قُتل 120 شخصاً وأصيب 330 آخرون بجروح، مساء أمس الثلاثاء، جرّاء حريق شب في أثناء حفل زفاف في قاعة للأعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى، شمالي العراق، بحسب ما أفادت مصادر صحية وأخرى أمنية عراقية لـ”العربي الجديد”.
من جهته ، وجّه وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، اليوم الاربعاء، بتشكيل لجنة تحقيق لمتابعة مجريات حريق الحمدانية في نينوى شمالي البلاد.
وذكر بيان لوزارة الداخلية نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) أنّ “وزير الداخلية أمر بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة مدير استخبارات ومكافحة إرهاب نينوى (لم يذكر اسمه) لمتابعة مجريات حادث قضاء الحمدانية”.
أضاف بيان الوزارة أنّ “التقرير الأولي لحادث قاعة الحمدانية يشير إلى أنّه ليس جنائياً وإنّما فقدان لإجراءات السلامة والأمان”.
في سياق متصل، أصدرت وزارة الداخلية أوامر بتوقيف أربعة من أصحاب قاعة الأعراس حيث وقع الحريق.
رئيس الوزاء العراقي يعلن الحداد 3 أيام في عموم البلاد
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، الحداد ثلاثة أيام في عموم البلاد، على خلفية الحريق الذي اندلع في محافظة نينوى الشمالية.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أنّ السوداني “وجّه بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق ولمدّة ثلاثة أيام، عزاء في الضحايا الذين سقطوا في حادث حريق الحمدانية، في منطقة سهل نينوى”.
أعلن محافظ نينوى نجم الجبوري، الأربعاء، الحداد لمدة أسبوع إثر حريق قاعة الأعراس في الحمدانية، حسب ما أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
الرئيس العراقي يدعو إلى فتح تحقيق في حريق نينوى
دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الأربعاء، إلى فتح تحقيق في حادثة حريق قضاء الحمدانية، وقال في تدوينة على منصة “إكس” إنّ “ما حصل لأبنائنا في قضاء الحمدانية فاجعة مؤلمة، وحادث اعتصر قلوبنا وقلوب كلّ العراقيين”.
وشدّد رشيد على “ضرورة فتح تحقيق ومعرفة ملابسات الحادث واتّخاذ كافة إجراءات السلامة لمنع تكراره”.
ووجّه الرئيس العراقي “عميق مواساتنا وخالص تعازينا إلى ذوي الضحايا”، متمنياً “الشفاء العاجل للمصابين”
وقد أفاد مراسل “العربي الجديد” بأنّ الأمن العراقي أوقف تسعة أشخاص، اليوم الأربعاء، على خلفية حريق الحمدانية.
يأتي ذلك في حين تبيّن تحقيقات الأمن العراقي أنّ سبب الحريق ليس جنائياً، إنّما وقع نتيجة انعدام إجراءات السلامة والأمان.
وأعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم الأربعاء، إرسال تعزيزات طبية من بغداد والمحافظات إلى نينوى.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر، في بيان، إنّ وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي وجّه باستنفار دوائر الوزارة في محافظة نينوى والدوائر المجاورة لها لإسعاف وعلاج المصابين في حادث الحريق في قضاء الحمدانية وتقديم الرعاية الصحية لهم.
وقال المنسق العام لمنظمة الهلال الأحمر العراقي غسان محمد الوثيني، لـ”العربي الجديد”، إنّ عدد الضحايا والمصابين بلغ نحو 450 شخصاً حتى الآن، مؤكداً أنّ الكوادر الصحية مستنفرة منذ وقوع الحادثة.
من جانبه، قال مصدر أمني عراقي لـ”العربي الجديد”، إنّ عدد الضحايا المودعين بمستشفى الحمدانية تخطى الـ120 قتيلاً، بينهم أطفال، مشيراً إلى أنّ عدداً من العائلات بكاملها قضت بالحريق.
وأكد أنّ المجموع الكلي قد يصل إلى 500 شخص بين قتيل ومصاب، لافتاً إلى أنّ بعض الضحايا حلّوا ضيوفاً على حفل الزفاف وقدموا من الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.
وحول تحديد هويات الضحايا، قال المصدر إنّ هناك صعوبة تواجه تحديد هوية بعض الضحايا بسبب شدة الحريق، متحدثاً عن صعوبات في عمليات إنقاذ المصابين بسبب الاختناق وخطورة حالات الحروق وضعف إمكانيات المستشفيات الموجودة في نينوى عموماً.
وكشف المصدر أنّ “التحقيقات الأولية تؤكد أنّ القاعة مشيدة بشكل غير قانوني ولا تتوافق مع معايير السلامة، والسقف اشتعل بسرعة بعد استخدام مفرقات الأعراس وحاصر الموجودين داخل القاعة”.
بدوره، قال نائب محافظ نينوى حسن العلاف إنّ عدد حالات الوفاة ارتفع إلى 113، مشيراً إلى أنّ العدد آخذ بالازدياد.
وأضاف حسن العلاف، في تصريحات للصحافيين: “هنالك عدد من العوائل أخذت ضحاياها المتوفين من دون جرد”، مؤكداً أنّ نحو “ألف شخص كانوا موجودين في القاعة”.
وقال مسؤول بفندق الرشيد في بغداد، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، إنّ السلطات المعنية سيطرت على حريق محدود بالفندق أدى إلى إجلاء النزلاء ودبلوماسيين منه.
وينزل بالفندق العديد من المبعوثين من دول الخليج.
وقع الحريق المحدود في المطبخ، ووصف المسؤول عملية الإجلاء بأنها إجراء احترازي روتيني، قائلاً إنّ النزلاء عادوا بأمان إلى غرفهم.
ويقع الفندق في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين ببغداد، والتي يوجد فيها البرلمان والعديد من المباني الحكومية والسفارات الأجنبية.
أوضحت مديرية الدفاع المدني العراقي أن قاعة الأعراس، حيث اندلع الحريق، “مغلفة بألواح الأيكوبوند سريع الاشتعال ومخالفة لتعليمات السلامة ومحالة إلى القضاء حسب قانون الدفاع المدني الرقم 44 لسنة 2013، لافتقارها إلى متطلبات السلامة من منظومات الإنذار والإطفاء الرطبة في منطقة الحمدانية بمحافظة نينوى”.
وكشفت أن “الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران”.
وذكر الدفاع المدني إنّ “معلومات أولية” تشير إلى أنّ سبب الحريق هو “استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف”، ما أدّى إلى “اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر” ثمّ انتشر “الحريق بسرعة كبيرة”.
وأكد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، لوكالة الأنباء العراقية، أنّ فرق الدفاع المدني تمكّنت من إخلاء جميع المصابين في حادث حريق الحمدانية.
وقال الشمري إنه “توجه إلى محافظة نينوى للوقوف على تداعيات حادث حريق قاعة الأعراس في الحمدانية”.
أكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن الأخير “أجرى اتصالًا هاتفيًا بمحافظ نينوى، للوقوف على تداعيات الحريق الذي وقع في إحدى قاعات الأعراس بقضاء الحمدانية في سهل نينوى، ووجه وزيري الداخلية والصحة باستنفار كل الجهود لإغاثة المتضررين جراء الحادث المؤسف”.
في المقابل، ذكر بيان لوزارة الصحة العراقية أنّ “وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي وجه باستنفار دوائر الوزارة في محافظة نينوى والدوائر المجاورة لها لإسعاف وعلاج المصابين في حادث الحريق في قضاء الحمدانية وتقديم الرعاية الصحية لهم”.