أقامت ادارة مدرسة مار مارون لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات في طرابلس قداسا احتفاليا في ذكرى مرور 40 يوماً على وفاة المربيّة ليليان الشاطر في كنيسةالمدرسة ترأسه الخوري شهيد دعبول بحضور الاخت الرئيسة سميرة مفوّض، رئيسة المنطقة التربوية السيدة نهلا الحاماتي، مديرة المكتب التربوي في جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الاخت كلوتيلد ديبه، نقيب المعلّمين في التعليم الخاص نعمة محفوض، الأخوات الراهبات، عائلة الفقيدة، رئيس واعضاء لجنة الأهل والهيئتين التعليمية والادارية.
بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى الخوري دعبول عظة قال فيها: “إذا تأمّلنا في حياة الفقيدة ليليان تبيّن لنا انّها كانت تعرف أن تخدم بروحيّة العطاء وبالروحيّة المسيحيّة، بكل بساطة وبضمير حيّ كما يريد الله، وبكلّ ألمها، وبكل وجعها وبخاصة في الفترة الأخيرة كانت الإبتسامة لا تفارق وجهها، وهي باقية معنا في ابتسامتها النابعة من القلب، وسيفتقد الأولاد عاطفتها الجيّاشة، ولها نقول رسالتك لا تتوقف لحظة انتهاء حياتك على الأرض بل ستكون في العلى أعظم بكثير”.
وبعد القداس كانت كلمات تناولت مزايا الراحلة، قدّمها الاستاذ ميشال ترمب وقال ” منذ نعومة أظفارها وطيفها يختال في رحاب مدرستنا، لو نطقت مداميك المدرسة لسمعنا اسمها في كل زاوية، حتّى باتت تتلذّذ بألمها كي تجود بعطائها، نصف قرن وعطر ابتسامتها يعبق في كل الأرجاء، عقود من العطاء، عطاء لا حدود له، عطاء ممزوج بألم دفين، انّها ليليان”.
ثمّ كلمة مديرة المدرسة الأخت سميرة مفوّض التي قالت: “على مرّ السنين نما بستان مدرسة العائلة المقدسة في طرابلس وأزهر، ولكن وفي غفلة من الزمن هوت منه شجرة، انها ليليان، شجرة صمدت في وجه الألم وأبت إلّا أن تظلّ واقفة بين تلاميذها، يستظلون أغصانها، انّها المربية الشهيدة، شجرة وقفت على كل مفارق الطرق لا تأبه بتعطيل الدروس لتكون من أوّل الحاضرين لتسهر على سلامة التلاميذ، انّها المعلمة المناضلة، شجرة غُرست في بستان راهبات العائلة المقدسة-مدرسة مار مارون، أزهرت تلميذة وأثمرت معلمة، انّها الإبنة الأمينة، شجرة اورقت اغصانها، فحضنت تلاميذ وقفوا تائهين يوم لم تحضر بينهم، كرفّ عصافير قُطعت شجرة كان يستظلّها،انّها الناظرة الحاضنة،شجرة اذا نظرت اليها ارتحت لمنظرها، ابتسامة وديعة، نظرة مليئة بالرجاء، فم يردد”نشكر الله”، انّها المرأة المؤمنة،شجرة الى جانب اشجار تتأقلم، تساعد، تسهر، تحتضن، انّها الزميلة الحاضرة”.
وختمت مفوّض”على اسمك ليليان، شجرة نزرعها في بستان مرحلة الروضات علّها تخفف من ثقل غيابك، وتذكرنا دائماً بالقيم التي تمثّلينها”
ولفتت مديرة المكتب التربوي في جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الاخت كلوتيلد ديبه في كلمتها الى انّنا في آخر شهر مار يوسف الذي عرف عنه انّه قال كثيراً ولم يتكلّم وانّه حارس الضعف” ووصفت الراحلة “انها حارسة الضعف التي صمدت صمود الأقوياء وانّها الابتسامة الجريحة التي قالت بصوتها وبمواقفها ما تعجز عنه الألسن، قالت لنا ما هو الواجب، ما هو الأمل، ما هي التربية وما هو معنى الأمومة والأبوّة معاً” وختمت بالقول “ليليان إذ تكرّمك مدرستك تريد أن تقول لك ما لا تقوله الكلمات بأنّ ذكرى صدّيق تدوم الى الأبد”
وألقى كلمة لجنة الأهل رئيس اللجنة السيد هادي غمراوي وممّا قال” لم تتقرّبي من أولادنا فحسب، بل دخلت الى قلوبنا جميعاً، لقد اخترقتها بابتسامتك المتفائلة واندفاعك المتحمّس ومتابعتك المتفانية للعطاء دون كلل، لذا فُرض علينا تكريمك بأكاليل الزهور وبأوسمة من النور والإخلاص والوفاء مخلّدين بها ذكراك الباقية أبداً”
وألقت السيدة رنا جبور كلمة الهيئة التعليمية وممّا جاء فيها “نحن متأكدون بأنّك ما زلت محتفظة بابتسامتك ونشعر بها في جميع أرجاء المدرسة، في الممرات، في الملعب، امام الصفوف نتخيّلك واقفة أمامنا ترمين علينا السلام، لقد كنت شخصاً مميّزاً لم تقبلي يوماً أن يشاركك احد ألمك او ان تجعلينا نشعر بأوجاعك لقد كنت مثالاً للطيبة وللمساعدة”.
ونيابةً عن العائلة شكرت اخت الراحلة اميلي الشاطر كل من تقدّم بالتعزية والمواساة وتسلم زوج الفقيدة وولداها ايقونة العائلة المقدسة من الأخت الرئيسة ومن رئيسة المنطقة التربوية السيدة نهلا الحاماتي التي رأت بالراحلة مزايا فاضلة تستحق التقدير والاحترام.
وفي الختام ، توجّه الجميع الى ملعب مرحلة الروضات حيث زُرعت شجرة ليمون مزهرة على اسم ليليان الشاطر”علّها تخفف من ثقل غيابها وتذكرنا بالقيم التي تمثّلها” كما قالت الأخت الرئيسة.