كشف ميشال حايك في مقابلة مع مجلّة “لها” أن أكثر المشاهد التي أخافته هي صورة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وصورة مقتل الليدي ديانا. وأضاف: “كذلك أرعبتني صورة زلزال إيران… وهزّني بقوة مشهدا اغتيال جبران تويني والوزير بيار الجّميل… عشرات الصور ولحظات الخوف والرعب التي عشتها، أعيشها اليوم مع صور الثورة اللبنانية التي أتوقع أن أراها على أرض الواقع قريباً وفي مرحلة أبعد… أعتقد أنني تكيّفت مع الخوف”.
ولفت حايك الى أن “اتّهامه بالغموض باطل”، مُعتبراً “أنني ألتقط إشارات وأوصلها الى الآخرين كما هي. وعندما ألتقط تفصيلاً معيّناً، أوصله بطريقتي إلى الآخرين، بقدر ما أستطيع”.
وأوضح: “يجب ألاّ ينتظر الآخرون منّي أن أشرح التوقّع كما يُشرح الدرس في المدرسة، كما أن التوقّع ليس محضر جلسة. وعلى من يسمعني أن يشغّل عقله ومخيّلته كي تظهر له الصورة كاملة وواضحة. وأعتبر أن كلّ غموض في الجمل، يزول لحظة أن يتحقّق الحدث. أما بالنسبة إلى أسلوبي فهو هو، وأنا أعتمده منذ سنوات، وسأظلّ أعتمده في كل مرّة أودّ أن أوصل توقعات معيّنة إلى الجمهور”.
وعن اتّهامه بالتعاون مع الاستخبارات المحلّية والدولية التي تمدّه بالمعلومات و”الإشارات”، شدد حايك على أن “كثيراً ما يوجّه إليّ هذا الاتّهام، وهو ما يجعلني آسف ويثير فيّ الضحك. أيّ مخابرات تُعلن لي ثورة الطبيعة، أو احتمال حدوث زلزال ما، أو وضع صحّي طارئ يتعرّض له سياسي مهمّ؟ أيّ مخابرات هذه ستخبرّني عن قلب الطاولة من خلال موقف أو تصريح أو مؤتمر صحافي؟”.وتابع: “أتفهّم اتّهام الناس لي، خصوصاً أن بعض التوقّعات، وتحديداً السياسية منها، تتحقّق بطريقة غريبة جداً وصائبة مئة في المئة، وهو ما يُدهش الناس ويجعلهم يتّهمونني باطلاً بالعمالة. ليس للمخابرات مصلحة بتسريب معلومات ووضعها في سياق التوقّعات، لأن هذا الأمر يضرّ أولاً وأخيراً بسرّية عملها وتحرّكها”.
وكان حايك قد أثار الجدل في توقعاته الأخيرة عندما قال في سياق حديثه عن لبنان “لكم لبنانكم ولي لبناني”، فاعتبر الجمهور انها اشارة الى التقسيم. عن هذا الموضوع رأى حايك لـ”لها”: “في توقعاتي، لم أتحدّث عن تقسيم، بل تحدّثت عن صيغة جديدة للبنان جديد يضمّ لبنانات عدّة. ربما تشبه هذه الصيغة تركيبة الولايات المتحدة الأميركية، بمعنى ولايات عدّة، لكلّ منها قوانينها وميزاتها والمسؤول عنها، ولكن هذه الولايات تشكّل لبنان الكبير. هذه هي الصورة الأقرب التي يمكن أن أعطيها عن اللبنانات التي تحدّثت عنها والتي تشكّل لبنان”.وختم قائلاً: “في لبنان، آخر النفق مضيء وأبيض، ولكن بين عتمة أول النفق، والضوء المنبعث من آخره، عثرات كثيرة وصعبة ومخيفة في بعض الأحيان… ولكن تذكّروا أن النتيجة هي الأهمّ!”.