ورغم أن هذه الكائنات الدقيقة يتم تدميرها أثناء الطهي، لكن يمكن أن تنتقل إلى الإنسان بطرق أخرى، منها عدم الاعتناء بغسل اليدين وغياب النظافة الجيدة، وتخزين الأطعمة واللحوم بصورة خاطئة، وبقاء الطعام الفاسد في الثلاجة لفترة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن قرابة 600 مليون شخص، أي نحو شخص من كل 10 أشخاص في العالم، يصابون بالتسمم الغذائي سنويًا؛ لتناولهم أغذية ملوثة، ويموت منهم 420 ألف شخص، بينهم 125 ألف طفل دون الخامسة من العمر.
وأضافت المنظمة، أن الأمراض المنقولة بالأغذية ناجمة عن 31 من عوامل المرض، أبرزها البكتيريا والفيروسات، ويزداد خطر هذه الأمراض في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل؛ لارتباطها باستعمال المياه غير المأمونة في إعداد الطعام، وسوء مستوى النظافة.
وأشارت إلى أن تلوث الغذاء يمكن أن ينقل أمراض خطيرة، على رأسها الإسهال وحمى التيفود، والتهاب الكبد A والدودة الشريطية، والسموم الفطرية الأفلاتوكسين، التي ينتجها العفن على الحبوب المخزونة على نحو غير ملائم.
ويساعد اتباع بعض الإرشادات الصحية في تجنب الإصابة بالتسمم الغذائي، ومنها عدم تقطيع اللحوم والأسماك على نفس لوحة تقطيع الخضراوات، وغسل اليد بشكل جيد قبل إعداد الطعام.
ومن الأمور المهمة في علاج التسمم الغذائي تناول كميات كبيرة من السوائل، لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل وأملاح، فضلا عن تناول مختلف أنواع الأعشاب الساخنة، وتناول التفاح والموز والشاي الأسود.
وكشف تقرير نشره موقع (Healthline) المهتم بالأخبار والتقارير العلمية، عن أشهر 10 أعراض للتسمم الغذائي، وهي:
–المغص والتشنجات:
يشعر المصاب بآلام حادة في منطقة البطن من تحت الضلوع وحتى فوق الحوض؛ جراء ما تسببه الكائنات الدقيقة من إنتاج السموم، التى تهيج بطانة المعدة والأمعاء.
ولكن هذا العرض لا يمكن أن يكون وحده دليل على وجود التسمم الغذائي، وأيضا ليس كل تسمم غذائي يحدث نتيجته آلام في البطن.
–الإسهال:
عرض أساسي للتسمم الغذائي، لما تسببه البكتيريا في الأمعاء وتجعلها تمتص السوائل والماء بشكل أقل، ويمكن أن يسبب الإسهال في بعض الحالات الجفاف لما يفقده الجسم من سوائل، لذلك عند حدوث هذه الحالة لابد من شرب كميات كبيرة من الماء وتناول الأعشاب.
وللتأكد من وصول الحالة إلى الجفاف يجب مراقبة لون البول، فاللون القاتم دليل على الجفاف.
–الصداع:
التسمم الغذائي يرهق الجسم بالكامل، والصداع هو عرض شائع لتلك الحالة، لتأثير التسمم على الجسم بالجفاف والتعب.
–القيء:
يسبب التسمم الغذائي تقلص عضلات البطن ورفع الحجاب الحاجز وارتفاع نسبة الحموضة في المعدة، ما يسبب حالة القيء.
ويجب ملاحظة تكرار عدد مرات القيء ومراقبة حدوثه مع الإسهال، حتى لا يصاب المريض بالجفاف.
–الإعياء:
يؤثر التسمم الغذائي على الجسم نتيجة الإجهاد الذي يحدث من تكرار حالة القيء والإسهال، فيشعر المريض بإعياء تام في جميع أنحاء جسمه.
ونتيجة هذا الإعياء يستجيب الجهاز المناعي فيرسل جزيئات مناعية تسمى “السيتوكينات” تكافح وجود البكتيريا والطفيليات الموجودة في الجسم، ولكنها تسبب فقدان للشهية.
–الحمى:
تزداد درجة حرارة الجسم عند الإصابة بالتسمم الغذائي، فترتفع من المعدل الطبيعي 36-37 درجة مئوية إلى 40-41 درجة، نتيجة إطلاق مواد كيميائية مناعية تسمى “بيروجينات” تكافح الكائنات الدقيقة وزيادة كرات الدم البيضاء.
–القشعريرة:
نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجسم، فإن الجسم يصاب بقشعريرة وتعرّق، حيث يقشعر الجسم لمحاولة تخفيف الحمى.
–الإجهاد:
يحدث هذا العرض نتيجة إطلاق الجهاز المناعي جزيئات “السيتوكينات” المناعية، وفقدان الشهية لذلك يجب أن يأخذ المريض فترة راحة مناسبة بعد التعافي .
–الغثيان:
هو الشعور بميل إلى القيء، وهو مرتبط بالتسمم الغذائي، ويأخذ وقت يتراوح بين ساعة وثماني ساعات بعد الوجبة، وهو يعتبر أول إشارة للجسم بوجود تسمم غذائي.
–آلام العضلات:
نتيجة التسمم الغذائي يطلق الجهاز المناعي مادة “الهيستامين” التى تكافح العدوى والالتهابات الموجودة في الجهاز الهضمي والتى تسبب إجهاد للعضلات.
وفي حال عدم زوال هذه الأعراض سريعًا، يجب زيارة الطبيب، وينبغي الحذر بشدة في التعامل مع أعراض التسمم الغذائي عند الأطفال والحوامل وكبار السن؛ فتدهور الحالة الصحية عند هؤلاء الأشخاص يكون أسرع.
المصدر: الأناضول