هل تصمد بيتكوين والعملات الرقمية في وجه الأزمة العاصفة؟

“بيتكوين” والعملات الرقمية هي في الواجهة؛ نعم للآن، إلا أن الملايين يترقبون ما ستؤول إليه في نهاية المطاف بعد تزايد المخاوف من إمكانية صمودها في وجه الأزمة التي تواجهها في السوق الكورية التي تشكل للآن ما بين 6 و12%، من حجم سوق العملات المشفرة في العالم، بحسب موقع “CryptoCompare”.

هذه المخاوف ليست من فراغ، أو ليس لها ما يبررها؛ فالخسائر القاسية التي تكبدها المستثمرون خلال الأيام القليلة الماضية دفعت ما يقارب نحو 50%، من محافظ البعض في العملات الرقمية إلى التبخر خلال ساعات قليلة.

ودائما وكما هو معروف بين العامة “رأس المال جبان” لا يعرف إلا الاستقرار، وتزايد هذه المخاوف تدفع إلى التساؤل حول مستقبل العملات الرقمية التي حققت صعودا صاروخيا خلال العام الماضي، فقد تضاعف سعر بيتكوين بأكثر من 1500 مرة، وهي مكاسب خيالية بكل تأكيد.

مرحلة العملات المشفرة أو ما يسمى بـ “crypto currencies”، تواجه عاصفة حقيقية الآن، إلا أن خبراء هذه الصناعة يرون أن هذه المخاوف الآتية بالأساس من كوريا الجنوبية مبالغ فيها، وفي النهاية ستستقر سوق هذه العملات وستعود للارتفاع.

ما أجج الأزمة بالأساس كوريا الجنوبية التي تريد سن تشريع يحظر التعامل في العملات الرقمية، هذا ما قاله وزير العدل الكوري بارك سانغ أمس، وسرعان ما تأثرت العملات بهذه التصريحات وهوت بقوة، قبل أن تدرك الحكومة الكورية التأثير السلبي الكبير لهذا التصريح على الأسواق، حيث أصدرت الرئاسة بيانا قالت فيه إن الحظر لم يبدأ بعد، وإنه مجرد خيار بين عدد من الخيارات الأخرى لتنظيم تداول العملات الرقمية.

وأدت هذه التصريحات لانحسار المخاوف المرتبطة بالعملات الرقمية، حيث ارتفع سعر بيتكوين قليلا فوق 13500 دولارا، بعد أن كانت قد هوت إلى 13.120 دولار، وهو أدنى مستوى للعملة منذ مطلع العام الجاري.

خبراء الصناعة لم يكونوا بعيدين عن ما يحدث، حيث يرى سيدريك جينسون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “BitSpread ” ، وهي واحدة من أكبر صناع سوق العملات الرقمية في العالم، أنه “ينبغي رؤية التطورات من هذا القبيل في السياق الأعم للتطور المستمر للعملات الرقمية وتطورها على الصعيد العالمي”.

وكالة كوين باس ” Coinbase” ، قالت أيضا إن سعر بيتكوين ارتد أمس بنسبة 5%، وأضافت بحسب محطة سي إن بي سي الأميركية أن مشروع قانون الحظر “قد يستغرق أشهرا أو حتى سنوات” حتى يتم تمريره في الهيئة التشريعية في كوريا الجنوبية.

وقال جينسون، “من المفهوم أن السلطات فى كوريا التى تختلف عن أسواق العملات الرقمية الأخرى من عدة نواح، وإن أسعار العملات الرقمية هناك أعلى بكثير من بقية العالم بسبب الظروف المحلية”. وأضاف “أن التطورات من هذا القبيل يجب أن ينظر إليها فى السياق الأوسع لاستمرار تطور العملات الرقمية المستمر على مستوى العالم”.

وأوضح جينسون أن السلطات في كوريا تريد التأكد من أن تداولات العملة الرقمية في البلاد لديها لا تستخدم في غسيل الأموال وأن يتم التعرف على على كافة العملاء، مع إخضاعها للضرائب والمحاسبة.

وأضاف “أنه من الطبيعى أيضا مواءمة متطلبات تداولات العملات الرقمية مع متطلبات المنصات المالية عبر الإنترنت من قبل الهيئات التنظيمية في كوريا الجنوبية، خاصة أن الطابع التجارى للنشاط متشابه إلى حد بعيد”.

ويتوقع مدير صندوق العملة الرقمية بريان كيلي أن تكون حركات كوريا الجنوبية مجرد عثرة أخرى في الطريق أمام الارتفاع المستمر في العملات المشفرة.

وقال كيلي في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ سي إن بي سي الأميركية “إن النتيجة النهائية في كوريا لا تزال غير واضحة، لكن إذا تحركوا الى تنظيم مماثل لليابان فإن ذلك سيكون إيجابيا جدا للعملات المشفرة”.

وأضاف أن السوق شهدت مؤخرات تغييرات كبيرة، حيث لم يعد أكثر المستثمرين من كوريا الجنوبية، ولكن غالبية المستثمرين الجدد من أميركا.