اعتبر الموفد الأميركي الخاص لشؤون إيران براين هوك، أن ما يحدث في إيران أكثر من تظاهرات اعتراضاً على أسعار الوقود.
وقال في مقابلة مع “العربية” و”الحدث”: “إن ما يحدث أكبر من احتجاجات على سعر الوقود، إنها تظاهرات على مستوى البلاد، وهي ضخمة، وتعني الشيء الكثير، وتتجاوز في حجمها تظاهرات 2017 و2018. وما يتظاهر الإيرانيون من أجله هو حياة أفضل. هم تعبوا من رؤية ثرواتهم تهدر في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، ويريدون رؤية ثرواتهم مستثمرة في طرقات أفضل ومدارس أفضل واقتصاد أفضل”.
وأضاف: “لذلك نرى أن الإيرانيين بالآلاف انضموا إلى التظاهرات، ونحن نقف إلى جانبهم، نقف إلى جانب الشعب الإيراني. هم يستحقون حكومة أفضل تمثيلاً، ووزير الخارجية مايك بومبيو أوضح أننا ندعمهم، ونشجب النظام لغلقه الإنترنت واستعماله القوة القاتلة ضد المتظاهرين السلميين”.
ورداً على سؤال حول توجّه الحكومة الأميركية لدعم المتظاهرين، أوضح الموفد الأميركي أن “سياستنا هي عكس سياسة إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، التي آثرت عدم الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني بل الوقوف مع النظام. سياستنا تؤتي ثماراً وساعدت كثيراً”.
وألمح هوك إلى أن “عقوباتنا على النظام الإيرني أضعفته على نحو دراماتيكي وهم لم يكونوا في السابق أضعف مما هم عليه الآن، وهذا خفف من حصانة النظام، ووسع المجال أمام الشعب الإيراني للمطالبة بحكومة أكثر تمثيلاً وقابلة للمحاسبة، وهذا ما نراه الآن”.
وتابع: “أما ما نراه في المقابل فهو مرشد أعلى يقول إن المتظاهرين لصوص، والحقيقة أن تسمية اللصوص تنطبق على الحرس الثوري بشكل كامل، فهم لعقود قمعوا التظاهرات السلمية والشرعية، وقمعوا حرية التجمّع وحرية التعبير، وقمعوا النساء اللواتي رفضن تطبيق سياسة الحجاب الإلزامي. نحن نقف إلى جانب الشعب الإيراني وسنتابع ذلك”.
وحول التعاون مع المعارضة الإيرانية، أجاب هوك: “لدينا حملة من الضغط الاقصى على النظام الإيراني، وكل ما يجب فعله، نفعله. أما بالنسبة إلى مجموعات المعارضة، فقد اجتمعت حول العالم مع الإيرانيين من المهاجرين، وهم مجموعات من المتحمسين ولديهم طاقة، وهم أيضا منقسمون حول مستقبل إيران، لكنهم جميعا يتوافقون على سوء النظام الإيراني. الشعب الإيراني هو الذي سيقرر مستقبل إيران”.
وردا على سؤال حول عزم الإدارة الأميركية فرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب قمع التظاهرات، قال هوك: “نعم، ردّا على قمع التظاهرات في عامي 2017 و2018، فرضنا عقوبات على رئيس السلطة القضائية لما فعله بالمتظاهرين، والآن نراقف كل المسؤولين في النظام المنخرطين في قمع المتظاهرين الأبرياء والسلميين، وسنفرض عليهم العقوبات”.
ونفى الموفد الأميركي أن تكون نية واشنطن هي تغيير النظام الإيراني، وعلق: “لا، ليس هناك تغيير في السياسة، وعدم الإشارة إلى ذلك في بيان البيت الأبيض عن احتجاجات إيران لا يعني تغييراً في السياسة”.
وأضاف: “نشرنا الكثير من البيانات، ولا يجب أن تتوقع منّا قول الأمر ذاته دائماً، لكننا أكدنا مرار أننا نريد تغييراً في التصرفات، ومستقبل إيران سيقرره شعب إيران، ولن تقرّره الولايات المتحدة”.