المشي هو التمرين الأول الذي ينصح به معظم الأطباء بما أنه سهل التطبيق، ولا يستدعي أي أدوات معيّنة سوى الحذاء الرياضي، كما أنه يملك فوائد جسدية وعقلية لا تُحصى. لكن هل تعلمون ما الذي سيحصل إذا مشيتم نصف ساعة كل يوم؟بفضل مساعدته على خسارة الوزن، والتحرّر من التوتر، وخفض ضغط الدم وخطر الإصابة بأمراض مُزمنة عديدة، يُعتبر المشي من أفضل الأمور وأسهلها عندما يتعلّق الأمر بالحفاظ على الصحّة.
إكتشفوا في ما يلي أهمّ النتائج الإيجابية التي يمكنكم توقّع حدوثها عند تمسّككم بالمشي لنصف ساعة معظم أيام الأسبوع:
تحسين المزاج
بدلاً من اللجوء إلى كأس نبيذ أو ألواح الشوكولا الأسود لخفض وطأة اليوم السيئ، ما رأيكم في الاستعانة باستراتيجية خالية كلّياً من الكالوري ولكنها تؤمّن لكم الفائدة ذاتها؟ أظهرت الأبحاث أنّ المشي المنتظِم يعدّل الجهاز العصبي بشكل ملحوظ، الأمر الذي يخفّض العصبية والعدوانية.
فضلاً عن أنّ المشي مع أي صديق يعزّز الشعور بالاتصال، ما يحسّن بدوره المزاج. كذلك، فإنّ المشي في الهواء الطلق يُعرّضكم لأشعة الشمس الطبيعية، ما يساهم في حمايتكم من الاضطرابات العاطفية الموسمية، وبالتالي التغلّب على كآبة الشتاء.
تعزيز الابتكار
إذا كنتم تعجزون عن التفكير في العمل أو تبحثون عن حلّ لمشكلات صعبة، بيّنت الدراسات أنه من الجيّد التحرّك. إستناداً إلى دراسة نُشرت في “Journal of Experimental Psychology, Learning, Memory, and Cognition”، يساعد المشي على تحفيز الإبداع.
بعد مقارنتهم مجموعة أشخاص خضعوا لاختبارات التفكير الإبداعي إمّا أثناء الجلوس أو خلال المشي، تبيّن للعلماء أنّ الذين مشوا قدّموا أفكاراً أكثر إبداعية مقارنةً بالذين لم يقوموا بأي حركة.
جعل الثياب أكثر مرونة
مع الاستمرار في المشي، سوف تلاحظون أنّ البنطلون أصبح واسعاً أكثر حول محيط خصركم، حتّى إذا لم يتغيّر الرقم على الميزان بشكل كبير. يرجع السبب إلى أنّ المشي المنتظم يساعد على تحسين استجابة الجسم للإنسولين، ما يساهم في خفض دهون البطن.
إنّ ممارسة هذه الحركة يومياً تُعتبر من الوسائل الأكثر فاعلية لأيض الدهون والتأثير إيجاباً في تركيبة الجسم. المشي اليومي يرفع الأيض من خلال حرق الكالوريهات الإضافية والوقاية من خسارة العضلات، وهذا أمر أساسي جداً مع التقدم في العمر.
سحق خطر الأمراض المُزمنة
إستناداً إلى جمعية السكري الأميركية، يساعد المشي على خفض مستويات السكر في الدم وخطر الإصابة بالسكري. ولقد توصّل باحثون من “University of Boulder Colorado” و”University of Tennessee”» إلى أنّ المشي المنتظم خفّض ضغط الدم بمعدل 11 نقطة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى السكتة الدماغية بنسبة تراوحت بين 20 إلى 40 في المئة.
كذلك، بيّنت دراسة صدرت في “New England Journal of Medicine” أنّ الأشخاص الذين ساروا 30 دقيقة أو أكثر لِما لا يقلّ عن 5 أيام أسبوعياً تقلّص لديهم خطر أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 30 في المئة، مقارنة بنظرائهم الذين لم يمشوا بانتظام.
الحفاظ على ساقين جميلتين
مع التقدم في العمر، يزداد خطر التعرّض لتوسّع الأوردة أو ما يُعرف بالدوالي. غير أنّ العلماء أثبتوا أنّ المشي يمنع هذه الخطوط غير المرغوبة من التطور. الجهاز الوريدي يتضمّن قسماً من الدورة الدموية يعمل على دفع الدم إلى القلب والرئتين، وقد تبيّن أنّ المشي يقوّي هذه الدورة الدموية الثانوية من خلال تقوية عضلات الساقين والحفاظ عليها، الأمر الذي يعزّز تدفق الدم الصحّي.
أمّا إذا كنتم تعانون أساساً توسّع الأوردة، إعلموا إذاً أنّ المشي يومياً يساعد على تخفيف تورّم الساقين. وفي حال وجود عامل وراثي لهذه المشكلة، فقد ثبُت أنّ المشي اليومي يساهم في تأخير ظهورها.
ضمان حركة أمعاء منتظمة
يساهم المشي المنتظم في تقوية الجهاز الهضمي لأنه يحسّن حركة الأمعاء بشكل ملحوظ. إنه يُعتبر من أهمّ الأمور التي يطلبها الطبيب من المريض الذي خضع لعملية جراحية في بطنه لأنه يستهدف العضلات الأساسية وعضلات البطن، فيدعم الحركة في الجهاز الهضمي.
تسهيل بلوغ الأهداف المرجوّة
المشي بانتظام يدفعكم إلى التمسّك بعادة ثابتة تجعلكم أكثر ميلاً إلى الاستمرار في نشاطكم، وبدء سلوكيات أخرى جديدة وصحّية. ويعتقد الخبراء أنّ المشي بانتظام يساعد على تحقيق أهداف أخرى تفكّرون فيها.
(سينتيا عواد – الجمهورية)