نطالع في الكثير من الأحيان أن الروبوت سيحل محل الإنسان في عدد من الوظائف. وربما تكون بعض الحالات مبررة لأسباب تتعلق بطبيعة المهام أو الوظائف التي يفضل أن يكلف بها روبوت لحماية الإنسان من أخطار دخول منزل مشتعل بالنيران أو ما شابه، وأحياناً لضمان مستوى دقة معين. ولكن ماذا سيحدث في أسواق العمل وهل ستفشى بين البشر؟
ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن موقع “The Conversation” الإجابة عن هذا السؤال، علاوة على طرح تكهنات بما سيتم استحداثه من وظائف جديدة للإنسان في سوق العمل بالمستقبل القريب، حيث يتوقع أن يتولى الروبوت وظائف الخادم بالمنزل أو سائق سيارة الأجرة أو حتى موظف خدمة العملاء على الطرف الآخر من الهاتف، الذي يتلقى الشكاوى ويحاول مساعدتك لحلها أو حتى مندوب المبيعات الذي يحاول إقناعك بشراء سلعة معينة.
وتقدر التوقعات الاقتصادية أن تبلغ قيمة الاستثمارات في عالم صناعة الروبوت الاستهلاكي أكثر من 33 مليار دولار بحلول عام 2025. ومن المتوقع أيضاً أن تتعاظم تلك الاستثمارات وتتضاعف بمرور الوقت. وعلاوة على ذلك ستفتح الأبواب أمام اختراع فرص عمل جيدة لم تكن متاحة من قبل للإنسان كالتالي:
1 – معلم غناء ورقص للروبوت
من المتوقع أن تسعى الكثير من الشركات خلال فترة وجيزة للتركيز على تطوير البرمجيات والتطبيقات للروبوت الذي يذهب إلى ما هو أبعد من وظائف المصنع القياسية.
وقد يتضمن ذلك، على سبيل المثال، إضافة وظائف تدريب الروبوت على أداء الغناء والرقص. إن الروبوت الاجتماعي الذي أنتجته شركة Softbank، المسمى Pepper أي “فلفل” باللغة العربية، ذاع صيته في الولايات المتحدة، وهو بالفعل قيد الاستخدام في المملكة المتحدة، ويمكنه الغناء وتنفيذ مختلف خطوات الرقص للترفيه عن مالكه. وسيكون من الضروري تحديث قدرات هذا الروبوت كي لا يصاب صاحبه بالملل بعد فترة قريبة أو بعيدة.
2 – جراح تجميل روبوت
بالطبع ستحتاج جميع الروبوتات الجيدة أن تكون مزودة بميزات تفضيلية كإمكانية تعديل أو تغيير شكلها ومظهرها الخارجي، لذلك سوف تطفو على السطح فرص للشركات التي تقدم للمستهلكين خدمات تحديث السمات الشخصية للروبوت الخاص بهم عن طريق إضافة أطراف أقوى، أو معالجات أسرع حسب الاحتياجات آنذاك بما يشمل تغيير الألوان أو المظهر الخارجي جزئياً أو كلياً.
ولن نذهب بعيداً لأن هناك بالفعل الروبوت الاجتماعي الجديد “Buddy” الذي يقدم بالفعل هذا الخيار، حيث تقوم الشركة المنتجة بتسويقه مع وعد بإتاحة خيارات الترقية والتطوير المستمرة للحفاظ على تجربة المستخدم مثيرة ومرضية قدر الإمكان.
3 – ممرض الروبوت
سيحتاج الروبوت مثله مثل الإنسان تماماً لـ”فحوص صحية” دورية للتأكد من أنها تؤدي بسلاسة.
وفي إطار ثورة الروبوتات الاجتماعية، ستكون هناك حاجة إلى “ممرضات” لرعاية الروبوت، ومن المتوقع أن تكون سوقاً رائجة مع تزايد الاعتماد على الروبوت وتعدد استخداماته الاستهلاكية.
4 – وكلاء سفر الروبوت
تشير السيناريوهات المتوقعة إلى أن هناك احتمالات أن تحتاج الأسر إلى اصطحاب الروبوتات معهم خلال أسفارهم ورحلاتهم.
ومن المرجح أن يكون هذا هو الحال إذا كان قد نشأت علاقة وثيقة بين الملاك والروبوت، خصوصاً في مجالات توظيف الروبوت كرفيق لعب للأطفال، حيث ستحتاج الأسر لاصطحاب الروبوت في أي مكان حول العالم.
وبالتالي، فإن ترتيبات سفر الروبوت ستؤدي إلى نشأة مجال عمل جديد للإنسان فيما يتعلق بصناعة حقائب مناسبة لتخزين الروبوت وشحنه أو القيام بعمل مراكز للصيانة والإصلاح لأعطال في مختلف المناطق حيث يستطيع المسافرون اللجوء إليها عندما يكون خارج بلدانهم.
5 – منظمون ولجان تحكيم لاختيار أفضل روبوت في المعارض
تشير الأبحاث العلمية إلى أن الإنسان يطور روابط قوية مع حيواناته الأليفة – أو حتى سياراته – لأنها تشكل امتداداً لذاته وإنجازاته.
وفي بعض الحالات، يمكن أن تصبح هذه الحيوانات الأليفة أو السيارات “رموزاً للتعبير عن حالة الشخص المادية ومستوى رفاهيته”، وهو ما يؤدي إلى تحفيز مثل هؤلاء الأشخاص إلى إنفاق الكثير من المال على مقتنياته سواء حيوان أليف أو سيارة للاستعراض بهم أمام المجمتع.
ويقول الباحثون إن الروبوتات ربما تصبح أيضاً في المستقبل القريب جزءاً من “الذات الممتدة”، ما يجعل من المحتمل أن أحداثاً مشابهة قد تتطور في أنماط حياتنا.
وكما يشارك بعض الأشخاص في مسابقات أجمل قط أو كلب في معارض أو مناسبات محلية أو عالمية، فإن هناك احتمالات أن العديد من أصحاب الروبوت ستكون لديهم اهتمامات أيضاً في عرض الروبوتات المملوكة لهم أمام الجمهور سواء للمفاخرة كملاك، بالإضافة إلى مسابقات بين المتخصصين في التصنيع بغرض الحصول على شهادات تثبت جودة تصاميمهم.
وسيؤدي ذلك إلى زيادة عدد الشركات التي تركز على تنظيم الفعاليات والاجتماعات التي يعرض فيها “المالكون” أو “الصانعون” لروبوتاتهم.