مَن مِن متابعي الفن المصري، لم يسمع أو يشاهد فيلماً للنجم الكوميدي إسماعيل ياسين، الذي حقق شهرة واسعة على مدار سنوات طويلة في عمر السينما المصرية، وصار واحدا من أهم نجومها، في رحلة اختتمت بشكل مأساوي.
تمر في هذه الأيام ذكرى ميلاد الـ 106، لـ “أبو ضحكة جنان” كما يلقبه الجميع، يسترجع فيها الشارع المصري أعمالا رسمت البسمة على وجوه الملايين، إلا أنها شهدت أوضاعا لم يكن “ياسين” يضعها في حساباته.
ديون ورسالة “استجداء”
عن تلك النهايات التعيسة، تحدث الناقد الفني طارق الشناوي لـ “العربية.نت” مؤكداً أن ياسين توفي وهو مديون بالأموال، بعدما عزف صناع السينما والمسرح عن الاستعانة به، وإسناد الأعمال إليه، ووجدوا ضالتهم في جيل جديد بقيادة فؤاد المهندس.
وأوضح الشناوي أنه قرأ رسالة أرسلها اسماعيل إلى وزير الثقافة بدر الدين أبو غازي عام 1965، وهو والد عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق، وفيها يستجدي الوزير من أجل العمل، بعدما عزف الجميع عن الاستعانة به.
وكشفت الرسالة اعتقاد النجم الكوميدي بأن حرباً تشن ضده لصالح البعض.
وفي هذا السياق، رأى الشناوي أنه من المحزن أن تصدر مثل تلك الرسالة من إسماعيل الذي كان الجميع يتمنى أن يشارك إلى جواره في التمثيل، ليصبح هو من يتسول الأعمال.
“الزمن دوار”
وقال: “الأمر الذي لم يكن يدركه النجم الكوميدي، هو أن الزمن “دوار”، وأن الجمهور أضحى يميل إلى الجيل الجديد، في الوقت الذي ظل فيه ياسين كما هو دون أن يتطور.”
إلى ذلك، أشار إلى أن “إسماعيل بات في آخر مسيرته يقبل المشاركة في أدوار ثانوية، بعد أن كان بطلا، كما أنه توجه للعمل في شارع الهرم مرة أخرى من أجل توفير متطلبات الحياة فقط.”
وأضاف أنه “حين قام بجولة عربية بصحبة فرقته المسرحية، لم يجد سوى الفشل، خاصة وأن ما حدث في مصر وصلت أصداؤه إلى الوطن العربي وصار الجمهور يبحث عن الجيل الجديد.”
كما أكد الشناوي أن مرض النقرس كان سببا في كتابة النهاية لرحلة إسماعيل ياسين، حيث لم يعد قادرا على الوقوف على المسرح، وحينما كانت ستارة المسرح تفتح كان يظهر جالسا.
أخيراً، ختم الشناوي مؤكداً أن “النجم الكوميدي لم يكن يدخر أموالا من أجل الأيام الصعبة، ما وضعه في مأزق كبير من أجل تدبير أمور حياته اليومية، كما أنه لم يستوعب التطور الذي حدث في الفن.”