” بأبوظبي، وهو المهندس الإماراتي عبدالله الشحي، البالغ 37 سنة، بذكره في مقابلة مع CNN أن تطبيقه “يعيد الغنى الطبيعي إلى الإمارات عبر مجموعة مشاريع طموحة هدفها تغيير المناخ بشكل جذري”، وفق تعبيره.
شرح المهندس الإماراتي أيضاً، أن وجود الجبال الجليدية على سواحل الفجيرة سيشكل عامل جذب سياحي كبير، وسيلعب دوراً هاماً “في تحويل صحراء الإمارات إلى مروج في مدة لن تتجاوز 10 سنوات فقط”، وهو ما كانت عليه شبه الجزيرة العربية كلها قبل ملايين السنوات، غنية بغابات خضراء ريّانة تمدها بأسباب وأشكال الحياة الطبيعية، إلى أن تغير حالها المناخي والبيئي على الأرض بسبب ظواهر التصحر والجفاف عبر الزمن، بحيث لم تعد سماء الإمارات تمطر أكثر من 78 ملم في العام.
حين فكر تشرشل بجبل يصنعون منه حاملة طائرات
وفكرة المشروع الذي لم يذكر المهندس الشحي كم ستبلغ تكاليفه، المعتقد أنها قليلة مقارنة بما يوفره من مال لاستيراد المياه الصالحة للشرب، هي قديمة جداً، وتعود بحسب ما طالعت “العربية.نت” إنترنيتياً عنها، إلى عام فكر فيه البعض في 1825 بسحب كتل وجبال ثلجية إلى مناطق بخط الاستواء لترطيب جو الأرض بأكملها.