خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه –
فيما كان النائبان التغييريّان ملحم خلف ونجاة صليبا (ومعهما الطبقة السياسية كاملة من حزب الله الى القوات اللبنانية، وما بينهما من باسيل ومعوض وفرنجيه..) يعلنون، على ضوء الشموع، عجزهم عن تجديد النظام السياسي من خلال أقلّه إنتخاب رئيس جديد للبلاد..أشعل المحقّق العدلي طارق البيطار نار جريمة المرفأ الكامنة تحت رماد الضغوط السياسية (وغير السياسية كما فعل وفيق صفا في زيارته الشهيرة الى قصر العدل في بيروت) مستدعياً ممثّلي السلطات المتعاقبة، من أمنيّين وقضاة ووزراء ونواب، الى التحقيق ما أدّى الى فوضى قانونية غير مسبوقة، والى ما يشبه الزلزال، إضافة الى سلسلة الهزّات التي يتسبّب بها الصعود المضطرد للدولار على حساب الليرة اللبنانية ومداخيل المواطنين، ويتسبّب بها التحقيق الأوروبي المفتوح حول تبييض الأموال وما يرتبط بها من فساد وهدر وتهريب أموال!
على الصعيد الرئاسي، لا جديد.الكلّ يدور في حلقة مفرغة.حزب الله عاجز عن التوفيق بين “وعده” لفرنجيه وبين “حاجته” لباسيل.المعارضة تكرّر أوراق ميشال معوض، مع عدّة أصوات بالزائد وعدّة أصوات بالنازل.وليد جنبلاط يحاول:إلتقى حزب الله والتقى باسيل وتحدّث عن خطّة “ب” طارحاً أسماء ثلاثة، قائد الجيش جوزيف عون والنائب السابق صلاح حنين والمدير في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، ولكن دون أن يلقى جواباً شافياً!
القاضي بيطار حرّك مياه المرفأ الراكدة، وربّما حرّك الشارع، ولكن هل يستطيع في ظلّ ميزان القوى الحالي أن يسجّل إختراقاً نوعيّاً في جدار الأزمة المفتوحة على تداعيات الخارج من حرب أوكرانيا إلى الإتفاق النووي المتعثّر حتى إشعار آخر؟
كلّ الإحتمالات باتت واردة، مع وصول العجز العام إلى أقصاه، ومع المزيد من التدحرج في الواقع الإقتصادي – المالي – المعيشي:فهل يمكن لنا، بعد، أن ننجو؟
لبنان لم يعد فقط على خطّ الزلازل، بل دخل جوف الحوت، وربّما بات يحتاج الى “النبي إيليّا” كي يخرج معافى!