مؤتمر الأزهر الشريف لنصرة القدس تحوّل إلى تظاهرة نخبوية دولية، ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنحاز بالاعتراف بالقدس عاصمة الدولة الصهيونية، خلافاً لقرارات الأمم المتحدة، والمواثيق الدولية.
رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات سابقون، ووزراء حاليون وسابقون، وأكاديميون وكتّاب ومفكرون وإعلاميون، وشخصيات دينية إسلامية ومسيحية ويهودية، جاءوا من ٨٤ بلداً، وتجاوز عددهم ٤٠٠ مشارك، أجمعوا على إدانة قرار ترامب، واعتباره غير شرعي، ولا مفعول له، لأنه يناقض قرارات الشرعية الدولية.
ضيف الشرف في المؤتمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ألقى كلمة مستفيضة عن ملف القدس، ومكانتها التاريخية والوطنية بالنسبة للفلسطينيين، فضلاً عمّا تمثله المدينة المقدسة، للمسلمين والمسيحيين، بمنشآتها الدينية، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
وكشف عباس عن وجود ٧٠٥ قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، و٨٦ قراراً من مجلس الأمن الدولي، بخصوص الاحتلال الإسرائيلي ووضع مدينة القدس، ولكن لم يُطبّق منها قرار واحد!! كان آخرها في الإدارة الأميركية السابقة، التي عملت على إصدار القرار رقم ٢٣٣٤ في ٢٣ كانون الأول عام ٢٠١٦ الذي ينص على اعتبار القدس مدينة محتلة، وما يجري فيها من تغييرات ديموغرافية وعمرانية يعتبر باطلاً، ومخالفاً للمواثيق والأعراف الدولية ذات الصلة.
ولكن لم يمضِ أكثر من عام حتى بادر ترامب إلى نقض هذا القرار الصادر برعاية وتأييد أميركيين، عن أعلى هيئة دولية.
أما شيخ الأزهر د. أحمد الطيّب، فقد دعا إلى أن يكون العام الحالي عام القدس، نظراً لخطورة ما تتعرّض له المدينة المقدسة، منتقداً بشدة المواقف العربية المتخاذلة.
وكانت ملفتة مشاركة البطريرك الماروني مار بشاره الراعي في إحدى جلسات الحوار التي أدارها الرئيس فؤاد السنيورة، والتي حضر فيها أيضاً رجل دين يهودي معروف بمعارضته للحركة الصهيونية، هو الراب مائير هيرش، رئيس حركة ناطوري كارتا اليهودية.
مؤتمر الأزهر كشف حجم التخاذل العربي الرسمي في إدارة ملف مدينة القدس، التي أخال أهلها يصرخون في كل مواجهة مع جنود الاحتلال: «واقدساه يا عرب، مسلمين ومسيحيين!».