تحت عنوان “هل يفاجئ السيد نصرالله الحاضرين ويحضر الى بعبدا؟” كتب ميشال نصر في صحيفة “الديار”: بخلطة انمائية – سياسية على الطريقة اللبنانية ستلتئم “طاولة حوار” في بعبدا مهما اختلفت تسميتها، هدفها تمرير المرحلة الفاصلة عن ايار المقبل موعد الانتخابات النيابية ،بعدما خرج الجميع من معركة القانون منتصرا، وفي مقدمهم راعيا العهد الاساسيين. عهد قرر سيده ان يضرب ضربة معلم ناقلا كرة الوعود الانتخابية وما قد يستخدم في بازارها الى ملعبه “مشلحا” الاطراف السياسية احد ابرز عناصر المعركة الانتخابية في حرب استباقية سيكون رابحها الاوحد.
ورات مصادر سياسية ان الهدف الرئاسي الاساس يتركز اليوم حول نقطتين اساسيتين: الاولى، اطلاق عجلة العهد بعدما بات مؤكدا ان حكومة استعادة الثقة قد مددت من عمرها عاما جديدا، وبالتالي فترة سماح لرئيس الجمهورية، الذي كان دعا الى محاسبة عهده على ما سيكون بعد حكومة الانتخابات وليس قبلها، علما ان الانجاز الاهم تحقق عبر اقرار قانون الانتخابات الذي سيسهل من حيث المبدأ اعادة تكوين السلطة، اما ثانيا فهو سيطرح بطريقة غير مباشرة ضرورة اطلاق ما تبقى من مراحل لم تطبق من اتفاق الطائف ليبنى على الشيء مقتضاه، رغم ان انشاء مجلس للشيوخ الذي كان رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل يريد أن يُقر من ضمن “سلة” واحدة مع قانون الانتخاب، فلا تزال مسألة طرحه في “لقاء بعبدا” ضبابية، ذلك ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لا زال مصرا على رأيه برفض الخوض فيه بعد ان تم اقرار قانون انتخابي نسبي على 15 دائرة، مذكرا بأن انشاء المجلس العتيد يجب ان يسبقه اتفاق على انتخاب مجلس النواب من خارج القيد الطائفي، تطبيقا لما جاء في الطائف، مشيرة الى ان الصفقة الرئاسية التي يحكى عنها لم تنته فصولها بعد، بل على العكس فان الجزء الاساس منها سينطلق مع اتمام الانتخابات النيابية وما ستفرزه من نتائج الربيع المقبل ستكون كفيلة باعادة تكوين السلطة وفق التحالفات التي قام عليها العهد العوني- الحريري.
المصادر التي اكدت ان الرئيس عون مصر على تعويض الخسائر التي كلفتها مرحلة الجمود السابقة ، لن يسمح بتعليق الانجازات حتى ايار المقبل اذ المطلوب على الاقل السير ببعض الاصلاحات الادارية الاساسية وتلبية حاجات الموطنين واطلاق عجلة العمل الاداري والحـكومي، مدعوما في ذلك بالتحالف البرتقالي – الازرق القادر على تحصين تلك المسيرة، خصوصا مع انضمام رئيس مجلس النواب الى القافلة مع انقشاع غيوم معركة قانون الانتخابات وفقا لما اقر به واصر عليه رئيس المجلس النيابي.انطلاقا من هنا، يتوخى الرئيس عون من خلال جمعه رؤساء الكتل الممثلة في الحكومة في القصر، إبلاغهم بضـرورة التفرغ للهموم الحياتية والمعيشية بعد ان طويت صفحة قانون الانتخاب، وضرورة تزخيم التعاون التشريعي التنفيذي وتفعيل دوران عجلة البرلمان والحكومة في المرحلة المقبلة على خط الازمات العالقة وابرزها الكهرباء واقرار سلسلة الرتب والرواتب والموازنة ومراسيم النفط، للنهوض بالواقع الاقتصادي.
واذ لفتت المصادر الى ان خطوة الخميس ستكسر الجليد القائم بين بعض القيادات خصوصا بين بعبدا وبنشعي بعد انهيار العلاقة نتيجة الملف الرئاسي، ابدت اسفها الى الخطأ الذي رافق الدعوات لجهة استبعاد بعض القوى وفي مقدمتها حزب الكتائب ، معتبرة في ذلك خطوة ناقصة ما كان على “بي الكل” ان يقع فيها آملة ان يتم استدراك الامر لتكون “تقليعة” جديدة للعهد،لا تشوبها شائبة، متمنية لو ان المشاورات ضمت قيادات اساسية في المجتمع المدني خصوصا بعد التصرفات غير اللائقة التي شهدتها ساحات بيروت مع اقرار القانون نهاية الاسبوع الماضي، علما ان هذه القوى اثبتت بما لا يرقى اليه شك انها وازنة وستكون لها كلمة في الانتخابات النيابية تماما كما اثبتت نفسها في الانتخابات البلدية.
وحول الحضور اشارت المصادر الى ان نجم اللقاء سيكون الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حال اراد احداث الصدمة الايجابية نفسها التي احدثها عقب مشاركته في حوار 2006، معتبرة ان كل الاحتمالات مفتوحة ،وبالتالي فان مشاركته الشخصية خصوصا في الجولة الاولى ستعطي دفعا قويا للعهد ولسيده وقد تكون فاتحة للقاء بين السيد ورئيس حزب القوات اللبنانية وقد تمهد للقاء بين امين عام حزب الله ورئيس الحكومة بعدما نجح الحوار الثنائي بين الطرفين في تحقيق اكثر من خرق في جدار العلاقة المتوترة، استنادا الى ما تحقق في قانون الانتخابات.
(ميشال نصر – الديار)