دعا الرئيس نجيب ميقاتي الى “العمل لايجاد الحلول التي تحفظ استمرارية مؤسساتنا الدستورية وفي مقدمها مجلس النواب”، معتبرا “ان التمديد لمجلس النواب هو أبغض الحلال، والفراغ هو الإثم والحرام بذاته، ولكن من غير المقبول بأي شكل حصول فراغ في المؤسسة التشريعية وادخال البلد في مجهول لا يعرف أحد الى أين سيودي بنا”. واعتبر ان “الكلام الذي نسمعه حول لا للفراغ، لا لقانون الستين، ولا للتمديد هو جيد ولكن اين الحل؟ إذا أردنا حلا سريعا، فيجب إجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون النافذ”.
وقال خلال رعايته الحفل السنوي الذي يقيمه قطاع العزم التربوي في طرابلس تكريما للمدارس المتفوقة في الشهادات الرسمية: “تعرفون اليوم أن أوضاع البلاد ليست سهلة، ونحن أمام طروحات سياسية وانتخابية مختلفة، وكلها مبنية، لسوء الحظ، على مزيد من التشرذم الطائفي، وعلى الاختلاف في وجهات النظر، الذي يصل إلى حد التشنج أحيانا. المطلوب العودة إلى جوهر الدستور، والأهم هو التربية الصحيحة التي تبدأ معكم أيها المعلمون: تربية الأجيال على روح المحبة والتسامح والوسطية بين أبناء الوطن الواحد، والقبول بالآخر والحوار معه، وهو ما يشكل أساس بناء الوطن، لا على مشاريع انتخابية تنطلق من أن كل طائفة تنتخب نوابها، أو على تشتيت وحدة الوطن وتحويل أبنائه إلى فئات متناحرة ومشتتة، فالوطن يبنى بثقافة المحبة والتسامح والعيش المشترك لبناء الأجيال القادمة، وذلك بالاعتماد على الله أولا، ثم عليكم جميعا”.
وأضاف: “نسمع طروحات وتجاذبات حول قانون الانتخاب، منها القول “لا للفراغ، لا لقانون الستين، ولا للتمديد”. هذا الكلام جيد ولكن ما الحل؟ إنني على اقتناع بأن كل القوى السياسية في لبنان تعارض التمديد، ونحن صرحنا مرارا ان التمديد هو أبغض الحلال، ولكن في المقابل، الفراغ هو الإثم والحرام بذاته. علينا اليوم أن نعمل للحفاظ على المؤسسات، والدستور اللبناني ينص صراحة على أن لبنان دولة برلمانية، وبالتالي عند غياب البرلمان، سنكون جميعا معرضين للمزيد من التشتت والفراغ على صعيد المؤسسات الدستورية كلها”.
ورأى أن “الحل اليوم، إذا أردناه سريعا، يكمن في إجراء الانتخابات النيابية على أساس القانون النافذ، ورغم مساوئ هذا القانون ومعارضتنا له، يجب العمل وفق مقتضى الدستور الذي ينص على إجراء الانتخابات في موعدها خلال فترة ستين يوما من انتهاء ولاية المجلس النيابي. ما نشهده اليوم، يا للاسف، هو تجاوز المهل القانونية والدستورية شيئا فشيئا، والعودة إلى اللاءات المتكررة. فكيف ذلك؟ علينا العمل على إيجاد الحلول التي تحفظ استمرارية مؤسساتنا الدستورية. صحيح أن التمديد لمجلس النواب هو أبغض الحلال، ولكن من غير المقبول بأي شكل حصول الفراغ في المؤسسة التشريعية وادخال البلد في مجهول لا يعرف أحد الى أين سيودي بنا”.
وتوجه الى التربويين: “اعتمادنا عليكم شخصيا في بناء الأجيال القادمة، وزرع ثقافة إيجاد الحلول لا التوقف عند المشكلة واعتماد السلبية. هذا هو ندائي اليوم، وأكرر الإعراب عن سعادتي بوجودي معكم، وأعلن أن قطاع العزم التربوي دائما معكم، في بناء الإنسان أولا وبناء الحجر، ونتابع عملنا بكل قوة، لأن همنا الحفاظ على البلد والجيل الناشئ بإذن الله. في النهاية، أطلب من الله سبحانه وتعالى أن يبارككم ويوفقكم “وقل رب زدني علما”.
وحضر الحفل السيدة مي نجيب ميقاتي، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي ممثلة وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، رئيس دائرة التربية في الشمال عبد الباسط عباس، رئيس رابطة التعليم الثانوي نزيه جبلاوي، وحشد من مديري المدارس في الشمال، وفاعليات تربوية.
بعد كلمة ترحيبية لعريف الحفل المربي محمد السيد، القت حاماتي كلمة وزير التربية، وجاء فيها: “يسعدني أن أعبر عن سعادتي بهذا اللقاء الإجتماعي التربوي، بل العائلي، وهو يأتي بمبادرة مشكورة من “قطاع العزم التربوي”، الذي يضم كوكبة من الشابات والشباب النشطاء، ويمثلون أحد الوجوه المضيئة لجمعية العزم. نؤمن إيمانا قاطعا بأن التربية هي قضية بحجم وطن، مما يستدعي أن يتجند لها كل الوطن، فقد كان للمجتمع الأهلي دورٌ أساسي في دعم البنية التربوية.فالدولة، أية دولة، تبقى عاجزة لوحدها عن الوفاء بإلتزاماتها، تجاه أي قضية بحجم القضية التربوية. من هنا ندرك أبعاد ما تقوم به “جمعية العزم”، بتوجيه من راعييها الأستاذ طه ميقاتي ودولة الرئيس نجيب ميقاتي، ولتغدو هذه “الجمعية” شريكا أساسيا، ومن موقع القوة، مع السلطات التربوية المسؤولة، فتدعم التعليم الرسمي في طرابلس والشمال، بكل ما تملك من إمكانات. ولعل الإستثمار في الإنسان هو الإستثمار الأعظم، ذلك أن الإنسان هو المحور في العملية التنموية، على كل الصعد وفي كل المجالات”.