أعلنت عائلة نزار زكا في بيان، أنه “بعث من معتقله في إيران، رسالة الى الرأي العام اللبناني جاء فيها: آليت على نفسي طوال الأعوام الثلاثة الفائتة الترفع عن الدخول في زواريب يستعملها السياسيون لافتعال عصبية طائفية بغية كسب تأييد اللبنانيين اللاهثين وراء لقمة العيش. لكن حيال بعض ما تم تداوله في الساعات الأخيرة، أجد نفسي مضطرا الى مخاطبة المسؤولين ومكاشفة الرأي العام اللبناني بعدد من الحقائق:
1- أكرر أسفي للتجاهل الذي يعتمده المسؤولون المفترضون عن حياة كل لبناني، حيال قضيتي. ظني بهم، الى حين ثبوت العكس، أنهم قبضوا ثمن سكوتهم، وهؤلاء قطعا سيحاكمون على هذا التواطؤ بقدرة العدالة الدولية.
2- تقع على أهل الحكم والربط في لبنان مسؤولية كبرى نتيجة استمرار المماطلة والتهرب، ولا سيما الخوف من إثارة قضيتي كأني بت عبئا على هؤلاء. ومن المفيد التذكير بأني زرت إيران بدعوة رئاسية رسمية، واختطفت هناك بلا أي سبب سوى بذريعة التعامل مع الولايات المتحدة التي، أكرر، لا أحمل جنسيتها. وبفعل الإحراج الذي لحق بالسلطات الإيرانية، خرجت نائبة الرئيس شاهيندوخت مولافردي لتعلن رسميا بإسم الرئاسة الإيرانية والحكومة على حد سواء أن اختطافي خطأ جسيم ارتكبته بلادها ارتد عليها سياسيا وإقتصاديا.
3- إن هذا الخوف لدى المسؤولين اللبنانيين، والحال هذه، لا مبرر له على الإطلاق. وأسأل هؤلاء: إذا كان الخوف هو الدافع لتلكئكم عن متابعة قضيتي والعمل الجدي على تحريري، فمم الخوف اصلا؟ إن من حزب الله، فالرئاسة الإيرانية نفسها اعترفت بأني بريء وبأن ملفي فارغ وبأن استمرار اعتقالي خطأ.
4- إن الإهمال الرسمي لقضيتي لا يمكن أن أفهمه، خارج هذا الخوف الذي هو مساو للتواطؤ، فيما تحريري من المعتقل هو بالنسبة إلي والى عائلتي، أولوية لا يتقدم عليها أي أمر آخر.
5- إن المسؤولين مدعوون الى يقظة ضمير والى التحرر من اعتبار الخوف أو أي اعتبار آخر.
إن تحريري من معتقلي واجب وطني على كل واحد منهم، تماما كما من واجب كل القوى الحية في لبنان الإستنفار والضغط على المتخاذلين.
إن المأساة التي أعيشها نتيجة الظلم الذي يلحق بي في معتقلي وبفعل الإهمال الرسمي، ستتكرر حكما مع آخرين في حال بقي الوهن والضعف سمة الأداء الرسمي.
6- إني كلبناني أشعر بالأسى لأننا نمر بأيام شبيهة بأيام الوصاية السورية التي احتفلنا جميعا يوم زوالها. وما يؤلمني اكثر شعوري بأنني مخطوف بغض طرف من فريق لبناني يرتبط بشكل من الاشكال بالخاطفين، اي بالحرس الثوري. هذا الفريق لم يقم حتى هذا التاريخ بأي جهد أو مسعى للافراج عني، رغم أني لبناني، ولأنني لم أوفر يوما جهدا لمساعدة أي لبناني مهما كان انتماؤه السياسي والطائفي.
في أي حال، ومهما حصل، لن أحيد عن مبادئي أو اعتدالي أو إيماني بحريتي التعبير والانترنت ودعمي للمجتمع المدني”.