توالت المواقف الدولية اليوم الثلثاء على أكثر من مستوى ازاء آخر تطورات الأزمة السورية، ووصلت المواقف المتشنجة الى حدّ يفوق تعقيد حقبة “الحرب الباردة” ، فيما يبدو أن الاصرار الغربي على مستقبل سوريا “من دون الأسد” يزداد تصلباً.
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده على علم بأنّ الولايات المتحدة الأميركية تحضّر لضربات عسكرية لاستهداف دمشق بهدف تحميل المسؤولية للحكومة السورية.
بوتين علّق مجدداً على الضربة الأميركية على سوريا، فقال إنها تعيد إلى الأذهان ادعاءات أسلحة الدمار الشامل في العراق في العام 2003، وأضاف: “سنتسامح مع الانتقادات الغربية لدورنا في سوريا ، ونأمل أن تعود المواقف إيجابية”.
وعن الهجوم الكيماوي في إدلب، دعا بوتين المجتمع الدولي الى تحقيق دقيق في هذا الهجوم، معتبراً أن اتهام السلطات السورية باستخدام السلاح الكيماوي في “خان شيخون” بات مسألة مملّة.
وفي السياق عينه، أعلنت هيئة الأركان الروسية أن المسلحين ينقلون مواداً سامة الى خان شيخون ومطار الجيرة والغوطة الشرقية وغرب حلب، مشيرة الى ان “منظمة حظر الكيماوي” تؤكد تدمير 10 من 12 موقعاً بسورياً والموقعان الباقيان تحت سيطرة المعارضة.
تزامناً، أعلنت الخارجية الروسية أن اجتماعاً ثلاثياً سيقد الجمعة المقبل في العاصمة الروسية موسكو بين كل من وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ونظيريه السوري وليد المعلم والايراني محمد جواد ظريف، حيث ستتم مناقشة “المزاعم الأميركية بشن هجوم بغاز سام في محافظة إدلب السورية والضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية سورية ردا على ذلك” وفق ما ذكرت “رويترز”.
ويصل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون الى موسكو في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي أكد في تصريح اليوم الثلثاء أن العلاقات الاميركية -الروسية في أسوأ مراحلها، وتشهد تعقيداً يفوق زمن “الحرب الباردة.
أمّا الكرملين الروسي، فعلّق على زيارة تيليرسون بالتأكيد أن لا موعد له مع بوتين.
وكان تيليرسون أكد خلال اجتماع وزراء خارجية الدول السبع الذي انعقد في مدينة توسكانا الايطالية، أنه على روسيا أن تختار بين واشنطن من جهة، أو سوريا وايران وحزب الله من جهة أخرى، فيما اتفقت مجموعة الـG7 على أنه لا حلّ سياسياً بسوريا مع بقاء بشار الاسد في السلطة.
وفي انتظار ما ستؤول اليه محادثات تيليرسون في موسكو، فقد أكد نائب رئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون الدفاع يوري شفيتكين، أنه “من المستبعد أن تدخل روسيا في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية في حال وجهت ضربة أخرى إلى دمشق، فالدفاعات الجوية السورية كفيلة بصدّ أي هجوم صاروخي أميركي”، مضيفاً أنه في حال تعرّض المواقع العسكرية الروسية في سوريا لهجوم فإنّ الردّ سيكون فورياً.
(لبنان 24-وكالات)