حيا الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال، الذي أقيم في الذكرى السنوية ال31 لتأسيس “جهاد البناء”، “شهداء هذه المؤسسة”، وقال: “إن إنجازات المؤسسة هي نتيجة جهود أجيال من الإخوة والأخوات ممن تحملوا المسؤولية. وأدعو لكم بالتوفيق المتواصل في خدمة الناس لانها من أعظم العبادات والجهاد في سبيل الله”.
وأشار إلى أن “انطلاقة جهاد البناء الفعلية كانت بسبب تفجير بئر العبد وما خلفه من اضرار في الابنية، وأيضا بدء مرحلة جديدة في عام 1983 من العمل المقاوم”، لافتا إلى أن “الشهيد السيد عباس الموسوي كان الأكثر إيمانا واندفاعا لقيام مشروع جهاد البناء”، وقال: “إن مؤسسة جهاد البناء كانت دائما جزءا من المقاومة، وهي تفتخر بأنها من حزب الله والمقاومة، ونحن نفتخر بها أيضا”.
اضاف: “الى جانب القتال ضد العدو الاسرائيلي، عمل حزب الله على جوانب متعددة، منها: السياسية والثقافية والاعلامية، وأيضا في بعد الصمود في الارض امام اعتداءات العدو وترميم بيوت الناس بشكل سريع”.
وأشار إلى أن “البقاع كان شريكا لتحمل تبعات المقاومة، وليس فقط القرى الجنوبية الامامية”، وقال: “إن المقاومة كانت متكاملة في أبعادها المتعددة، وكل العاملين فيها كانوا من المخلصين. ولذلك، وصلنا الى التحرير في عام 2000”.
أضاف: “إن التحدي الكبير كان بما واجهناه في عام 2006، عندما توقف العدوان وعادت الناس حيث الدمار الكبير والهائل كان الرهان الاسرائيلي على موقف الناس لتحويل الانتصار الى هزيمة.
وتابع: “قبل توقف العدوان، بدأنا بالتحضير للمرحلة المقبلة، وكانت جهاد البناء احد الاطر الاساسية في الخطة، حيث ستقوم بعملية مسح سريعة وواسعة، وبدأت عملية الترميم خلال ايام وتحديد الابنية غير الصالحة للسكن”.
وأشار إلى أن “تجربة ما بعد عدوان تموز غير مسبوقة في التاريخ البشري”، وقال: “من أحضان جهاد البناء، انطلقت مؤسسة وعد التي أنجزت وعدها خلال 5 سنوات. وبعد عام 2006، توجهت جهاد البناء إلى الجهد الاختصاصي حيث الاهتمام الزراعي والبيئي والتعاوني ومساعدة الناس في التدريب المهني والحرفي”.
وأكد “مواصلة العمل على تشجير كل المناطق الحدوية وغير الحدودية”، لافتا إلى أن “جهاد البناء أطلقت مشروع حاضنة الاعمال لتدريب الناس على المهارات وتأمين فرص عمل ومساعدة الناس على تصريف انتاجهم”، وقال: “نحن نريد مجتمع عمل، لا مجتمع من الكسالى. لقد أطلقت جهاد البناء مشروع سوق المونة ومشروع العباس لمياه الشفة”.
وأشار إلى أن “الضاحية الجنوبية منذ عشرات السنين لا تتوافر لمن يقطنها مياه للشرب”، وقال: “إن جهاد البناء منذ البدايات وضعت 134 خزانا من الخزانات الكبيرة، وبتمويل من ايران، وهذا المشروع لا يزال متواصلا حتى الآن، ونأمل في أن يبقى مستمرا الى اليوم، الذي تصل فيه مياه الشرب الى الضاحية الجنوبية”.
أضاف: “في لبنان نحتاج الى قطاعات انتاجية، لا سيما أنه قادر على امتلاك قطاع زراعي جيد، والمشكلة ليست في وزارة أو وزير الزراعة، إنما بغياب رؤية أو سياسة للدولة والحكومة لتطوير الزراعة ودعمها وتفعيلها”.
ودعا إلى “دعم وتشجيع القطاع الزراعي والمزارعين عبر الحماية والمساعدة الحكومية وايجاد الاسواق ووضع خطة كاملة جدية”، مطالبا ب”تقوية الارياف، بما يساعد على تأمين فرص العمل في المجال الزراعي”.
وأكد السيد نصر الله “وجوب العمل للحفاظ على الاسرة لمواجهة استحقاق تفكك الاسر”.
وأشار إلى أن “كتلة الوفاء للمقاومة للمرة الأولى صوتت على الموازنة، وذلك نتيجة عوامل عدة، من بينها الوضع الاقتصادي الصعب وضرورة التعاون لمواجهته”، وقال: “منذ بداية البحث بالموازنة، قررنا تحمل المسؤولية، وخضنا نقاشات جدية وواسعة ومعمقة، وذلك من أجل أن تخرج الموازنة قوية من مجلس النواب. ولقد شعرنا بأنه اذا صوتنا مع الموازنة سنحصل بعض المكتسبات لصالح الناس، من بينها استثناء الضريبة على البنزين واستثناء الجامعة اللبنانية من منع التوظيف”.
أضاف: “تحت عنوان تأمين فرص عمل للبنانيين، حصل اصطدام بواقع اسمه العمال الفلسطينيين. وللاسف في لبنان كل شيء يتم تسييسه والتحريض على الآخر، فالبعض يحرض ان حزب الله وحماس يقفان خلف التظاهرات الفلسطينية بموضوع العمل، وهذا أمر معيب وغير اخلاقي وتزوير للحقائق، موضوع عمل الفلسطينيين يجب ان يحل على اساس اخلاقي وانساني وبشكل هادىء”.