جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / وسط بيروت ينجو من كارثة.. هكذا خطّط “داعش” لتفجيره
download (4)

وسط بيروت ينجو من كارثة.. هكذا خطّط “داعش” لتفجيره

كشف القضاء العسكري تفاصيل إحباط المخطّط الإرهابي الذي كان يهدف إلى تنفيذ عملية تفجير ضخمة، كانت تستهدف وسط بيروت، وغايتها اغتيال شخصيّات سياسيّة وأمنيّة، إلّا أنّ الإنجاز الذي حقّقه جهاز الأمن العام اللبناني وأدّى إلى توقيف أفراد الشبكة المؤلّفة من 6 أشخاص (لبنانيان و4 فلسطينيين)، جنّب لبنان كارثة إنسانيّة، بعدما وصل المخطّط الإجرامي لهؤلاء إلى مرحلة متقدّمة من جمع معلومات وفيرة عن “الشخصيات المنوي استهدافها” والتي تقيم أو تقصد وسط العاصمة، بهدف تنفيذ عمليّة إنتحاريّة وتدمير أحد أكبر المباني السكنيّة برمّته.

وأوردت وقائع القرار الظنّي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأوّل رياض أبو غيدا، أنّ الموظّف بشركة “سوليدير” والمسؤول فيها عن التحكّم بالكاميرات والإهتمام بصيانة المولّدات الكهربائيّة وبمطالب سكان بناية “تراس بيروت”، هو المدعى عليه مصطفى الصفدي (موقوف، مواليد 1991) ، تمّ تجنيده بواسطة شقيقه “حمزة” (فار، مواليد 1987)، المقاتل ضمن الكتيبة الخضراء لـ “داعش” والتي معظم عناصرها من الإنتحاريين.

أما وسيلة التجنيد فكشفت خيوطها مديرية الأمن العام اللبناني، بعد مراقبة محادثات الشقيقين “مصطفى” و”حمزة” عبر “الواتساب” وأهم ما جاء فيها:

حمزة: “أسأل أن يُديمها عليّ ويرزقني الشهادة، وأنا معك بكلّ شيء وعندي الطريق. صدّقني لمّا بلاقيك جاهز بجيبك، وبتعرف إنّو بتوصل إن صدقت مع الله في الطلب”.

مصطفى: “أنا ملّيت من الدنيا، حياتنا الحقيقية في الجنّة، وإذا ما اجتمعنا في الدنيا، نجتمع في الجنّة”.

حمزة: “تعا شوف الإستشهاديين بيتسابقوا من يُنفّذ، أحلى بني آدميين”.

مصطفى: “يا سلام، مشتقلك كتير وبتمنّى إستشهد قبلك وتكون عمليتي من أقوى العمليات الإستشهاديّة وأرزق بالفردوس الأعلى”.

مكان عملي هون في مبنى “نور غاردن” وانتقلت إلى مبنى “ترّاس بيروت” بدّي فجّر المبنى ويلّي فيه بعملية استشهاديّة، وقبل تنفيذها بأسابيع سأًبايع الدولة الإسلاميّة في العراق والشام. يا سلام سأُودّع الدنيا بكبسة زر وتُكتب لي الشهادة”.

وبمحادثتين أخريين إعترف مصطفى بما يلي:

-طُلب منّي خلال عملي بمبنى “ترّاس بيروت” حيث يُقيم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ووزير التربية السابق الياس بو صعب، جمع معلومات عن مواكب أمنيّة لشخصيات سياسيّة تمرّ بوسط بيروت، وكذلك معلومات عن أسماء وزراء ونوّاب مقيمين في الوسط.

-مِن الذين يسكنون بوسط بيروت أعرف: ابن حكمت الشهابي، رجل الأعمال السوري الثري حازم القرّة، ابن رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، أشخاص من آل أتاسي، لواء في الأمن القومي السوري من عائلة تاج الدين. و”مثل هؤلاء بدهُن حرق”.

أسماء الوزراء والنواب

أمّا اعترافات الصفدي الأوّلية فأكّد فيها أنّ شقيقه حمزة طلب منه اللّحاق به في سوريا للعيش بأرض الخلافة، على أن يُؤمّن له منزلاً وزوجة صالحة ومالاً وفيراً، طالباً منه التواصل مع الفلسطيني محمود عبد الرحيم (موقوف) لمساعدته بالإنتقال إلى سوريا والإلتحاق بالتنظيم. وأضاف: “فعلاً إلتقيت به بمنزله في صيدا عدّة مرّات وتداولنا بمواضيع تقوم بها الدولة الإسلاميّة في العراق والشام وتأييدنا لأعمالها بذبح المرتدّين الكفرة وتنفيذ عمليات إستشهاديّة وإنغماسيّة. كما أقنعني بوجوب الإلتحاق بشقيقي حمزة ولتحقيق ذلك نصحني بالتوجّه إلى مخيّم عين الحلوة ولقاء مجموعة تعمل على تسفير مقاتلين إلى سوريا لصالح “داعش”، كانت تُقيم بمنزل قرب مسجد النور، لكنّي لم أتوجه إلى هناك خوفاً من كشف أمري واعتقالي”.

وكشف المستجوب أنّ محمود عبد الرحمن طلب منه تزويده بمعلومات عن أسماء لوزراء ونوّاب مقيمين بوسط بيروت، وعن المواكب الأمنيّة لشخصيّات سياسيّة تمرّ من هناك وقد قام فعلاً بذلك، وأنّه حينها كان يعمل في مبنى “نورغاردن” المقابل لبيت الوسط . وتابع: “خلال شهر شباط من العام 2016، انتقلت للعمل بمبنى “تراس بيروت” حيث يقيم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير التربية السابق الياس بو صعب”.

وحول تواصله مع قياديين بـ “داعش” أدلى أنّه إنضمّ إلى لعبة “Boom beach” عبر هاتفه الخلوي، وسجّل إسمه “ترجمان الملك” حيث تعرّف على أبومالك التونسي والشيخ الأثري وأبو البراء، وتحادث معهم عبر تطبيق “تلغرام” بمواضيع تخصّ الدولة الإسلاميّة وقام بتأليف أناشيد للدولة المذكورة. وتعلّم من أحدهم الملقّب “فؤاد العراقي” كيفية تصنيع مواد متفجرة بمواد أوليّة كالكماد الزراعي والقهوة والفحم المطحون وزيت السيارات المستعمل.

مراكز الجيش والحسينيات

وأشار الصفدي إلى أنّ شقيقه حمزة طلب منه تصفّح كتاب “الذئاب المنفردة” عبر الإنترنت، وقد تصفحه ووجد فيه مواضيع تدعو إلى عمليات قتل ضد أعداء تنظيم الدولة الإسلامية بالوسائل المتوافّرة ومنها إطلاق النار، تفجير، طعن، دهس، سمّ … كما أقنعه شقيقه بتنفيذ عمليّة إستشهادية في أحد مراكز الجيش اللبناني ومباني حسينيات ، طالباً منه التوجّه إلى المنزل الذي دلّه عليه محمود عبد الرحيم للقاء شبّان لتجهيزه لتنفيذ العملية، إلّا أنّه لم يجد أحداً على حد قوله.

وخلال التحقيق الإستنطاقي، انكر المدعى عليه اعترافاته الأوليّة الموثّقة بمحادثات “الواتساب”، معترفاً فقط أنّ شقيقه حمزة كان يستغلّ وضعه الصحّي ويشجعه للإلتحاق بداعش.

الجهاد ضد الأنظمة الكافرة

أمّا الفلسطيني عبد الرحيم فاعترف أنّه أقتنع بفكرة الجهاد في سبيل الله ضد الأنظمة الكافرة، بعد استشهاد خاله صالح الشايب في العراق وكان يُتابع أخبار المجاهدين عبر الإنترنت، واعترف بلقائه مصطفى الصفدي الذي يحمل الفكر الجهادي ويؤيّد العمليات الإستشهادية ، مقرّاً أنّه سأل “مصطفى” عن الشخصيات السياسية والأمنية التي تُقيم وسط بيروت. كما أشار إلى تواصله مع الفلسطيني بهاء الدين محمود حجير وهذا الأخير لا يستطيع مغادرة المخيم بسبب ارتباط إسمه بالإنتحاري معين أبو ضهر الذي نفّذ عملية السفارة الإيرانيّة في بيروت.

ووفقاً لحيثيات القرار الذي أصدره أبو غيدا، فقد ثبت أنّ الصفدي وبالإشتراك مع باقي المدعى عليهم، كان ينوي القيام بعملية إرهابية ضخمة بوسط بيروت، وصفها هو شخصيّا بالمدمّرة كاشفاً أنّ مكانها هو أحد مبنيي وسط بيروت اللذين كان يعمل موظّفاً فيهما: “مبنى نورغاردن” أو “مبنى ترّاس بيروت”، وهو ما ثبت من خلال محادثاته مع شقيقه “حمزة” قائلاً له: “بدّي فجّر المبنى بساكنيه.. وبكرا بتشوف”، ما يؤكّد أنّ نيته الجرمية بالقتل والتفجير كانت واضحة، لكنّه لم يستطع كمال مشروعه الإرهابي لسبب خارج عن رادته والمتمثّل بإلقاء القبض عليه خلال تحضيره للعمليّة .

وخلص أبو غيدا إلى طلب عقوبة الأشغال الشاقة المؤبّدة للشقيقين مصطفى وحمزة الصفدي والفلسطينيين محمود عبد الرحيم وابراهيم عبدالرحيم وزياد أبو النعاج وبهاء مجير، وأحالهم للمحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة.

لبنان 24