وفي ختام القداس التاريخي، توجه البابا فرنسيس بالشكر إلى الإمارات عاصمة التسامح، وقال باللغة العربية “أوجه الشكر إلى أولاد زايد عيال في دار زايد”.
وكان البابا فرنسيس وصل على متن سيارة مكشوفة وسط ترحيب حافل من جموع المؤمنين، الذين غصت بهم مدينة زايد، التي اكتست بوشاح المحبة والسلام استعدادا لأول قداس بابوي في منطقة الخليج العربي.
وبعد انتهاء القداس، غادر البابا فرنسيس إلى مطار أبوظبي، ستقام بله مراسم وداع في نهاية الزيارة الاستثنائية التي فتحت صفحة جديدة في تاريخ المنطقة على صعيد التسامح وحوار الأديان.
وجاء القداس البابوي، الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي، بعد ساعات على توقيع بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر، وثيقة تاريخية تهدف إلى تعزيز قيم التسامح والعيش المشترك والسلام العالمي.
وكان العالم شهد، مساء الاثنين، توقيع القطبين الدينيين وثيقة الأخوة الإنسانية، في صرح زايد المؤسس، بحضور نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد.
وشارك أكثر من 135 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم في القداس البابوي، الذي يمثل أكبر تجمع في دولة الإمارات، وفق ما تقول مصادر مطلعة على عملية التنظيم.
وتوافد عشرات الآلاف من جميع جاليات العالم المقيمة في الإمارات إلى القداس، مما يعكس أجواء المحبة والتآخي الإنساني ويشكل رسالة قوية من أرض الأخوة الإنسانية عبر رمز السلام إلى العالم أجمع، وضرورة التكاتف بمحبة، والتعاون بقلوب مفعمة بالمشاعر النبيلة.
وبذلك تقدم الإمارات للعالم المثال الحي على التعايش والتناغم بكل ما يقوي العلاقات الإنسانية كما يجب أن تكون عليه، ولتكون رسالة محبة تدعو إلى التكاتف لتحقيق السلام العالمي.
يشار إلى أن مدينة زايد الرياضية إحدى معالم النهضة الحضارية العمرانية التي أرسى قواعدها مؤسس دولة الامارات، الشيخ زايد، لتصبح معلما بارزا بما تحتويه من منشآت ومرافق تستضيف مختلف الأنشطة الاجتماعية والأحداث الرياضية العالمية.