بقلم المحامي باخوس جورج اجبع
جان بدوي عبيد مواليد عام 1939 سياسي لبناني ابن بلدة علما قضاء زغرتا.
بالأمس درس الحقوق في جامعة القديس يوسف، وكان كاتبًا في الماغازين والأسبوع العربي ومجلة لسان الحال والصياد وجريدة الأحرار والأنوار، لينتقل ويصبح مستشاراً رئاسياً ونائباً لأكثر من مرة، ووزيراً في أكثر من حكومة، وعضواً في مفاوضات إلغاء معاهدة 17 أيار، ومشاركاً في مؤتمر جنيف لحل الصراع الداخلي وإنهاء الحرب الأهلية، وبمعنى آخر أمسه غني بأكثر من حقبة وموقف سياسي فهو عايش رجالات وطنية وعربية كبيرة، كما وعاصر مراحل وطنية صعبة من الحرب الداخلية وما نشب خلالها من خصومات سياسية وتشرذم وطني وكان من القلائل اللذين لعبوا دور “الاطفائجي” فيما بين هذه الجهة السياسية وتلك.
“بوصلة”
تمتع بحس ودهاء سياسي ورقي في الكلام والتصرف وحسن اختيار العبارات والمواقف السياسية التي تصيب اللّب دون أن تجرح القلب، لعب دورًا مهمًا أثناء وخلال مرحلة إتفاق الطائف عبر محاولته تقريب وجهات النظر بين السياسيين اللبنانيين.
ومن كثرة ما يكتنزه من علم في السياسة ودهاليزها أصبح يتمتع بقدرة كبيرة على التحليل والتوقع في السياسات المحلية والعربية والدولية وكأنه “بوصلة” في عالم السياسة يعرف الوجهة السياسية وأحداثها قبل حصولها وتحققها كونه دؤوب في المطالعة لأهم الصحف الدولية والمحلية والكتب السياسية وغيرها، إضافة إلى نسجه العديد من العلاقات الشخصية والسياسية وغيرها من الطراز الرفيع مع رؤساء جمهوريات ومجالس نواب وحكومات ورجال أعمال ودين وسياسة لبنانية وعربية ودولية دون أن يقف أمامه لا رادع حزبي ولا مناطقي ولاطائفي ولاحتى جغرافي.