نقلت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية، عن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي كيه تي ماكفرلاند قوله، إن هناك “إمكانية حقيقية” لأن تتمكن كوريا الشمالية من ضرب أميركا بصاروخ مزود برأس نووية مع نهاية الولاية الأولى لترامب.
وقال الرئيس الأميركي ترامب لنفس الصحيفة إن الولايات المتحدة مستعدة للرد على التهديدات النووية لكوريا الشمالية بمفردها، إذا لم تضغط الصين على بيونغ يانغ. وأضاف: “إذا لم تعمل الصين على حل (مشكلة) كوريا الشمالية، فإننا سنحلها، هذا كل ما أستطيع قوله”. وتُشير تحليلاتٌ أُجريت مؤخراً إلى أنَّ كوريا الشمالية ستمتلك صاروخاً فعّالاً ومزوّداً برؤوسٍ نووية قادرة على ضرب عمق الولايات المتحدة بحلول عام 2020. لكن رودغر بايكر، المحلل البارز في شؤون كوريا الشمالية بمؤسسة ستراتفور للاستخبارات العسكرية، والتي تقع في مدينة أوستن بولاية تكساس الأميركية، يرى أنَّ المشكلة لا تتمثل في الوقت الذي ستصبح فيه الصواريخ الكورية الشمالية فعّالة، وفق ما ذكر عن موقع Vice.
وبمعنى آخر، يمكن تشبيه قدرة كوريا الشمالية على خوض حربٍ نووية شاملة بقدرة صديقك الذي يحاول جاهداً أن يجعلك تستمع إلى مقطوعات الأغاني التي سجّلها بنفسه على المنافسة في حفل جوائز الأغاني المصوّرة، أي أنَّه يراودنا جميعاً شعورٌ قوي بأنَّ هذا لن يحدث، ولكن من منَّا متأكدٌ بالفعل من عدم حدوث ذلك؟
وفي وقت سابق كتب الفريق الذي يعمل مع رودغر في مؤسسة ستراتفور تحليلاً مُفصّلاً عن الأساليب الأميركية المحتملة للقضاء على الترسانة النووية لكوريا الشمالية، والاستراتيجية الانتقامية التي قد تنتهجها بيونغ يانغ رداً على ذلك، وقال رودغر: “هذه سيناريوهات هامة يُمكن حدوثها”.
ومن أجل ذلك، ساعدني رودغر في تخمين ما قد يحدث في اليوم الذي سيشهد أول غارةٍ تشنَّها كوريا الشمالية، أي من التتابع السريع للأحداث وحتى نشوب الحرب. وقد فاجأتني بعض الأجزاء في تكهناته. فعلى سبيل المثال، قال لي رودغر إنَّك إذا ظننت أنَّ الأمر سيقتصر على ضغط الولايات المتحدة على كافة الأزرار الحمراء للأسلحة النووية الواقعة تحت تصرفها، وتحويل كوريا الشمالية إلى حفرةٍ من النار، فأنت على الأرجح لست على درايةٍ كافية بالتحليلات العسكرية.
الخطوة الأولى: أن تلاحظ أميركا الصاروخ مبكراً قبل إطلاقه
في ظل وسائل التكنولوجيا التي نعلم أنَّها متوافرة لدى كوريا الشمالية حالياً، فمن الآمن أن نقول إنَّ الصواريخ المزودة برؤوسٍ نووية لن تنطلق فجاةً من منصةٍ تحت الأرض. إذ تمتلك كوريا الشمالية بضع وسائل قليلة من المحتمل أن تستخدمها في إطلاق الصواريخ، بيد أنَّ أكثر الوسائل الجديرة بالثقة تتمثل في طريقةٍ قديمة، وواضحةٍ جداً، وهي منصة الإطلاق الثابتة. لكن رودغر أخبرني بأنّ هذا الخيار هو الأسوأ، لأنه سيمنح مسؤولي الاستخبارات في البلاد المعادية لكوريا الشمالية الوقت الكافي لاتخاذ الاحتياطات الوقائية. وقال رودغر: “تستغرق هذه الطريقة (يقصد المنصة الثابتة) من بضعة أيامٍ إلى بضعة أسابيع لتركيب الصاروخ وتجهيزه للانطلاق”.
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت تجربةً ناجحة لإطلاق صواريخ من غواصةٍ تحت البحر في كانون الأول الماضي، لكن هذا النوع من الصواريخ لن يسمح لكوريا الشمالية بشن هجومها النووي سوى من على بُعد بضعة مئات من الأميال عن ساحل الدولة التي ترغب في الاعتداء عليها، وستواجه الغواصات الكورية الشمالية التي تفتقر إلى الجودة صعوباتٍ كبيرة في تحسين هذه المسافة. وهناك خيارٌ أفضل يتمثل في منصة إطلاق محمولة ومتنقلة، أو ما يُعرف اختصاراً بـ”TEL”. وقال رودغر: “تظهر هذه المنصات في الأفلام والعروض التلفزيونية، وهي عبارة عن شاحنة كبيرة تحمل فوقها مقطورة، ويستغرق هذا النوع ساعةً، بدءاً بإخراج الصاروخ من النفق، ومروراً بتركيبه، ثم إطلاقه”.
والجدير بالذكر أنَّ كوريا الشمالية تمتلك بعضاً من منصات الإطلاق المحمولة والمتنقلة منذ أن اشترت بعضها من الصين عام 2012، وتستعرض الصواريخ فوقها في عروضٍ عسكرية تطوف أرجاء بيونغ يانغ. لكن رودغر بدا إيجابياً، وقال إنَّ حتى ساعةً واحدة تمنح العالم وقتاً كافياً لملاحظة أنَّ كوريا الشمالية على وشك إطلاق صاروخ، مستشهداً بأجهزة الفحص الدقيق المنتشرة في العالم، سواءً الشبكة الدولية من أجهزة الرادار، أو الأقمار الصناعية المُصوِّرة، أو معدات تتبع الإشارات الحرارية. وأضاف: “فور أن يُجرِى الكوريون الشماليون أي اختبارٍ لإطلاق الصواريخ، تصدر بياناتٍ من الولايات المتحدة واليابان عن مدى نجاح الاختبار أو فشله، وذلك لأنهم يراقبون العملية برمتها، حتى حين تُجري كوريا الشمالية اختباراً مفاجئاً بالأنظمة المحمولة”.
وبكلماتٍ موجزة، قال رودغر إنَّه لن يكون هناك هجومٌ مفاجئ بالمعنى الحقيقي للكلمة. وأضاف: “قبل كل شيء، أنظمة الصواريخ الدفاعية على درجة الاستعداد القصوى”. وبعد ذلك، أوضح أنَّ سفن الصواريخ الدفاعية اليابانية ستتخذ مواقعها لصد الهجوم. وهنا سيحين دور الصواريخ الدفاعية.
الخطوة الثانية: تدرس أميركا واليابان شن ضربةٍ وقائية استباقية
بالتأكيد الهجوم هو خير وسيلة للدفاع، ووفقاً لمحللي السياسة الخارجية بكلية الحقوق جامعة جورج واشنطن، إذا تأكَّد الجواسيس الأميركيون من أنَّ كوريا الشمالية تُزوِّد صاروخاً برؤوسٍ نووية لإطلاقه صوب الولايات المتحدة، قد تشن الولايات المتحدة حينذاك غارةً وقائية، وعلى الأرجح ستبرر أميركا غارتها لاحقاً أمام الأمم المتحدة بأنَّها كانت رداً ضد “هجومٍ مسلح وشيك”. ويرى رودغر أن هذا القرار قد لا يحتاج حتى إلى مكالمةٍ هاتفية من الرئيس ترامب. وتحدث قائلاً: “أعتقد أنَّ الجيش هو الذي سيتخذ هذا القرار”. وأوضح أيضاً أنَّ الجيش يُحبذ الإجراءات الوقائية. فانتظار الهجوم وتمنِّي فشله أمرٌ محفوفٌ بالمخاطر. بينما على الجانب الآخر، “إذا قمتَ بشن غارةٍ وقائية، سيكون لديك فرصة لتدمير هذا الهجوم بنسبة 100%، وستكون الأولوية لهذا الخيار”.
لكن تبرير الغارات الوقائية سيكون أمراً في غاية الصعوبة، وقد تتسبب الغارات نفسها في اتخاذ الصين، وروسيا، وحتى كوريا الجنوبية ردود أفعالٍ غاضبة. وقال رودغر: “من منظورٍ سياسي، قد يكون الخيار الأفضل هو السماح لكوريا الشمالية بشن هجومها، ثم الرد عليها، بدلاً من الهجوم على الصواريخ لتدميرها وهي لا تزال في منصاتها”. إذاً، هناك احتمالٌ وارد، لكنَّه بعيد الحدوث، بأنّّ تسمح الولايات المتحدة عن سابق معرفة لصاروخٍ كوري شمالي بمغادرة منصته.
الخطوة الثالثة: انطلاق الصاروخ
حتى إذا انطلق الصاروخ بنجاح، فمن غير المؤكد أن يتمكن صاروخٌ كوري شمالي من الوصول إلى أي مكان بالقرب من الولايات المتحدة. إذ تُعَدُ الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في الأساس سفن فضاء انتحارية، تبدأ رحلتها بالخروج من الغلاف الجوي للأرض. وقال رودغر: “أثبتت كوريا الشمالية حالياً قدرتها، في تجربةٍ واحدة على الأقل، على إسقاط مُقدمة صاروخ يبدو أنه خرج من الغلاف الجوي، ثم عاد إليه مرة أخرى”. بيد أن العودة مرة أخرى إلى الغلاف الجوي ليست كافية إذا تعرّضت القنبلة التي يحملها الصاروخ للتلف أثناء رحلته. وأضاف رودغر قائلاً: “أجرى الكوريون الشماليون بعض التجارب الأرضية التي أظهرت احتمالية قدرة رؤوسهم النووية على الاحتفاظ بفاعليتها أثناء الخروج من الغلاف الجوي والدخول إليه مرةً أُخرى”.
وبعد ذلك، سيُطرَح ذاك السؤال المفتوح عن مكان سقوط هذا الصاروخ الافتراضي. وقال رودغر إنَّه ليس هناك تيقّنٌ حقيقي من الأماكن التي تريد كوريا الشمالية ضربها داخل الولايات المتحدة، وليست المناطق الأميركية التي يمكن أن تصل الصواريخ إليها، مثل ولاية هاواي ومدينة لوس أنجلوس، هي المناطق الوحيدة التي هدد كيم جونغ أون بضربها. وأضاف رودغر: “نتذكر الخريطة الموضحة في الصور التي نشرتها كوريا الشمالية منذ بضعة أعوام، كانت بها بعض الخطوط التي ربما تقود إلى مدينة أوستن”.
الخطوة الرابعة: ستحاول أميركا واليابان إسقاط الصاروخ قبل وصوله إلى وجهته
قال رودغر: “هناك أنظمة رادار على الأرض تراقب ما يحدث، شأنها شأن أنظمة الأقمار الصناعية التي ترصد باستمرار الإشارات الحرارية عند إطلاق أي صاروخ”. وتحاول الولايات المتحدة منذ فترة إنشاء منظومة دفاع جوي صاروخي تُسمى “ثاد” على الأراضي الكورية الجنوبية، لكن في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها كوريا الجنوبية منذ بضعة أسابيع، فمن المستحيل وضع منظومة ثاد في المكان المُراد. وإذا كانت منظومة ثاد موجودة وقت إطلاق الصاروخ، واستطاع الصاروخ تجاوزها، فلن يتجاوز اليابان، حيث تنتشر السفن الحربية اليابانية ضمن نظام أيجيس المضاد للصواريخ، وهي على أتم استعداد لإطلاق صواريخها الدفاعية.
وإذا نجح الصاروخ في تجاوز المحيط الهادئ، فستقع مسؤولية إسقاطه على عاتق المنظومة الصاروخية الدفاعية للولايات المتحدة في ولاية ألاسكا. رغم أنَّ هذه المنظومة بها بعض العيوب. ووصفها رودغر قائلاً: “إنَّها منظومة غير مثالية، ولن تكون كذلك أبداً”. لذلك، إذا كانت كوريا الشمالية محظوظةً للغاية، فقد تتكون سحابة عيش الغراب فوق إحدى المدن الأميركية. لكن، يرى رودغر من خلال خبرته أنَّه “إن أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً أو اثنين، على الأرجح لن تصل هذه الصواريخ إلى هدفها أبداً”. ومن المحتمل أن تطور كوريا الشمالية قدراتها قريباً.
وأشار رودغر إلى الصواريخ المزودة بعدة رؤوس نووية، والتي يُعَد بعضها أسلحةً ذات قدرة فائقة ومروّعة، وبها إمكانياتٌ متطورة شبه مبهمة، وأنَّها ربما تكون قادرةً على مراوغة منظومة الدفاع الصاروخية الأميركية، وقال: “يمكنك وضع عدة رؤوس حربية على صاروخٍ واحد، لينطلق كلٌ منها في اتجاه مختلف، ويمكنك توجيهها أثناء سقوطها، ويمكنك خداع المنظومات الدفاعية حينئذٍ باستخدام بعض تلك الصواريخ كتمويه. وحين تضع كوريا الشمالية يديها على هذه التقنية، وهذه مسألة وقت ليس إلا، ستكون تهديداتها بقصف الولايات المتحدة بالصواريخ النووية ذات مصداقية.
الخطوة الخامسة: رد فعل الصين
هناك سبب وجيه يُفسّر احتمالية سعي الرئيس ترامب إلى تهدئة العلاقات مع الصين، إذ يرى رودغر أنَّ هناك احتمالاً قوياً في حال شنت كوريا الشمالية هجوماً غير مبرر بأن الصين قد تتحرك لتمنع نشوب حرب كورية ثانية. وقال رودغر: “كانت الصين قد حذّرت كوريا الشمالية من أنّه في حال إثارتها أي نزاعٍ مُسلّح، قد تتدخل الصين في بيونغ يانغ، وتسيطر على الجزء الشمالي من كوريا الشمالية، وستقطع دعمها العسكري للنظام الحاكم في كوريا الشمالية. وأعتقد أن آخر شيء كان يتوقعه الصينيون هو الوقوف مع الولايات المتحدة على الجانب نفسه إذا نشب هذا النوع من المواجهات”. لكن لا يتوقع كل المحللين أنَّ الصين ستنقلب على حليفتها كوريا الشمالية. إذ كتب جويل ويت، وهو زميلٌ في المعهد الكوري الأميركي بكلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز، مقالةً في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أوضح فيها أنّه بينما حاولت الصين الضغط على كوريا الشمالية لنزع سلاحها النووي، لم يشهد سلوكها العام تجاهها تغييراً حقيقياً. وكتب جويل: “وجود دولة كورية متحدة ومتحالفة مع أميركا على حدود الصين سيكون نبأً سيئاً بالنسبة لبكين في ظل الصراع المستمر بين الصين والولايات المتحدة في قارة آسيا”.
الخطوة السادسة: ستنتقم أميركا لكنها على الأرجح لن تشن هجوماً نووياً على كوريا الشمالية
كان ترامب قد ألمح إلى إمكانية استخدام أسلحةٍ نووية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وقد يُمثّل هذا سبباً لاحتمالية انتقام الولايات المتحدة من كوريا الشمالية بشن هجومٍ نووي عليها، أليس كذلك؟ لكن رودغر لا يعتقد ذلك. وقال رودغر: “أعتقد أنَّ هذا احتمالٌ بعيدٌ جداً؛ لأنَّ عدد الأسلحة التي تمتلكها كوريا الشمالية محدودٌ جداً، وحجم شبه الجزيرة الكورية في غاية الضآلة، وآثار إسقاط صواريخ نووية على شبه الجزيرة الكورية ستكون كبيرة نسبياً مقارنةً بالحد الأدنى لجهود إعادة الإعمار على المدى الطويل، ولن تقتصر على كوريا الشمالية فقط، بل على كوريا الجنوبية كذلك”.
وتوقّع رودغر السيناريو البديل لرد فعل الولايات المتحدة قائلاً: “ربما تُطلق صاروخاً كبيراً من نوع “كروز”، ثم تُتبعه بغاراتٍ جوية ضد سلاح المدفعية على الجبهة الكورية الشمالية”. وأكد أنَّ الفكرة من هذه الطريقة تتلخص في شل قدرة سلاح المدفعية على طول الجبهة الكورية الشمالية، بالإضافة إلى أنظمتها الصاروخية المحمولة. وستفعل الولايات المتحدة كل ذلك بينما “تنقل المزيد من المعدات والقوات إلى المنطقة”.
الخطوة السابعة: حربٌ على الأرجح لن تنتصر فيها كوريا الشمالية
الآن وقد استخدم كلا الطرفين الأسلحة، ستصبح هوية من بدأ الاعتداء المسلح غير مهمة، وهنا تحديداً يُصبح التقرير الذي نشرته مؤسسة ستراتفور في وقتٍ سابق عن نشوبٍ حربٍ بين كوريا الشمالية من جهة، والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهةٍ أُخرى، مفيداً للغاية. إذ قال رودغر: “السويعات الأولى للحرب على وجه التحديد هي الوقت الذي يجب أن تستغل كوريا الشمالية فيه كل أدواتها الممكنة”. ويعتقد رودغر أنَّ الكوريين الشماليين سيضطرون للاعتماد على “أدواتهم التقليدية”، التي قد تشمل الأسلحة البيولوجية والأسلحة الكيميائية، “ويزيد احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية عن الأسلحة البيولوجية”، في سعيهم لإبطاء أي تقدم للقوات الأميركية على الأرض، وإلحاق ضررٍ بالغٍ بالجزء الشمالي من كوريا الجنوبية لبعض الوقت. وفي النهاية، هذه حرب، ولا يعتقد رودغر أن فرص كوريا الشمالية في الفوز بها كبيرة.
وباستثناء حدوث بعض التغيرات السياسية المفاجئة، التي قد تشهد تحوَّل الكوريين الجنوبيين فجأةً لحب كيم جونغ أون، قال رودغر: “لا يزال من الآمن أن نقول إنَّ أي حربٍ ستشارك بها الولايات المتحدة، أو حتى إذا نشبت حربٌ بين الكوريتين فقط، سيكون انتصار كوريا الشمالية فيها أمراً بالغ الصعوبة”.
(هافنغتون بوست)