خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
كان يمكن للعام 2023 أن يمرّ ختامه الشمالي بلا حوادث أمنيّة تذكر لولا الحريق الذي لحق بشجرتي الميلاد في كلّ من الزاهريّة والميناء.ردّة الفعل الرافضة والغاضبة كانت شديدة، والجيش ألقى القبض على الفاعلين أمام كنيسة جاورجيوس، على أن يلقي القبض – بالتأكيد – على الفاعلين في باحة كنيسة الميناء!
حوادث فرديّة كثيرة سجّلها العام 2023، كما سجّل حواث سير قاتلة عديدة على الطرقات، لعلّ أبرزها في ما شكّل، بشكل أو بآخر، قضيّة رأي عام:
-جريمة الطفلة “ريم طالب” ذات الخمس سنوات.تناوب أفراد العائلة على نهش جسمها النحيل:”الخال” بالإغتصاب المتكرّر إلى حدّ الموت، “الأمّ” بالصمت المريب، و”الجدّ” بتجاهل ما رأى وحصل.القاضية أماندا نصّار أخذت بالثأر:الإعدام للثلاثة معاً!
-في القرنة السوداء، على الحدود الفاصلة ما بين جرود الضنية وجرود بشرّي، كاد مقتل الشابين هيثم ومالك طوق أن يفتح على صراع مناطقي – طائفي.قيادات بشرّي تصرّفت بمسؤولية عالية، مسلّمة القضيّة والعقاب – على صعوبة هذا القرار في بلد عشائري متفلّت مثل لبنان – إلى الجهّات المختصّة في القضاء والأمن.وفعاليّات بقاعصفرين والضنية سارعت الى تسليم من يجب تسليمهم.كما أنّ الجيش قد تصرّف بقسوة نسبيّة ما ساهم في منع الإنزلاق الى التداعيات الأمنية، وذلك بانتظار الحلول العلمية القانونية لكلّ الأراضي المشاع التي تتسبّب بالتوتّرات الجوّالة بين المناطق والطوائف، كما في لاسا جبيل وعكار العتيقة وفنيدق ومناطق أخرى!
-في القرقف عكار كاد الغموض الذي اكتنف مقتل إمام البلدة الشيخ أحمد الرفاعي أن يثير تفاعلات سياسية واسعة حيث توجّهت أصابع الإتهام بداية الى حزب الله الضليع بالإغتيالات لكلّ من يخالفه الرأي في سياساته وممارساته، خاصة وأنّ الشيخ الضحية إستدرج بطريقة بوليسية الى منطقة الجامعة العربية على كورنيش الميناء حيث اختفت آثاره، إلى أن تمكّن فرع المعلومات، وبسرعة قياسية، من كشف “لغز” الخطف والإختفاء وطمر الجثّة في ضهور بحنين، من قبل رئيس بلدية القرقف يحي الرفاعي بالتعاون مع إبنه وأقاربه، وذلك لحسابات داخلية ضيقة ومؤسفة..وقد أوقف الفاعلون!
-الحادثة الرابعة مزدوجة ومتباعدة في المكان والزمان، ولكنّها متشابهة في المناسبة :”العرس” الذي تحوّل الى موت.
في أنفه قام أحد المواطنين من العرب المقيمين في المنطقة بالإنتقام من “العريس” الشاب سليمان سركيس بإطلاق الرصاص عليه في محلّه.ومنعاً لأيّ ردّات فعل سارع أهالي القاتل الى تسليمه للجهّات المختصّة للمحاكمة.
وفي واقعة مأساوية مشابهة في أبي سمراء، أدّى خلاف طارئ خلال مراسم الزفّة والطبل بين أخوي العريس والعروس إلى إطلاق النار، ما تسبّب بالقتل الفوري لشقيق العروس (وهي في بدلة العرس البيضاء) ويدعى مؤمن بيروتي!
2023 كانت سنة قاسية، وقد ضرب شهر تمّوز رقماً قياسياً في عدد القتلى جرّاء الجرائم الفرديّة المتفرّقة حيث سقط 23 قتيلاً في شهر واحد!