ففي بداية جلسة البرلمان، أحرق النواب علما أميركيا ونسخة رمزية من الاتفاق النووي الذي أعلن ترامب انسحابه منه الثلاثاء، وسط هتافات جماعية من أعضاء المجلس للشعار الشهير، “الموت لأميركا”.
ودأب النظام الإيراني، منذ استيلاء الخميني على السلطة بعد تسلق الثورة الشعبية عام 1979، على استخدام هذه الشعارات الشعبوية والحركات الاستعراضية، للرد على الضغوط الغربية.
وبعد التهديد والوعيد لواشنطن في حال انسحبت من الاتفاق النووي، لم تجد طهران ردا أقوى على قرار ترامب سوى هذه الحركات الاستعراضية التي تؤكد أن النظام الإيراني في “معركته” الوهمية ضد الغرب ليس إلا “نمرا من ورق”.
وتم توقيع الاتفاق في تمو 2015 بفيينا، بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، بالإضافة إلى ألمانيا، وذلك قبل انتخاب ترامب رئيسا.
وعكست أيضا عناوين الصحف الإيرانية التخبط الذي تشهده طهران بسبب عدم قدرتها على الرد، فانقسمت، في إطار لعبة تقاسم الأدوار المعهودة بين أركان نظام الملالي، بين من أملت باستمرار الاتفاق والمحافظة عليه، وأخرى دعت إلى رد أكثر تشددا.
وعنونت صحيفة “اعتماد” “الاتفاق النووي بدون مثير المتاعب”، مستعيدة تغريدة للرئيس حسن روحاني قال فيها إن طهران “توصلت إلى قناعة قبل عدة أشهر بان ترامب لن يلتزم بتعهداته الدولية”، مضيفا أن “بقاء إيران ضمن الاتفاق النووي رهن بتحقيق مصالح الشعب”.
وأما صحيفة “افتاب” الإصلاحية، فأشادت بــ”القرار المنطقي لطهران” بالاعتماد على الأوروبيين وروسيا والصين من أجل مواجهة قرار ترامب، بينما عنونت صحيفة “إيران” الحكومية “الاتفاق النووي بدون الكائن المزعج”.
وإذا كانت الصحف، التي يصفها الإعلام الغربي بـ”الإصلاحية”، استعادت خطاب روحاني الذي يأمل باستمرار الاتفاق النووي بمساعدة الأوروبيين وروسيا والصين، فإن الصحف المحافظة اعتمدت لهجة أكثر صرامة.
وكتبت صحيفة “كيهان” المتشددة “ترامب مزّق الاتفاق النووي وآن الأوان لنقوم بحرقه”، ويبدو أن اعضاء البرلمان استجابوا بالفعل لهذا النداء ولكن بحركة استعراضية لا أكثر، فالنظام بدا متمسكا بالاتفاق ويعول على أوروبا والصين وروسيا لإنقاذه.