ندوة حوارية شهدتها غرفة طرابلس لبنان الشمالي تمحورت حول مبادرة”طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” و”طريق وحزام الحرير” الذي اطلقته الحكومة الصينية عام 2013
*****
شهدت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي ندوة حوارية تمحورت حول مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” و”طريق وحزام الحرير” الذي أطلقته الصين عام 2013 ، تحدث فيها رئيس الغرفة توفيق دبوسي وامين عام إتحاد الغرف العربية معالي الدكتور خالد حنفي وامين عام المجلس الاعلى للخصخصة والشراكة الدكتور زياد حايك ورئيس مجلس إدارة/ المدير العام لمؤسسة تشجيع الإستثمارات في لبنان المهندس نبيل عيتاني وسعادة سفير الصين الشعبية في لبنان وان كيجيان، وسط حضور رسمي وديبلوماسي وقيادات وفاعليات نقابية إقتصادية ورؤساء واعضاء مجالس بلدية شمالية ورئيس واعضاء جمعيات تجارية في طرابلس والبترون وزغرتا وعكار والميناء وشارع عزمي وفاعليات واجتماعية وسيدات اعمال لبنانية وعربية وأجنبية والرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالاستاذ مقبل ملك والنائب محمد الصفدي ممثلاً بالسيد احمد الصفدي ومستشار دولة الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة ومعالي الرئيس عدنان القصار ممثلاً بالمدير الإقليمي لفرنسبنك السيد نزيه شعراني والوزير فيصل كرامي ممثلاً بالسيد زياد غالب ورئيسي بلدية طرابلس المهندس احمد قمر الدين والميناء عبد القادر علم الدين ونقيب المهندسين في الشمال المهندس بسام زيادة، والنائب السابق مصباح الاحدب وبيار الاشقر نقيب اصحاب الفنادق في لبنان كذلك نائب رئيس الغرفة ابراهيم فوز وامين المال بسام الرحولي والاعضاء حسام قبيطر ومجيد شماس ومحمد عبد الرحمن عبيد والرئيس الأسبق للغرفة محمد ابراهيم ذوق والدكتور احمد تامر مدير مصلحة استثمار مرفا طرابلس والمستشار الدكتور نادر الغزال ومدراء مصارف واعضاء من المجلس الإقتصادي والإجتماعي ورؤساء جامعات وطنية وخاصة وهيئات من المجتمعين الأهلي والمدني وإعلاميين..
البداية كانت مع النشيدين اللبناني والصيني.
ومن ثم كلمة ترحيبية من الأستاذة ليندا سلطان رئيسة الدائرة التجارية والعلاقات العامة في الغرفة تبعها عرض لفيلم وثائقي “تضمن الإضاءة على مسيرة النهضة التي تشهدها الصين في المجالات الإقتصادية والعمرانية والتقنية والسياحية ومدى ما بلغته الصين من تقدم في تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية”.
الرئيس دبوسي
وتوالت كلمات المشاركين في الندوة إفتتحها رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي حيث تناول فيها مرتكزات مبادرته “طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية” مؤكداً على رغبة اللبنانيين بتعزيز الشراكة مع الصين البلد الحضاري الذي تتجذر حضارته الموغلة في القدم الى خمسة آلاف سنة خلت ورفضت خلالها الصين دولة وشعباً الإنحدار وتحدت الأزمات ووضعت خارطة طريق لتحقيق نهضتها وكان ذلك خلال 15 سنة من أيامها المعاصرة عبر إعتمادها لسياسة التحديث والانفتاح بالرغم من ان ولادتها الحديثة قد تمت منذ 70 سنة من تاريخها .ولقاؤنا يتمحور حول مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية وحول تجربة الحداثة في الصين التي نعتبرها قاعدة نموذجية للإنطلاق في الشراكة التي يريدها المسؤولون في الصين ويشدد على أهميتها السفير الصيني وكذلك القطاعين العام والخاص ورغبة المجتمع الدولي في التعاون مع لبنان ومن خلاله مع محيطنا العربي وما علينا إلا السهر على بناء الذات لكي نبني لبنان من طرابلس التي نريدها عاصمة لبنان الإقتصادية”.
وقال:” من يتابع الصين فإنه يتلمس الارادة الصلبة في هذا البلد الحضاري الذي تحدى كافة الظروف الصعبة وباتت الصين بلدا قادر على بناء قدرات الأخرين في مناخ من الشراكة ونحن في هذا السياق لا بد لنا من توجيه شكرنا للدولة اللبنانية على توقيعها لإتفاقية المتعلقة بطريق الحرير التي ستكون لطرابلس فيها دورا محوريا كما كان في الماضي وفي ذلك دلالة على أن الدولة اللبنانية مهتمة بإحتياجات شعبها الى التنمية والإزدهار وأن الصين منفتحة بدورها على القطاعين العام والخاص في لبنان ولكن علينا تحديد احتياجاتنا واولوياتنا ونعلم ماذا نريد وما هي المشاريع المفيدة للجانبين الصيني واللبناني”.
معالي الدكتور خالد حنفي
توجه الأمين العام لاتحاد الغرف العربية معالي الدكتور خالد حنفي بتحياته للرئيس دبوسي الذي يجد لديه دائما الإصرار والحماس على تحقيق اهداف مبادرته طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية لأن طرابلس بحق هي عاصمة اقتصادية للبنان ومن هذا المكان الجاذب تتحرك المبادرات من الصين الى طرابلس التي ليست هي بوابة عبور للاعمال التجارية وحسب بل هي منصة للاستثمار بحكم الموقع والجغرافيا وهي المكان المحوري لتكون عاصمة لبنان الاقتصادية، ووجودنا هنا في غرفة طرابلس له دلالته وهو مقصود لأن المنطقة العربية والقطاع الخاص فيها له شهيته في الإنخراط في طريق الحرير وحزام الحرير وأنا أؤكد على أن مبادرة “طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” ليست مبادرة محلية بقدر ما هي إقليمية واذا قاربنا الامور وفقا للمنهجية الموضوعية فهناك ضروة في وجود مرفأ يشكل نقطة إرتكاز محورية وكذلك الحاجة الى عملية تراكم صناعي وتخصيص منطقة لوجيستية لا تكون جاهزة فقط للتجارة العابرة، وأنا أمام شراكة حقيقية وجدتها في غرفة طرابلس وكذلك إحتضان فعلي لمجتمع الأعمال ورواد الإبتكار والإبداع فيه وأعود لأشير الى شهية عربية للاستثمار وإستخدام الفوائض وهي تتلاقى مع مبادرة الرئيس دبوسي ولا تقتصر على الحيز اللبناني، فنقطة إنطلاقها هي من طرابلس ومن ثم إفريقيا وصولا الى الصين ويتم الدخول في عملية الإستثمار الإستراتيجي الأوسع من السوق العربية ويجب أن تكون هناك نقطة إرتكاز على طريق الحرير في شرق المتوسط وأن الفرص لا تتاح الا لمن يستحقها ويستشرفها ونحن نؤسس لمستقبل مشرق تحت راية القيادة التي أطلقت مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية”.
الامين العام للخصخصة والشراكة الدكتور زياد حايك
تحدث الأمين العام للجلس الاعلى للخصخصة والشراكة الدكتور زياد حايك فتناول “أهمية نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص والفرص المتوفرة في طرابلس للقيام بالمشاريع الكبرى ولكننا لا نزال نحتاج بشكل اساسي الى توفير فرص للعمل لان الشراكة بين القطاعين العام والخاص وجدت خصيصا لتوفير تلك الفرص ولتأمين العيش الكريم لليد العاملة ولا بد لي بداية من ان اشير الى المفارقات الكبرى التي تتجسد في مشاركة رئيس دولة الصين في منتدى دافوس العالمي ليتحدث عن سياسة الانفتاح التي تنتهجها الصين في المرحلة الراهنة في الوقت الذي نجد فيه الولايات المتحدة الاميركية تنغلق على نفسها، وما علينا نحن في لبنان الا ان نتلقف مبادرة طريق الحرير ونعمل معها لان الصين قادرة على مشاركتنا في انجاح مشاريعنا الحيوية لا سيما تلك التي تعتمد على الطاقة البديلة، والصين اليوم هي ثاني أكبر إقتصاد في العالم ولدينا الكثير من الاعمال التي يمكن ان يتم انجازها من خلال القدرات والخبرات التي تمتلكها الصين والحكومة اللبنانية مدركة لأهمية مؤتمر باريس أربعة وقد بات على الأبواب ونتمنى ان يكون للصين دورا كبيرا في هذا المؤتمر وكما نعلم فإن الدولة اللبنانية عاجزة عن دعم المشاريع اذ يقع على كاهل مبادرات القطاع الخاص وهذا الوضع مشابه لأوضاع مماثلة في بلدان العالم”.
وقال:”نحن نحتاج الى مشاريع كبرى وضخمة كما علينا ان نستثمر في مشاريع البنى التحتية من مواصلات واتصالات لتوفير فرص عمل يمكن ان تتحقق في طرابلس ويستفيد منها ما بين 50 الى 100 ألف شخص وعلينا تشييد معمل لانتاج الكهرباء وتفعيل وتطوير مطار القليعات وبالتالي العمل على توسعة مرفأ طرابلس وكذلك المنطقة الاقتصادية الخاصة لاقامة مراكز لصناعة النفط والغاز وتطوير أعمال الصيانة وتأمين الخدمات وتسهيلها ويمكن ان يكون للبلديات دورا واسعا في تلك المشاريع واذا ما توفرت مشاريع مرتبطة بالطاقة المتجددة فيمكن أن يترتب علينا دفع ربع فاتورة الإستهلاك الكهربائي العادية المهم ان تكون لدينا دائما الافكار الابداعية.
المهندس نبيل عيتاني
اما رئيس مجلس الادارة /المدير العام للمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (إيدال) المهندس نبيل عيتاني فقد تناول في كلمته ما توفره طريق الحرير والحزام المتعلق بها والتي اطلقتها حكومة الصين في العام 2013 من دمج لإستراتيجيات التنمية للبلدان التي تتواجد على تلك الطريق وبالتالي تحقيق الإزدهار لتلك البلدان من خلال القوى الكامنة فيها وهناك دول ساحلية مرتبطة قديماً في طريق الحريري ويمكن ان يتجدد دورها في هذا المجال.
واشار الى ان من صلب استرتيجية “ايدال” العمل على تحقيق التنمية المناطقية والوقوف على حاجات التنمية لمختلف المدن والمناطق وضمان تحقيق التوازن بينها وتوفير فرص العمل وان منطقة شمال لبنان وبشكل خاص مدينة طرابلس تزخر بالكثير من الموارد الطبيعية والبشرية وتتمتع بسهولة التواصل مع الاسواق المحيطة ويمكمنها ان تصبح قطباً إقتصاديا في هذا السياق ونحن نسجل من خلال مؤشرات النمو الإيجابية لا سيما الإستثمارية منها انها سجلت ولادة 75 مشروعا استثماريا جديدا اي بنسبة نمو بـ60% .
وطرابلس على موعد مع انعقاد لمجلس الوزراء فيها في فترة قريبة بعد ان حالت ظروف ماضية دون انعقاده ونامل في تعزيز العلاقات مع الصين بالرغم من ان الميزان التجاري يميل لمصلحة الصين كما نامل ان يكون للبنان وكذلك لطرابلس دورا مركزيا لأنشطة الشراكة معها”.
السفير وان كيجيان
توجه سعادة سفير الصين في لبنان وان كيجيان في بداية كلمته بشكره للرئيس دبوسي الذي اتاح الفرصة امامه للإلتقاء بهذه النخبة المميزة في مجتمع الاعمال فاشار في كلمته الى سياسة الانفتاح التي تنتهجها بلاده بالرغم من ان نظاع العولمة يلاقي الكثير من الإعتراضات وفي عام 2013، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة بناء «الحزام الاقتصادي بطريق الحرير» و«طريق الحرير على البحر في القرن الـ21»، أي مبادرة «الحزام مع الطريق». المضمون الرئيسي للمبادرة يتجسد في النقاط الخمس التالية: تناسق السياسات وترابط الطرقات وتواصل الأعمال وتداول العملات وتفاهم العقليات.
وقال:”إن مبادرة الصين لبناء «الحزام مع الطريق» يهدف إلى تكريس روح طريق الحرير القديم المتمثل في السلام والصداقة والانفتاح والشمولية والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، بما يعزز التعاون الإقليمي والتكامل بين آسيا وأوروبا وإفريقيا في العصر الجديد. سيتم الربط فيما بين الدول والمناطق من خلال “الحزام مع الطريق” الأمر الذي يعزز التواصل فيما بين هذه المناطق ويمكّنها من تكملة بعضها بعضاً في الاحتياجات واستفادة كل منها من مزايا غيرها، حتى تتحقق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة. إن مبادرة «الحزام مع الطريق» تجسد مفهوم تشكيل الوحدة ذات المصير المشترك، تأكيدا على أسلوب المساواة والمنفعة المتبادلة المتمثل في اشتراك الجميع في البحث عن سبل بنائها وبذل الجهود المشتركة ليتمتع الجميع بإنجازاتها”.
وتابع:”الجدير بالذكر إليه أن «الحزام» و«الطريق» يتلاقيان في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا. لذا، تُعتبر الدول العربية شريكة مهمة وطبيعية في بناء «الحزام» و«الطريق». ستفضي مبادرة «الحزام مع الطريق» إلى مزيد من تعاون الصداقة بين الصين والدول العربية، مما يخلق فرصا سانحة وآفاقا مشرقة للتنمية والازدهار المشترك بين الطرفين”.
واعتبر أنّ : “لبنان بلد مميّز جداً في المنطقة. والعلاقة بين الصين ولبنان ممتازة والتبادل التجاري يتقدّم بشكل سريع والصين أكبر شريك له» مشدداً على أنّ “لبنان يتمتع بثقافة وحضارة متنوّعة وسياحة مزدهرة وقطاع مصرفي قوي وقطاعات قوية، من ثقافة وفنون وإعلام”.
وخلص:” منذ بدء الحديث عن إحياء الخط، كانت وجهته الوصول إلى البحر المتوسط، وتحديداً سوريا ولبنان، حيث توجد المرافئ الهامة، والأسواق الصاعدة إقليمياً مع البدء بإعادة إعمار سوريا والعراق، والحديث عن بدء استخراج النفط، وفتح سوق شرق أوسطية كبيرة للعمل، والاستثمار بكافة أشكاله الحديثة”.
الحوار
ودار حوار متعدد الجوانب تم خلاله التقدير العالي لاهمية مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية وشدد البعض على ضرورة ان تنبثق منها إستراتيجية شاملة تعطي قوة زخم لعملية النهوض الإقتصادي والإنمائي من طرابلس بحيث اشارت رئيسة سيدات الاعمال في لبنان ليلى سلهب كرامي الى خيارات التحديث والإنفتاح التي تشهدها غرفة طرابلس بقيادة الرئيس دبوسي مما يجعل من طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية كما تحدثت الاستاذة ناريمان الشمعة عن التلاقي والتكامل بين المبادرتين طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية ومبادرة طريق الحرير والدور الذي يمكن ان تلعبه هيئات المجتمع المدني في دعم تلك المبادرة والاستاذة هدى الخطيب تساءلت عما اذا كان هناك جدول زمني تتوفر معه المتابعة ووضع خطة عمل وفتح المجال امام مشاركة حثيثة للضغط السلمي على اصحاب القرار لحثها على الإعتمادية الرسمية لاهميتها ، وهناك من تحدث في ضرورة الافادة من الهبات والدعم الدولي لتحريك برامج التنمية”.
فاجاب الرئيس دبوسي موضحا الى اننا لسنا من الذين يريدون تلقي الدعم او الهبات لاننا نبحث دائما عن شراكات ونحن من اغنى شعب الارض ونمتلك الكثير من مصادر الغنى ولكننا مع الاسف لم ننجح لغاية الان ان نحسن ادارة هذه الثروات ولكننا سننجح اما بالنسبة لإعتماد المبادرة رسميا فالقرار يعود الى الدولة اللبنانية وهي فرصة تاريخية لانقاذ اقتصاد لبنان من طرابلس ونحن نلقى الكثير من المؤيدين سواء من القيادات الرسمية ورؤساء البعثات الديبلوماسية العربية والاجنبية والغرف التجارية اللبنانية والعربية والدولية ولكن يبقى التساؤل مشروعا لمعرفة ما اذا كان هناك اجماع لبناني على اعتبار المبادرة انقاذية ونحن امام تحدي كبير لان كل المعطيات تؤكد ان الشمال وطرابلس يمتلكان كل المقومات ولطالما هناك امثالكم من النخب سنبقى ندعم لبنان والنهوض به من خلال طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية”.