خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
رويداً رويداً على الثقافة والمثقفين، وخاصة على صرح “الرابطة الثقافية”.صحيح أنّ دور الثقافة (كما الإعلام والصحافة)، حتى تبقى وتستمرّ، باتت تحتاج الى “سبونسر” أو أكثر، ولكن لا بدّ من الحفاظ على بعض النقاوة والخصوصية في هذه الخيارات المالية الضرورية.
الإعتراض ليس على المبدأ، وإلّا تكون دعوة عبثيّة لإقفال معظم المراكز الثقافية، دون أدنى شكّ.فمثلاً، مركز الصفدي الثقافي قد تحوّل الى نادٍ رياضي خاص عندما أوقف عنه الوزير محمد الصفدي التمويل اللازم.مركز العزم الثقافي – بيت الفنّ كان ليتحوّل، في أحسن أحواله، الى سنتر تجاري من الباطون والإسمنت، لولا دعم جمعية العزم برعاية الرئيس نجيب ميقاتي.
الرابطة الثقافية لا تزال صامدة بجهود ونشاطيّة رئيسها رامز فرّي (يعطيه ألف عافية..)، ولكن إستوقفني مؤخّراً خبر “رئيس إتحاد أبناء الشمال في أوستراليا حسّان مرحبا يزور الرابطة ويكرّم شخصيّات” (الشخصيات الأدبية والثقافية تكرّمها عادة مؤسسات ثقافية كبرى..وليس رجال أعمال).لم يعجبني الحدث، خاصة وأنّ بين المكرّمين أسماء لامعة، أو بات يستفزّني “الدولار الأوسترالي” الذي غزا السياسة، فصنع لنا نائبين يتشاوفان على الجالية اللبنانية في سيدني وملبورن، ويغيبان عن الجالية اللبنانية في طرابلس والميناء والبداوي والقلمون..
“الدولار الأوسترالي” فائض في هذه الأيام:تكريم الحاج فلان..واستقبال المغترب علتان.طبل وزمر وجوقات من المصفّقين، والعين كلّ العين على هذا المقعد النيابي أو ذاك.
لا تدعوا “الفريش دولار” (مع الإعتراف بالحاجة الماسّة إليه لكلّ من كتب ونشر وفكّر..وأنا منهم كجريدة تصرّ على الصدور) يقضي على بريق الثقافة وعلى روح صروح الثقافة، كما قضى على القيمة المفترضة للتمثيل النيابي..إحفظوا “الرابطة الثقافية” كآخر معلم من معالم الثقافة المستقلّة في هذه المدينة!