أكد رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوّض “ان كل تم التداول به في الفترة الأخيرة عن خيارات “حركة الاستقلال” الانتخابية لم يكن دقيقا، فنحن استمرّينا في اجراء مروحة مفاوضات تفصيلية فرضتها طبيعة قانون الانتخابات الجديد، الذي في الاساس لم يكن لنا لا كلمة ولا رأي فيه”.
وأشار الى “اننا كحركة استقلال حين نفاوض في أي موضوع نفاوض انطلاقا من ثوابتنا ومبادئنا التي لا نحيد عنها او نقبل بالمساومة عليها والتي دفعنا ثمنها دما ونضالا وتضحيات”، لافتا الى “اننا حركة سيادية بالعمق، بالكلمة وبالفعل، وناضلنا وما زلنا نناضل من اجل لبنان السيّد والحرّ والمستقل، لبنان الدولة التي لا شرعية فيها لأي سلاح خارج الأجهزة العسكرية والأمنية الشرعية”.
وشدد معوض على “ان لبنان الطائف وبنده الأول حلّ الميليشيات، كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وفي طليعتها “حزب الله” ولبنان الذي نريده دائما بحضن الشرعيتين العربية والدولية، وتطبيق كل القرارات الدولية التي ذكّرنا بها من جديد مؤتمر روما منذ يومين، وفي طليعتها القرارين 1559 و1701″.
ولفت الى “اننا نؤمن بالشراكة الفعلية بهذا البلد بالكلمة وبالفعل، وانطلاقاً من إيماننا بهذه الشراكة الفعلية، ولأننا قدمنا رئيس الطائف شهيدا، متمسكون باتفاق الطائف وبتطبيقه بشكل صحيح”، لافتا الى انه “انطلاقا من إيماننا بهذه الشراكة وضرورة إعادة التوازن اليها، أيّدنا ودعمنا مصالحة معراب وخيار انتخاب عون ، ولا بل كنا نحن الطرف الماروني الوحيد الذي أيّد اتفاق معراب ودافع عنه في وقت هاجمه كثر”.
وأشار معوض الى “اننا مصرّون على هذه المصالحة وتمنينا ولا نزال نتمنى أن تشمل الجميع فلا تستثني احدا حتى الذين يستثنون انفسهم منها لأن هذا البلد بحاجة للجميع ويتّسع للجميع”، لافتا الى “اننا كحركة استقلال مشروعنا مشروع إصلاح وشفافية ومحاربة الفساد بالكلمة وبالفعل، والشفافية بالنسبة لنا ممارسة قبل ان تكون شعارا موسميا أو انتقائيا، واثبتناها بكل افعالنا، وتاريخنا وحاضرنا يشهدان لنا، وفي حال وصلنا الى مجلس النواب سنبرهن عن هذه الممارسة بالكلمة وبالفعل”.
وأعلن انه “انطلاقًا من كل مبادئنا التي ذكرتها، وانطلاقا من طبيعة قانون الانتخابات الجديد التي دفعت بالجميع للتفاوض مع بعضهم البعض واسقطت الاصطفافات واصبح التفاوض على القُطعة أو حتى على “القَطعة”، حتى اصبحت التحالفات تختلف أو حتى تتناقض بين دائرة واخرى، أجرينا مفاوضات مطوّلة مع 3 أطراف: “القوات اللبنانية”، “التيار الوطني الحر” و”الكتائب اللبنانية”.
وشدد على أنه “بقدر ما نتمسّك بثوابتنا الوطنية بقدر ما نعتبر أن التغيير واستعادة التوازن في زغرتا الزاوية أولوية مطلقة وثابتة”، مضيفا “في العام 2009 خسرنا الانتخابات في ظروف اصبحت معروفة ولا اريد العودة اليها، ونلت شخصيا حوالي 49% من الأصوات في زغرتا الزاوية. هذا الرقم لا يشمل فقط جمهور “حركة الاستقلال”، بل ايضا جمهور القوات اللبنانية وتيار المستقبل والكتائب ومستقلين آمنوا بمشروع 14 آذار.”
واضاف معوض: “نحن سقطنا في الانتخابات ولم نعتبر هذا السقوط “آخر الدني”، إنما ما حدث أن حلفاءنا في وقتها، وفي طليعتهم القوات اللبنانية وتيار المستقبل لم يخسروا الانتخابات، و14 آذار ككل حصلت على أكثرية نيابية، ومن ضمنهم 25 نائبا في الشمال من بينهم 7 نواب في الدائرة التي نحن فيها اليوم. ما الذي حصل؟ ما حصل ان احدا لم يفعل شيئا لزغرتا الزاوية”.
وتابع: “زغرتا الزاوية بقيت مادة للمساومة وفي آخر سلّم أولويات الجميع، وتم تلزيمها لطرف معروف، أحيانا من هذا الطرف وأحيانا اخرى من الطرف الاخر مقابل مصالح أو حسابات سياسية خارج زغرتا الزاوية”، لافتا الى ان “غيابنا عن مجلس النواب جعل الجمهور السيادي في زغرتا الزاوية يدفع الثمن”.
ولفت الى “أننا مصرّون على استرجاع حق المعارضة السيادية في المنطقة، وأن نكون في خدمة زغرتا الزاوية وأهل زغرتا الزاوية، كما اننا مصرون على كسر الاحتكار في زغرتا الزاوية وتأمين التوازن الحقيقي فيها… وعلى الشراكة بين زغرتا والزاوية، وعلى إنماء كل زغرتا الزاوية بالكلمة وبالفعل وبالانتخابات”.
واضاف: “”القوات اللبنانية”، وبحسب كل الاستطلاعات، تضمن في هذه الدائرة 3 حواصل، اي ان باستطاعتها ايصال 3 نواب، في وقت لديها 4 مرشحين اقوياء بالصوت التفضيلي: 2 في بشري، 1 في الكورة و1 في البترون. تحالفنا الانتخابي معهم يرفع حاصل اللائحة من 3 مرشحين الى 4 مرشّحين مضمونين”، متابعا ” المشكلة هي أن قرار الترشيح المفاجئ والمتأخّر قبل بـ3 أسابيع فقط لمرشح قواتي في زغرتا الزاوية، والذي لم يكن ولا بأي لحظة على جدول المفاوضات، لا يؤدي عمليا إلا إلى تشتيت الصوت التفضيلي في زغرتا الزاوية وإفساح المجال لفوز المرشح الرابع على اللائحة الذي يستفيد من الحاصل الذي اضفناه نحن إلى رصيد اللائحة، لكي ينجح من خارج زغرتا الزاوية، وتحديدا مرشح البترون”.
وقال: ” قرأت كلاما البارحة عن ضمانات اعطيت في هذا الخصوص، وهذا الكلام طبعاً مجتزأ. أولاً ما هي هذه الضمانات؟ هذه الضمانات هي ان ترشح القوات مرشحا حزبيا في زغرتا من دون التصويت له! وهذا الكلام اتى بعد رفض في أول الأمر، وبعد مفاوضات طويلة وشاقة، وهذا الشيء جعل الثقة بطبيعة الشراكة تهتز، وأكد حقيقة أن زغرتا الزاوية ليست ضمن الأولويات بالنسبة إلى “القوات”، مضيفا ” لم تصل مفاوضاتنا مع “القوات” الى النتيجة المطلوبة ونعتبر وما زلنا أننا و”القوات” حلفاء تاريخيين”.
وتابع: “بطبيعة الحال اجرينا مفاوضات مع “التيار الوطني الحر”، انطلاقاً من ثوابتنا، وانطلاقا من مسار إيجابي تراكمي بنيناه مع التيار بعد دعمنا لاتفاق معراب وتأييدنا للمصالحة المسيحية. تفاوضنا مع التيار الوطني الحر واتفقنا على أسس دعمنا الثابت للعهد، واحترام وتفهّم كاملين من كل طرف لخصوصيات وثوابت وقناعات الطرف الآخر.”
وشدد معوض على “أننا اتفقنا على تحالف بين حركة الاستقلال وبين التيار الوطني الحر بدائرة الشمال الثالثة”.