هل ستشهد الساحة اللبنانية حرباً إسرائيلية خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة؟ هذا هو السؤال الذي يطرح منذ عدّة أشهر نظراً للتصعيد الكبير الذي تشهده المنطقة، والإشارات والتهديدات المتبادلة بين “حزب الله” وإسرائيل.
تبدو إحتمالات الحرب مساوية لإحتمال عدم حصولها، إذ إن مصدراً متابعاً للوضع الميداني بين “حزب الله” وإسرائيل، يقول أن الطرفين غير مستعدان للحرب، ولا يريدونها، خاصة أن “حزب الله” يخوض حرباً في سوريا التي لم تنته فيها المعارك بعد، كما أن إسرائيل لا تريد الدخول في مغامرة غير محسوبة، خاصة في ظل أزمة النازحين التي ستعاني منها.
ويضيف: “لم تجد إسرائيل حتى اللحظة أي حلّ لمسألة المستوطنين الذين تستطيع إجلائهم من مدن الساحل الإسرائيلي (حيفا – عكا..) لكنها تعجز عن إيجاد مناطق آمنة تستطيع إستيعاب كل أعدادهم”.
ويشير المصدر إلى أن “إسرائيل قلقة من مفاجآت الحزب خاصة في ظل الخبرات الهجومية التي إكتسبها في الحرب السورية، وبسبب المعطيات الإستخبارية عن تعاظم قدرة الحزب التدميرية”.
من هنا يرى المصدر أن إسرائيل لن تقبل بسهولة أن تخوض حرباً مع “حزب الله” في هذه المرحلة في حال كان هذا خياراً أميركياً.
لكن المصدر ذاته يشير إلى أن هناك إتجاه ثاني في إسرائيل ذاتها، يقول بأن الحرب يجب أن تحصل في بداية عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المتحمس لكبح النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، ولأن المعركة مع “حزب الله” هذه السنة، ستكون أفضل وأقل خسائر من الحرب معه بعد سنة او سنتين، نظراً لتطوره العددي والعسكري والتسليحي.
ويلفت المصدر أن حسابات الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل هي حسابات إستراتيجية، وفي الحسابات الإستراتيجية لا مكان لإحتساب الخسائر.
ويختم المصدر، إذا إعتبرنا أن حسابات الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل هي حسابات إستراتيجية صرفة تبحث عن المكتسبات الطويلة الأمد فتكون عندها الخسائر المباشرة خارج إطار تلك الحسابات.
لبنان 24