أفاد ناشطون سوريون، الأربعاء، أن روسيا شنت 46 غارة جوية استهدفت مدنا وبلدات في الغوطة الشرقية، في “وأد” تام للهدنة الروسية “القصيرة” التي ترنحت، الثلاثاء، إثر اتهامات متبادلة بين موسكو والمعارضة السورية باستهداف ممرات لخروج المدنيين من المنطقة المحاصرة منذ سنوات، والتي شهدت خلال الأيام الأخيرة أدمى لحظاتها.
إلى ذلك، لا يزال حوالي ألف مصاب ومريض يقبعون في الغوطة بانتظار التفاق على “ممرات آمنة” من قبل كل الأطراف المعنية، في حين تخشى منظمة الصحة العالمية هلاكهم، لا سيما إثر سقوط الهدنة الثلاثاء بعد ساعات قليلة على دخولها حيز التنفيذ.
وفشلت أمس الدعوة الروسية إلى هدنة مدتها خمس ساعات يومياً، في وقف واحدة من أكثر الحملات تدميرا في الحرب السورية، حيث قال سكان إن الطائرات الحربية التابعة للنظاماستأنفت قصف منطقة الغوطة الشرقية بعد فترة هدوء قصيرة.
في حين ألقت روسيا باللائمة على المعارضة السورية، متهمة إياها بقصف ممر لخروج المدنيين، ما نفاه جيش الاسلام، أحد الفصائل الفاعلة في الغوطة، جملة وتفصيلاً.
إلا أن هدنة الخمس ساعات وعلى الرغم من فشلها، لن تكون كافية في الأيام المقبلة،لإيصال المساعدات بحسب الصليب الأحمر الدولي. وقد شهدت الهدنة خروقات كثيرة أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
“موافقة جميع الأطراف”
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، إنجي صدقي، إن مبادرة توفير ممرات آمنة للمدنيين يجب أن تأتي بموافقة جميع الأطراف المقاتلة على الأرض حتى يمكن للراغبين المغادرة بأمان.
وأضافت: “أعتقد أنه في هذه المرحلة الحرجة جدا التي وصلنا إليها، فإن أي مبادرة ستكون إيجابية ويمكن أن تمنح المدنيين بعض الراحة، ومع ذلك فإن شاغلنا الرئيسي من توفير الممرات الإنسانية هو أنه ينبغي أن يكون مخططا لها بشكل جيد جداً، وينبغي أن تأتي أساسا باتفاق وموافقة الأطراف التي تقاتل على الأرض، لأنه بدون هذه الموافقة لا يستطيع الناس مغادرة المنطقة بأمان، أما بالنسبة لأولئك الذين يقررون البقاء فمن المهم أيضا التأكد من أنهم سوف يكونون محميين ولن يتعرضوا للهجوم، وأن المنظمات الإنسانية سوف تكون قادرة على الوصول إليهم في أقرب وقت ممكن وتوفير التقييم اللازم لأوضاعهم”.
أكثر من 1000 مريض وجريح بحاجة لإجلائهم
وكانت الأمم المتحدة، أكدت الثلاثاء، أن القتال والقصف استمرا في الغوطة الشرقية، مما حال دون وصول أي مساعدات للجيب السوري المحاصر أثناء وقف لإطلاق النار “من جانب واحد” أعلنته روسيا لمدة خمس ساعات. وقال ينس لاريكه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إفادة في جنيف “إنها مسألة حياة أو موت – إذا كانت هناك مسألة حياة أو موت. نريد وقفا للأعمال القتالية لمدة 30 يوما في سوريا كما طالب مجلس الأمن”.
وقال طارق جسارفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن أكثر من 1000 مريض وجريح على قائمة الهلال الأحمر العربي السوري لمن يحتاجون لإجلائهم وأضاف “لكن ليس لدينا أي معلومات حديثة بشأن حدوث شيء من هذا القبيل الآن أو قريبا”.
يذكر أن الهدنة التي أعلنت عنها روسيا الاثنين في الغوطة الشرقية لدمشق كانت دخلت حيّز التنفيذ عند الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (7 بتوقيت غرينيتش)، وذلك بعد نحو عشرة أيام من القصف العنيف الذي أودى بحياة أكثر من 560 مدنياً، لكنها سرعان ما انهارت وسط تبادل للاتهامات.
(العربية.نت)