ﻭﺯﻋﺖ ﺳﻔﺎﺭﺓ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻧﺺ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﺮ ﻫﻴﻮﻏﻮ ﺷﻮﺭﺗﺮ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻭﻧﺘﻪ، ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ” ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ” ، ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ : ” ﺩﻋﻴﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ” ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ : ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ 1920 ﻧﺤﻮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ “2020 ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ ” ﺃﺩﻳﺎﻥ .” ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﻋﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻬﺎ ﻣﻨﻪ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻌﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ .
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻛﺴﻔﻴﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺃﺧﺒﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ . ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺩﻋﻴﺖ ﻛﻮﻧﻲ ﻣﻬﺘﻤﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺭﺳﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ . ﻓﺘﻜﻠﻤﺖ ﻋﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﺑﻠﺪ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻭﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ . ﺑﻠﺪ ﻻ ﻳﻜﻒ ﺷﻌﺒﻪ ﻋﻦ ﺇﺑﻬﺎﺭﻱ ﺑﻤﻮﺍﻫﺒﻪ ﻭﻃﺎﻗﺘﻪ . ﻫﻮ ﺑﻠﺪ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﺮﺏ ﻛﺎﺳﺤﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﻨﺎﺭﺓ ﺗﺴﺎﻣﺢ ﻭﺗﻌﺎﻳﺶ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ . ﺑﻠﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻪ – ﺑﺤﻖ – ﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ﺑﻪ . ﻭﺫﻛﺮﺕ ﺑﻠﺪﺍ ﻋﺎﻧﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ﻭﺃﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﻴﺮﺓ ﻣﻌﻪ . ﻫﻮ ﺑﻠﺪ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺠﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮﻯ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺔ .
ﺁﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ، ﻛﺼﺪﻳﻖ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ، ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺻﺮﻳﺤﺎ . ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﻳﻘﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘﻬﻤﻨﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﻔﺮﻁ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺅﻝ، ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺪ ﺃﻛﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﻗﻌﻲ . ﻟﺬﺍ، ﺳﺄﺳﺮﺩ ﺩﺭﻭﺳﺎ ﺛﻼﺙ ﺍﺳﺘﻨﺒﻄﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎﻥ . ﺩﺭﻭﺱ ﺃﻇﻨﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ .
-1 ﻧﺄﻱ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﺓ .
-2 ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ .
-3 ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻤﺜﻞ ﺷﺮﻋﺎ ﻛﻞ ﺷﻌﺒﻬﺎ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ – ﺍﻟﻨﺄﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ، ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺨﺒﺮﻧﻲ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﻭﺯﻣﻼﺋﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻗﻮﻯ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺟﻴﺸﺖ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺿﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ، ﻭﺟﻴﺮﺍﻥ ﻭﺣﺘﻰ ﻋﺎﺋﻼﺕ . ﻭﻳﺸﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺃﻣﻨﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﺸﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻭﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ .
ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻮﺍﻓﻖ . ﻟﺬﺍ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ، ﺍﻟﻨﺄﻱ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺿﺮﻭﺭﺓ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺄﻱ ﺑﺮﺃﻳﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺴﻴﺎﺩﺗﻪ ﻭﺷﻌﺒﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﺳﻠﻢ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺕ . ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺣﺪﻩ . ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺤﺪﻱ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﻟﺒﻨﺎﻥ – ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ – ﻫﻮ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ . ﻓﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺡ ﻫﻮ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺗﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻓﻴﻪ، ﺃﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻟﻠﺘﻤﺎﺷﻲ ﻣﻊ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮﻩ . ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺄﻱ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺑﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﺭﺃﻳﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻟﻴﺲ ﺻﻮﺕ ﻭﺭﺃﻱ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ .
ﻧﻘﻄﺘﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺳﻴﺪﺓ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﻷﻣﻦ ﻟﺸﻌﺒﻬﺎ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺃﺳﺎﺳﻲ . ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬﺕ ﻗﻮﻯ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺑﺎﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ . ﻭﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺷﻮﻃﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﺬﺍﻙ ﺍﻟﺤﻴﻦ . ﻭﻳﻮﺍﺯﻱ ﺟﻴﺶ ﺑﻼﺩﻛﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﻫﻮ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ، ﻭﺗﻤﺜﻞ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ . ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﺨﻮﺭﺓ ﺑﻜﻮﻧﻬﺎ ﺷﺮﻳﻜﺎ ﺩﺍﻋﻤﺎ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻟﺠﻴﺸﻪ ﻭﻗﻮﺍﻩ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻸﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻴﻪ . ﻳﺒﻴﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻣﺔ ﺗﺤﻮﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ . ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻯ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻬﺎ . ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻳﻀﻌﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻳﻀﻌﻒ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻛﻜﻞ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺃﻣﻨﻜﻢ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺑﻼﺩﻛﻢ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺃﻭ ﻳﻤﺜﻠﻮﻥ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻗﻮﻯ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ .
ﻧﻘﻄﺘﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ . ﺃﻃﻠﻌﻨﺎ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺿﻴﻘﺔ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺮﻋﻴﺔ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﻟﻬﻜﺬﺍ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺗﻌﺰﺯ ﺳﻴﺎﺩﺗﻪ . ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ . ﺃﻧﺎ ﻣﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺳﻴﺒﺮﻫﻨﻮﻥ ﺃﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻗﻮﺓ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺭﺍﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺳﻴﺠﺮﻭﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﺄﺧﻴﺮ . ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻷﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ، ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻣﺮﺷﺤﻴﻦ ﺟﺪﺩ ﻳﻌﻜﺴﻮﻥ ﺗﻨﻮﻉ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻴﻪ .
ﻧﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻨﺎ ﺑﻠﺒﻨﺎﻥ، ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ . ﻧﺮﻳﺪ ﻧﺠﺎﺣﻜﻢ ﻭﺳﻨﻘﻒ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻜﻢ ﺩﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﻌﺎﻛﻢ .
ﺃﺧﺘﻢ – ﺃﻧﺎ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﻠﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻭﺃﻧﻨﻲ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺫﻭ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻧﺄﻱ ﻗﻮﻳﺔ، ﺣﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ، ﺩﻭﻟﺔ ﺳﻴﺪﺓ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﺃﻣﻨﻬﺎ . ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻟﻪ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺷﻌﺒﻪ.