نشرت صحيفة “بوبليكو” الإسبانية مقال رأي للكاتبة نازانين أرمانيان، تحدثت في عن فرضية لجوء الولايات المتحدة لاستخدام القنبلة النووية ضد أفغانستان وإيران، خاصة إثر المشاحنات الأخيرة التي طغت على العلاقات الثنائية.
وقالت الكاتبة، في مقالها إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح خلال لقائه مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان: “يمكنني أن أفوز بالحرب ضد أفغانستان في ظرف أسبوع واحد، لكنني لا أرغب في قتل حوالي عشرة ملايين شخص، لتمحى بذلك أفغانستان عن وجه الأرض”. فما هو السلاح القادر على قتل هذا العدد الهائل من النفوس البشرية والقضاء على بلد تبلغ كثافته السكانية حوالي 37 مليون نسمة في غضون أيام؟
ذكرت الكاتبة أن ترامب هدّد مجدّدا إيران خلال هذا الاجتماع قائلا: “نحن مستعدون للأسوأ”. وفي وقت سابق، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة يمكن أن تشن هجوما عسكريا مدمّرا ضد إيران. وقد اعتبر ترامب هذا التهديد إجراء يهدف ببساطة إلى “الوصول إلى طاولة المفاوضات وتخلي إيران عن محاولتها لتطوير أسلحة نووية”، وليس لأن طهران أرسلت سفينة عسكرية إلى المياه الأمريكية أو صنعت قنابل نووية بطريقة غير شرعية مثل كل من باكستان والهند وإسرائيل، أصدقاء الولايات المتحدة.
وأوردت الكاتبة أن ترامب أفاد، بعد مرور يوم واحد من إسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة، بأنه لا يسعى إلى الدخول في حرب مع إيران ولكن إن حدثت فسيكون هناك دمار لم يسبق له مثيل. بعد مرور عدة أيام، أعطى ترامب، الرئيس المسؤول عن بلد تمتلك خمسة آلاف رأس نووي، للصحفيين المزيد من الدلائل حول الخطط الأمريكية التي تنذر باستخدام الأسلحة النووية، حيث قال إن أي حرب تجمع بلاده مع إيران لن تدوم طويلًا، “بالتأكيد لن تستمر طويلا علما بأنني لا أتحدث عن حرب عسكرية بريّة”.
ونوهت الكاتبة بأن السيناريو الأمريكي حول التخطيط لاستخدام الأسلحة النووية أصبح جاهزا. فقد أرسلت الولايات المتحدة فعلا حاملة الطائرات أبراهام لينكون العاملة بالطاقة النووية إلى منطقة الخليج العربي، وشاركت قيادة القوات الأمريكية في أوروبا في مناورات “جونيبر كوبرا” العسكرية، التي تمت في الأراضي الإسرائيلية. كما يتم الاستعداد لنشر قوات حلف شمال الأطلسي ومجموعة من الجنود الأمريكيين الذين يخدمون في أوروبا لدعم إسرائيل في حربها ضد إيران.
وأشارت الكاتبة إلى أن الولايات المتحدة قد شاركت رفقة بعض الدول الأوروبية في تدريبات “العلم الأزرق” في إسرائيل. وقد عُرضت القنابل النووية الغربية من طراز بي 61-12 خلال هذه التدريبات.
وتجدر الإشارة إلى أن القنابل النووية الإسرائيلية التي يتجاوز عددها 200 قنبلة موجّهة لاستهداف طهران، وذلك وفقا لما صرح به كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي السابق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش. وقد فجّرت القوات الأمريكية في أفغانستان قنبلة جي بي يو -43/بي وهي أقوى قنبلة غير نووية في العالم دون التصريح بعدد ضحايا التفجير.
وأشارت الكاتبة إلى أن ترامب لم يكن يهدف سوى إلى إبراز خط السياسة الخارجية الأمريكية وإعطاء 14.6 مليون دولار من الصندوق العام لشركات الأسلحة، بذريعة تدمير بعض الأنفاق “الجهادية” المسلحة. وتُظهر تصرفات ترامب ضد إيران أنه يبحث عن صيغ تبرر ردًا عسكريًا “مستحقًا” ضد إيران في الرأي العام، على الرغم من أنه لا يجرؤ في الوقت الحالي على نطق عبارة “هجوم نووي”.
وذكرت الكاتبة أن الشعور بالحد الأدنى من الأخلاقيات هو المانع الوحيد الذي يحول دون شن رئيس أمريكي هجوما نوويا ضد أي دولة، في حين أن ترامب نفسه قد صرّح بأن ضحايا الهجوم النووي من المدنيين يعتبرون “حقيقة حرب مؤسفة”. وأفاد ترامب بأنه يمتلك “القوة المعنوية لفعل ما يجب القيام به” لحماية الولايات المتحدة وحلفائها على عكس أسلافه. ومن جانبها، تعرّف بعض وسائل الإعلام الأمريكية ترامب بأنه “مجنون” مشيرة إلى أن ترامب كبش فداء لكارثة محتملة ضمن خطة مصممة منذ سنوات.
وأفادت الكاتبة بأن الولايات المتحدة تسعى إلى تحقيق الكثير من الأهداف، لعل أبرزها محاولة الولايات المتحدة استرجاع القوة الهائلة التي خسرتها أمام الصين. وقد عمدت الولايات المتحدة إلى ذلك سنة 1945 عن طريق قتل 200 ألف جندي ياباني من أجل بعث رسالة إلى الاتحاد السوفيتي. وتبحث الولايات المتحدة عن تحقيق انتصار سريع وقوي على إيران، وتجنّب الدخول في متاهة حرب طويلة قد تعرض إسرائيل والسعودية للخطر.
وفي الختام، أوضحت الكاتبة أن عدم تحديد القدرة العسكرية الإيرانية التي يمكن أن تستخدمها في حرب تقليدية، وشكوك الولايات المتحدة حول هذه المسألة، تعتبر من العوامل التي تزيد من احتمال استخدام القنبلة النووية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. والجدير بالذكر أن كسر المحرمات المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية خلال القرون السبعة القادمة قد يكون بسبب ترامب. وقد قال الرجل الذي أصبح رئيسا بضرب من سخرية التاريخ “لا تقلقوا، فهي خطط تكتيكية ومحدودة”.
“عربي 21”