خاص Lebanon On Time
كتب مايز عبيد :
وصلت الغواصة التي ستنتشل زورق الموت في بحر طرابلس أخيرًا، بعد أربعة أشهر من المعوقات اللوجستية والإجرائية.
ولهذا الوصول أكثر من رسالة ومضمون. ففي المضمون السياسي، وحيث تعدّ السياسة لعبة مصالح لا مبادئ والتزامات فيها، وأن مواقف رجل السياسة ليس عليها جمرك، فإن النائب أشرف ريفي قد كسر هذا العُرف وأثبت أن الوفاء من شيم الأوفياء في أي شأن عام كانوا، وعلى المواطن أن يحاسب السياسيين بقدر وفائهم والتزامهم. أوفى ريفي بعهده للأهالي والرأي العام إذًا وأكد أن هناك من يقف إلى جانب الأهالي وأوجاعهم حتى لو تخلّت الدولة عن مسؤولياتها.
في الشكل، وإذا كانت الغواصة لن تعيد للأهالي ما خسروه بالطبع، لكنها بمثابة ضماد لجرح توسّع في جسم المدينة وأوجعها. وأمام العقبات والعراقيل التي كانت تحول دون إتمام العملية بنجاح، والتي كادت أن تطيح بكل الآمال، لم يكن أمام الأهالي سوى الإتكال على الله ومن ثم على عزيمة اللواء ريفي وإصراره على تحقيق الهدف مهما بلغت التحديات. لا بد من الإشارة في هذا السياق، إلى دور بارز لعبه شقيقه رجل الأعمال جمال ريفي في هذا الشأن حتى تصل الأمور إلى خواتيمها.
وصلت الغواصة الهندية لتبدأ عملها بسرعة، الجميع بحاجة إلى معرفة ما ستتوصل إليه. في المقابل لا يسوّق ريفي الأمر في إطار الإنجاز الخاص، ولم يزجه في إطار الإستثمار السياسي. بيد أنه بالتأكيد إنجاز للحياة السياسية في المدينة؛ التي وعبر عقود من الزمن؛ وصلت إلى حالة من القطيعة التامة بين المواطن والمسؤول، وصار الطرابلسييون لا يرون في سياسيي المدينة ونوابها وممثليها، إلا مسؤولين عن التراجع الحاصل في مدينتهم على كل المستويات ومشاركين في انهيارها بتقاعسهم.
ما حصل اليوم أمرٌ كان لا بدّ منه، ومن إيجابياته الكثيرة أنه يمكن التأسيس عليه للمرحلة المقبلة لإعادة الثقة المفقودة إلى العلاقة بين المواطن الطرابلسي وممثليه في السياسة. فأمام الإرادة الصلبة ليس هناك أمر مستحيل، وإذا كان بإمكان نائب واحد أن يحقق إنجازات، فكيف سيكون واقع طرابلس عندما يجتمع نوابها الثمانية على مصالحها ومصالح ناسها؟