36 صوتاً لمعوض..وفرنجيه يتعثّر … التغييريّون لا يعرفون ماذا يفعلون!
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
صحيح أنّها جولة أولى تجريبية، ولكن لا بدّ من مؤشّرات واستدلالات ليس بالضرورة أن تكون نهائية أو حاسمة.في لبنان، لا شيء نهائي.حتّى خروج ميشال عون من بعبدا في 31 تشرين الجاري، ليس بالنهائي!
أن يحصل ميشال معوض على 36 صوتاً (زائد 4 أصوات مؤكّدة لستريدا جعجع، فؤاد مخزومي، سليم الصائغ ونعمه افرام) ليست بالحدث العارض بالنسبة لتكوين الكتلة المعارضة، خاصة مع إنضمام كتلة وليد جنبلاط الى مجموعة الأربعين..وهنا لا بدّ من تشريح إتجاهات باقي مجموعات التصويت في الجلسة الأولى، للوصول الى بعض الإستنتاجات.
“التغييريّون” ال 13 بدوا خارج الفعل والتأثير.ذهابهم الى رجل الأعمال سليم إده، الذي رفض التعاطي السياسي مراراً وتكراراً، هو أساساً عجز عن إستدراج كتلة جنبلاط الى تسمية النائب السابق صلاح حنين، وهو نوع من التمايز لا يقدّم ولا يؤخّر، تماماً كما هي “المبادرة” التي أطلقوها وباتت كرشق خطّاط عابر في فضاء الإستحقاق الرئاسي االحقيقي..ولكن أيّاً كانت خياراتهم، فهم لن يصبّوا في صندوقة مرشح الممانعة.
نوّاب ورقة “لبنان” العشرة، وهم خليط من حضور لقاء دار الفتوى وعشاء السفير السعودي، يضاف إليهم النواب سجيع عطيه وجميل عبود وأحمد رستم، أكدوا أنّهم خارج إصطفاف الورقة البيضاء، وهم موضوعيّاً أقرب الى التوجّه السعودي، بمعنى أقرب الى صندوقة مرشّح المعارضة، متى حان وقت الجدّ في التصويت لميشال معوض أو أيّ مرشح آخر بالمعايير السيادية المتداولة..ولعلّ الزيارة الأخيرة لمعوض وزوجته الى دارة وليد البعريني وزوجته في جرود فنيدق، ليست بالبعيدة عن الروابط التي يمكن أن تجمع بين مجموعة العشرة ومجموعة الأربعين!
“الصوتان الشاردان” (نهج رشيد كرامي ومهسا أمينة)، وهما يعودان الى كريم كبارة ونائب سنّي آخر، لن يكونا، في أيّ حال من الأحوال، في خانة حزب الله..وبالتالي فإنّ عملية حسبان الأصوات توصلنا الى ما مجموعه 65 صوتاً حتماً خارج سطوة الثنائي الشيعي وحلفائهما، وهي (أي ال 65 صوتاً) وإن لم تتوحّد حول مرشح واحد للمعارضة، إلّا أنّها تقطع الطريق على النصف زائد واحد لما فيه مصلحة مرشح 8 آذار، إذا صحّت التسمية!
المعارضة، بعد الجلسة الأولى، بدت أقوى من ال 63 ورقة بيضاء، خاصة وأنّ الثنائي الشيعي عجز عن توفير هذه الأصوات لمصلحة مرشحهما المفترض سليمان فرنجيه، الذي بدا متعثّراً الى درجة أنّ صوت نجله طوني فرنجيه إنّما كان “ورقة بيضاء”، خوفاً من حصوله على أصوات أقلّ من معوض، أو خوفاً من ترشّح جبران باسيل الذي هدّد بذلك، قطعاً للطريق على التبنّي العلني لفرنجية كمرشّح رسمي لحزب الله!
فرنجيه خسر فرصة إعتماده رسميّاً كمرشح للموالاة، أو كمرشّح هو الأقوى فيما لو حصل على كامل الأوراق البيضاء، وذلك يعود الى ممانعة جبران باسيل الشديدة، ما يعمّق هوّة الخلاف داخل صفوفهم، وربّما يزيد من حظوظ الوصول الى مرشّح توافقي..ولكن وفق أيّة معايير داخلية وإقليمية ودولية؟
الجولة الأولى سجّلت نصراً معنويّاً لمعوض، وبالأرقام (65 صوتاً) لتلاوين المعارضة..فيما سجّلت إرباكاً (وتهميشاً) لزخم التغييريّين، وعطباً ملحوظاً في معركة سليمان فرنجية وفي جبهة الموالاة!