خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
يستطيع النائب أشرف ريفي أن يرفع السقف السياسي في مواجهة هيمنة إيران – حزب الله، وهو على حقّ مطلق في ذلك.كما يستطيع النائب فيصل كرامي أن يكثّف حراكه باتجاه تشكيل كتلة نيابيّة تؤهّله للدخول الى نادي المرشّحين الجدّيين لرئاسة الحكومة..ولكن لا “سقف” الأوّل ولا “طموح” الثاني يمكن لهما أن يملآا الفراغ النيابي فوق الساحة الطرابلسية.
صحيح أنّ المفتي المنتخب حديثاً الشيخ محمد إمام يحاول أن يسدّ بعض الفراغ (زيارة وفد برئاسته الى السراي الحكومي بمشاركة بعض النوّاب، مناشدات وتحرّكات دار الفتوى هنا وهناك..)، ولكن الحاجة ماسّة الى هيئة مركزيّة أشدّ تأثيراً من ذلك، خاصة في ظلّ التحلّل الرسمي والحكومي، بغياب رئيس جديد للجمهورية وبحكومة تصريف للأعمال تعاني الأمرّين في ما يمكن تمريره من مقرّرات ضرورية لحاجات الناس، كالدواء لمرضى السرطان وكمعالجة الإضراب المفتوح للقطاع التعليمي الرسمي بكافّة مندرجاته!
قد لا تكون سلسلة الإجتماعات الأولى للنواب – قبل أن يفرط عقدهم بحكم التحوّل السياسي بعد دخول النائبين فيصل كرامي وحيدر ناصر مقابل خروج الدكتور رامي فنج وفراس السلّوم – باللقاءات المثمرة والمنتجة بالمباشر، ولكنّها تركت إنطباعاً إيجابيّاً لدى المواطنين بأنّ هناك 8 نوّاب يسعون الى “دور وعمل ما” في الغياب التام لمؤسسات الدولة، فإذا بوقف الإجتماعات، كما هو حاصل، يقضي على فسحة الأمل بالأداء الجماعي لصالح أدوار فرديّة متفرّقة (لقاءات النائب طه ناجي حول برنامج قضايا المدينة، والمؤتمرات الصحافية للنائب كريم كبارة..) لا يمكن لها بأيّ شكل من الأشكال أن تعوّض الخسائر الموزّعة على مجمل أوجه الحياة في المدينة!
لا بدّ من إعادة الروح الى اللقاءات الدوريّة التي كانت تعقد كلّ يوم جمعة، ولو بمن حضر، لأنّ العقد الدوريّ إنّما يؤسّس لمرجعيّة ضرورية لا يمكن لحراك سماحة المفتي أو رجال الدين أن يشكّلوها، كما لا يمكن للعزف المنفرد لأيّ نائب من النوّاب أن يكون البديل الكافي والمتوازن!
8 نوّاب لأجل طرابلس، مهما تعارضت الإتجاهات السياسيّة، تبقى أكثر من ضرورية وأكثر من حاجة على جميع المستويات، ولعلّ أخطرها قضيّة الأبنية المتصدّعة على وقع الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا، وكاد أن يطالنا منه نصيب!