شكل يوم طرابلس الكبرى في “إيدال” إحتضانا وطنيا، للمشروع اللبناني العربي الاقليمي والدولي الذي تطلقه غرفة التجارة في الشمال، والتي نجح رئيسها توفيق دبوسي في جمع وزير الأشغال العامة والنقل الدكتور ميشال نجار، ورئيس “إيدال” الدكتور مازن سويد،ورئيس الجمعية اللبنانية الهولندية لرجال الاعمال محمد خالد سنو، وعن جمعية إرادة السادة مازن شبارو وامير قطرنجي والدكتور يوشع خضر والدكتور خالد عيتاني مع رجال أعمال من طرابلس وبيروت وسائر المناطق إضافة الى أعضاء “إيدال” وأعضاء من مجلس إدارة الغرفة، في مقر مؤسسة تشجيع الاستثمار، بهدف إظهار مقومات هذا المشروع الضخم الذي يخدم لبنان وسوريا والعراق وسائر دول المنطقة، ووضعه على سكة التنفيذ، بعدما أثبتت كل الدراسات أن موقعه إستراتيجي ونموذجي، وأنه المشروع الوحيد القادر على إخراج لبنان من الازمات التي يتخبط بها.
الاجتماع الموسع إتسم بكثير من الايجابية، إنطلاقا من إيمان كل الأطراف بمن تمثل به، وهي المعنية الأساسية في المساعدة على أن يبصر النور من وزارة الوصاية على المطار والمرفأ والأملاك البحرية الى مؤسسة تشجيع الاستثمارا (إيدال) الى الغرفة صاحبة المشروع عبر رئيسها توفيق دبوسي المؤمن بأن هذا الحلم لا بد وأن يتحول الى حقيقة، إنطلاقا من كونه يشكل حاجة للبنان والمنطقة من طرابلس الكبرى.
يمكن القول إن يوم طرابلس الكبرى في “إيدال”، نقل المشروع الضخم الى عمق التركيبة اللبنانية، خصوصا أنه حظي بتشجيع رجال أعمال من بيروت وسائر المناطق اللبنانية، ما ينفي مقولة رفض بيروت لمشاريع طرابلس أو أي منطقة أخرى، كما أنه يختزن منظومة إقتصادية متكاملة قوامها 21 مليون مترا مربعا تضم مرفأ إقليميا ودوليا، ومطار بمساحة عشرة ملايين و452 ألف مترا مربعا، ومنصة لخدمة النفط والغاز قبالة مصفاة النفط تؤمن ربطها بالبحر، ومنطقة إقتصادية بمساحة وموقع جديدين، فبدلا من 500 ألف مترا مربعا ووجودها في بيئة غير صالحة، تحولت الى 5 ملايين مترا مربعا قرب مطار الشهيد رينيه معوض، إضافة الى ما تستطيع أن تقدمه الغرفة من خدمات عبر مشاريعها ومختبرات الجودة لديها الى هذه المنظومة بما يساعد المزارعين والصناعيين على تطوير منتجاتهم، والاستفادة من مشروع السياحة الرقمية الذي أطلقته الغرفة، الأمر الذي سيجعل طرابلس الكبرى من البترون الى عكار ومعها الكورة وزغرتا وبشري والضنية والمنية عامل جذب لكل الشركات والمستثمرين.
إستهل اللقاء بترحيب من رئيس مجلس إدارة “إيدال” الدكتور مازن سويد، فأشاد بالجهود التي يبذلها الرئيس دبوسي في سبيل أن يبصر هذا المشروع النور، لافتا الى أن “إيدال” تتعاون مع الغرفة، وهذا التعاون بدأ مع الزيارة الأولى التي شاهدنا فيها ما تختزنه من مشاريع مذهلة وما تقدمه من تطور، داعيا الى تفعيل هذا التعاون للوصول الى خطوات ملموسة نأمل أن نستطيع اليوم تحديد معالمها للانطلاق بها.
ثم تحدث وزير الأشغال العامة والنقل الدكتور ميشال نجار فأشار الى ما يتعرض له لبنان من أزمات، لافتا الى أن ما يحصل هو مرحلي ومن المفترض أن يمر وأن نكون من بعده أقوى وأقدر على العمل والانتاج والتطوير، مثنيا على مشروع غرفة طرابلس، مؤكدا أنه يثق برئيسها توفيق دبوسي وأعضاء مجلس إدارتها، وبأن طرابلس ستتحول الى عاصمة لبنان الاقتصادية على أيديهم، وقال: كل مشروع يبدأ بحلم عظيم، ويكون وراءه رجل عظيم، وإن شاء الله سنضع أيدينا في يد الرئيس دبوسي لأننا واثقون بأن طرابلس تحتاج الى إنماء إقتصادي وبشري وإجتماعي وهذا المشروع سيكون العمود الفقري لهذه النهضة وأنا أتشرف كوزير للأشغال بما أن الموضوع يتعلق بالمرفأ والمطار والأملاك البحرية، أن أكون جزء من هذا المشروع الى جانبكم، وإن شاء الله على أيامنا نستطيع أن نرى دخول هذا المشروع حيز التنفيذ..
ثم تحدث الرئيس دبوسي فشدد على أهمية تعاون القطاعين العام والخاص، لخلق أفكار جديدة وطموحات متقدمة للمجتمع اللبناني، لافتا الى أن الظروف الصعبة قائمة، لكن على الانسان أن يقبل التحدي من أجله ومن أجل بناء وطنه ومجتمعه، داعيا الى تعاون غرفة طرابلس ووزارة الأشغال و”إيدال” من أجل تحقيق مشاريع بحجم الوطن، مشاريع تجذب اللبنانيين والعرب والأجانب الى إستثمارات على أرض لبنان.
ورأى دبوسي أن كل الدراسات تؤكد أن الجميع بحاجة الى هذا الموقع الجغرافي الذي يملكه لبنان من طرابلس الكبرى، مؤكدا أننا لا نتحدث مناطقيا ولا طائفيا ولا مذهبيا، فكلنا هنا نؤمن بالوطن الواحد، ومعالي الوزير نجار هو عابر للطوائف، ويسعى الى أن يضع بصمات إيجابية في حياة هذا الوطن.
ونوه دبوسي برئيس مجلس إدارة إيدال مازن سويد الذي وجدت فيه شخصية سقف طموحها عال، ولديها إنفتاح وحس إنساني ووطني، وهو لم يتردد في تلبية دعوة الغرفة لاستعراض المشاريع الوطنية، خصوصا أن من واجبات القطاع الخاص أن يكون في خدمة القطاع العام إنطلاقا من التحرر الذي يتمتع به، في ظل الروتين الذي يخنق القطاع العام.
وأشار دبوسي الى أنه اليوم مكرّم كونه شريك لمعنيين بتطوير المرافق وإقتصاد لبنان ومتحمسين أكثر من أي جهة، لتقديم أفضل ما لديهم لمجتمعهم ووطنهم، وقال: نعلم أن الشعب ثائر، لكن نحن نعمل من أجل الجميع، ولا نلوم أحدا، وإذا كان البعض قد فقد ثقته، فنحن لدينا ثقة بذاتنا ولدينا ثقة بشعبنا وبوطننا ونفتش عن نقاط القوة الموجودة في هذه التركيبة وفي جغرافيا الوطن اللبناني.
وشكر دبوسي كل المشاركين في الاجتماع، من فريق إيدال الى رجال الأعمال البيارتة الى أعضاء مجلس إدارة غرفة طرابلس، مؤكدا أن هذا التنوع يؤكد التكاتف والتضامن بين المناطق وينفي التنافس والتضاد في ما بينها، لأن الأذكياء والمنسجمين مع ذواتهم وأفكارهم لا يمكن إلا أن يكونوا مع مجتمعهم ووطنهم.
وإذ نوه دبوسي بالمهندس باتريك سليمان الذي قدم الدراسة الافتراضية للمشروع مجانا إنطلاقا من إيمانه به، أكد أن المنظومة الاقتصادية المتكاملة التي نتقدم بها ستجعل من طرابلس الكبرى جاذبا للاستثمارات وفرص العمل، وستجعل لبنان من طرابلس محوريا على مستوى المنطقة، خصوصا أن مطار الشهيد رينيه معوض من عكار سيخدم لبنان وسوريا والعراق التي لا تملك مطارات من هذه الأحجام، كما سيكون المرفأ حاضرا لزيادة حركة الملاحة التي تقدر بـ 60 مليون حاوية، في حين أن قدرة مرافئ لبنان وسوريا لا تستطيع حاليا إستيعاب أكثر من مليوني ونصف مليون حاوية، لذلك فإن سقف طموحنا عال جدا، وأكبر دليل أن اللبناني منتشر على مستوى الكون ويسطر نجاحات على مستوى الكون ولا يمكن أن نفشل بإدارة بلدنا وبتحقيق إزدهاره.