بناء على دعوة من توفيق دبوسي رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، وتحت عنوان “الأمن والإستقرار يحققان الإزدهار”، شهد “بيت الوسط” حشد لوفد كبير ضم أعضاء مجلس إدارة غرفة طرابلس وعدد واسع من الفاعليات الإقتصادية والإجتماعية والنقابية وجامعية ومنظمات أهلية ومدنية وتربوية وإعلامية من طرابلس ومختلف المناطق الشمالية حيث جرى لقاء مع دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في مناخ حواري مفتوح تم خلاله تناول مرتكزات دور طرابلس ووظيفتها الجديدة التي تلحظها مبادرة الرئيس دبوسي “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” في تحقيق النهوض الإقتصاد الوطني من طرابلس بعد أن باتت حاجة محورية وحيوية للبنان الوطن بكافة مكوناته.
بداية اللقاء كانت مع كلمة لرجل الأعمال الأستاذ غسان سمير الجسرالذي لفت إلى “أن الفترة التي غاب فيها الرئيس الحريري عن لبنان جعلت كل اللبنانيين يفهمون أهمية التسويات التي قام بها منذ انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف حكومة استعادة الثقة وما قام به من خطوات لترسيخ الاستقرار الأمني وتنشيط الدورة الاقتصادية”.
إستهل الرئيس توفيق دبوسي كلمته مؤكداً على “أهمية الإجماع الوطني والإلتفاف الدولي حول شخص الرئيس سعد الحريري الذي لم يكن وليد الفراغ بل نتاجاً لمسيرة طويلة ممتدة مليئة بالتضحيات التي ساعدت على ترسيخ دعائم الثقة في تلبية تطلعات اللبنانيين والتمسك بالمواقف الوطنية الشجاعة والإلتزام بخيار الإنتماء الى العروبة وإقامة أوسع علاقات التفاهم والتعاون مع المجتمع الدولي بجنسياته المتعددة. والرئيس سعد الحريري مؤمن بذاته وبإكمال مسيرة التي أطلقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإرتضى تحمل المسؤولية وأن يكون أباً للبنانيين وهو لا يزال فتياً من حيث الأعمار ولكن العقول والقيادات لا علاقة لها بالأعمار وهي مسؤولية كبيرة جداً”.
وتابع دبوسي قائلاً:” هذا اللقاء الذي يجمعنا بدولتكم وبحضور هذه النخبة المختارة والفاعلة من أبناء طرابلس والشمال ينعقد تحت عنوان محوري “الأمن والإستقرار يحققان الإزدهار”، والإستثمار في طرابلس يعود بالمنفعة على الصعيد العام وعلى مختلف المستويات، وأعود لأشدد على مقولتي أن “لبنان يحتاج طرابلس ولكن الخطوة الأولى لدولتكم وأنا أصر على ذلك وقال:” منذ أن أطلقنا مبادرتنا “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” ووضعناها بين أيدي دولتكم لا زالت تستدعي إعتمادها وتسميتها رسمياً من قبل الحكومة اللبنانية”.
وسلط دبوسي الأضواء على الأوضاع المحيطة بمدينة طرابلس ومناطق الجوار كاشفاً عن حاجاتهما الملحة التي تتطلب إهتماماً ومتابعة إستثنائية من الدولة اللبنانية وتتلخص بتوفير البنى التحتية من طرقات وإنارة وتطوير وتحديث مرافقها العامة التي تشكل مواطن القوة التي تمتلكها طرابلس وتشجيع الإستثمار فيها لأن لبنان يحتاج طرابلس والشمال اللتين هما على استعداد لإستقبال كل اللبنانيين أبناء الوطن الواحد والأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين للإستثمار المفيد على كل المعايير والمقاييس شرط أن يتم التعاطي مع طرابلس ومناطق الجوار على أنها في مرتبة الصف الأول من أجل بناء الوطن، ونحن لا نقبل إلا أن تكون طرابلس الصف الأول والإقلاع عن التعاطي معها منذ عقود أي منذ ولادة لبنان الكبير عام 1920 بما لا يتناسب مع مكانتها وموقعها ودورها في التركيبة الوطنية وهذا ما نشدد عليه بأننا لا نرضى إلا أن نكون دائماً في الصف الأول معك وحولك من أجل بناء الوطن”.
ثم تحدث الرئيس سعد الحريري مرحباً بالحضور أعرب عن ارتياحه لما تم التوصل إليه في مجلس الوزراء الذي إنعقد مؤخراً، مؤكداً أن ما صدر كان قرارا حكوميا، بالتزام كل المكونات السياسية الممثلة في الحكومة بالنأي بالنفس عن الشؤون الداخلية للبلدان العربية وعن الصراعات والحروب في المنطقة ، معلناً أنه سيتابع شخصياً تنفيذ القرار .
وقال: ” الكل يعلم المراحل الصعبة التي مررنا بها خلال الأشهر الماضية ، ولكن الهدف الأساسي كان تدوير الزوايا والتركيز على الاستقرار في البلد، لأنه من دون الاستقرار وتوفير الأمن والأمان للمواطن، لا ازدهار ولا اقتصاد”.
وتابع: ” لقد تريثت في اعلان استقالتي بناء على طلب رئيس الجمهورية، ولكن بعد أن تم الالتزام بتحقيق النأي بالنفس ، فعلا وليس قولا فقط، عدت عن هذه الاستقالة، وأنا شخصيا سأتابع موضوع تنفيذ النأي بالنفس . لان الخروج على الالتزام سيضع لبنان في دائرة الخطر من جديد . الموضوع لا يتعلق بسعد الحريري ، انما يتعلق بلبنان ومصلحة اللبنانيين، الذين يدركون ان مصلحتهم الأساسية هي مع دول الخليج والأشقاء العرب”.
وأضاف: “الرئيس الشهيد كان يقول دائما “القلب على الشمال”، وقد يكون الشمال مر بمراحل من الإهمال، إلا أننا في هذه الحكومة عقدنا اجتماعات كثيرة لكل المحافظات ، وركزنا على محافظة الشمال بشكل خاص ، وقررنا عقد جلسة لمجلس الوزراء في طرابلس آمل ان تتحقق في المرحلة المقبلة وان تصدر عنها قرارات مهمة تتعلق بالشمال . والأهم أننا عملنا على مشروع أساسي للبلد يقضي بالاستثمار في كل البنى التحتية بكلفة 16 مليار دولار ، وهو المشروع الذي يخضع للدرس والتعديل مع كافة الجهات المعنية ، قبل عرضه على مجلس الوزراء ومجلس النواب .
ولفت الرئيس الحريري : “الكل يرى ما يحصل حولنا من حرائق وحروب، وهناك من يطلب منا رفع الصوت واطلاق العنتريات التي لا وظيفة لها سوى الأضرار بالبلد . لكن موقفنا واضح، ولن نأخذ بأي دعوات عشوائية . فنحن وحزب الله على خلاف في عدة أمور ، ولَم نتوافق عليه الا من قريب ولا من بعيد ، وكنا امام خيار من اثنين ؛ إما أن نصعّد خلافاتنا السياسية ونرفع منسوب التوتر والحملات المتبادلة بالبلد ، وإما أن نعترف أننا على خلاف مع الحزب وهو على خلاف معنا، ونبادر إلى الاهتمام بشؤون المواطن الاقتصادية ومسألة النازحين وتوفير الخدمات وغيرها من الأمور . هذه هي الطريقة التي قررت ان اعمل بها، وهي الطريقة التي اعتمدها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبلي ونجحت في تحقيق حقيق إنجازات على مستوى الوطن. غيري يفضل أن يصعّد الخطاب السياسي، أما أنا فأعتقد أن الناس تحتاج إلى الإنجاز في كل المجالات”.
وختم الرئيس الحريري قائلا: “علاقتنا مع السعودية ودول الخليج جيدة جدا ، وسترونها في تحسن مستمر إن شاء الله. هناك تحد في هذا الموضوع فيما يخص النأي بالنفس الذي سنحرص عليه ، لأن هذا هو المسار الوحيد الذي ينقذ البلد. ، وأنا فخور جدا أننا وصلنا إلى النأي بالنفس واتخذنا قرارا حكوميا، وليس مجرد بيان، بالتزام كل المكونات السياسية بالنأي بالنفس عن الصراعات والحروب والتدخلات الإقليمية. كل هذه الأمور مدرجة في قرار مجلس الوزراء، لذلك أنا مرتاح لهذا الموضوع ومتأكد من قدرتنا على احار التقدم في هذا الشأن”.