يستسلم كثير من الناس لضغوط الحياة ويقفون مكتوفي الأيدي أمام مجابهة المواقف الصعبة، ويحذر أطباء من أن هذا الاستسلام أولى مؤشرات “الموت النفسي”، الذي قد يفضي في نهاية المطاف إلى الموت الحقيقي.
وكشفت دراسة بريطانية جديدة عن وجود 5 علامات تدفع للاعتقاد بأن الشخص قد دخل في مرحلة الموت النفسي، وما هي إلا أيام قبل أن يلقى حتفه بالفعل، ما لم يتنبه إلى خطورتها ويخرج من هذه الدائرة القاتلة.
وقال الدكتور جون ليتش، من جامعة بورتسموث في بريطانيا، إن دراسته أظهرت أن “الموت النفسي”، أي إقناع النفس بالتخلي عن الحياة، هو حالة طبية مرضية حقيقية، يجب أن تدق ناقوس الخطر لمن يعانون منها.
وقد توصل ليتش إلى أن الناس يمكن أن يفقدوا حياتهم في أقل من ثلاثة أيام في حال فشلوا في مجابهة موقف مؤلم في الحياة، واعتقدوا في الوقت نفسه أنهم لا يستطيعون التغلب عليه.
ويعتقد ليتش أنه عندما يشعر الشخص بضغوط الحياة، فإن الدماغ يغير نشاطه ليرفع من تحفيز الشخص بالاعتناء بنفسه والانعزال عن محيطه، ضمن علامات خمس هي:
الانسحاب الاجتماعي
بعد الصدمة الحياتية يتجنب كثير من الناس الاتصال بالآخرين. يظهر ذلك جليا لدى أسرى الحرب الذي يفقدون القدرة على إظهار عواطفهم ويصبحون غير مبالين بمعاناة الآخرين.
لا مبالاة
يحدث هذا عندما يكون الشخص غير مهتم بالاعتناء بنفسه، لدرجة أنه قد يفتقد الدافع للاستحمام، أو القدرة على القيام بالأشياء الأساسية اليومية، حسب ما يقول ليتش في دراسته.
فقدان الإرادة
يدفع فقدان الإرادة الإنسان إلى عدم القدرة على المبادرة أو اتخاذ قرارات، ويقول ليتش: “هناك شيء مثير للاهتمام في هذه المرحلة، وهو أن عقل الإنسان يصبح فارغا كما أن وعيه يصبح خاليا من المحتوى”.
فقدان الطواعية النفسية
يُشبه ليتش هذه الحالة بمرض باركنسون الذي يفقد الإنسان القدرة على تحريك عضلاتك طواعية. وبالمثل، إن وصل الإنسان إلى مرحلة يفقد معها قدرته على التحكم بعضلاته النفسية، فإن ذلك إحدى علامات “الموت النفسي”.
الوفاة النفسية
وهي المرحلة الأخيرة من “الاستسلام” للموت الحقيقي، إذ يصف ليتش حالة الشخص الذي يعاني من “الوفاة النفسية” بأنه إنسان خسر تماما إرادة العيش، وسكون ذلك نتيجة صدمة عاطفية قوية.