غدرت حبات البرد التي بلغ حجم بعضها حجم كرة الطاولة، باللبنانيين في عز حركتهم في مختلف المناطق. وعلى رغم أن الناس على علم بقدوم عاصفة تستمر 24 ساعة ومصدرها البحر الأسود، إلا أن قوة الرياح التي هبت ظهراً فجأة مصحوبة بكثافة من حبات البرد، والتي استمرت عشر دقائق فقط، حاصرت الناس داخل المكاتب وفي السيارات. وفاضت الشوارع بالمياه وسقطت سقالات حديد حول مبان في بيروت على السيارات المركونة والعابرين. وتحطم زجاج مئات السيارات، وأحدثت قوة البرد المتساقط فجوات في هياكل السيارات الحديد وتحطمت أشجار معمرة، ودخلت المياه مباني يفترض أنها محصنة ضد عوامل الطبيعة، ومنها كليات جامعية ومدارس ومؤسسات.
وكعادته، وجد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في هذا التحول في الطقس مناسبة للتهكم على الوضع العام في البلد. فغرد عبر «تويتر» قائلاً: «يا له من طقس غريب يبشر بالطوفان، صار بدها سفينة نوح هرباً من الطقس والدين العام». وشهدت مداخل العاصمة زحمة سير، وقطعت طريق الجناح – محلة سان سيمون باتجاه الرملة البيضاء، بسبب انهيار سقف أحد الأبنية، وحوِّل السير الى الطرق الفرعية. وجرفت المياه عدداً من السيارات، بينها سيارة للصليب الأحمر في العيرونية في قضاء زغرتا، ودخلت المياه الى منازل أرضية، مسببة أضراراً في الممتلكات، وحاصرت البعض داخل منازلهم. وأدت الى تأخير لرحلات جوية.
وكررت قوى الأمن الداخلي دعوتها الى السائقين للتروّي في القيادة بهدف تجنّب حوادث الانزلاق. ونشطت وسائل التواصل الاجتماعي في التقاط لحظات هبوب العاصفة وأضرارها.
وناشد الأهالي الدفاع المدني وبلدية الفوار التدخل الفوري والعمل على ايجاد حل لتصريف المياه، وقد تحركت البلدية على الفور، حيث جرى فتح أقنية المياه، ورفع سيارة الصليب الاحمر.
الحياة