تحت عنوان “مصير سوريا مع سقوط تنظيم الدولة الإسلامية”، نشر موقع “جيوبوليتيكال فيوتشرز” المتخصص في خدمات التنبؤ الجيوسياسي، مقالة للمحلِّل الأميركي جورج فريدمان تطرّق فيها الى القذائف التي أطلقت من سوريا وسقطت في مرتفعات الجولان المحتلّ، والردّ الإسرائيلي الذي أتى عاجلاً بقصف جوي على القوات السورية، والتي رأى فيها أكثر من مناوشات عسكرية قد تحصل بسبب قرب الحدود.
وقال فريدمان: “إنّها سابقة من نوعها، فالجيش السوري كان حريصًا دائمًا على عدم وصول القذائف التي تُطلق خلال المعارك الجارية داخل الأراضي السورية الى إسرائيل، كما حاول الإسرائيليون عدم التورّط في سوريا. واقتصرت عملياتهم على الضربات الجويّة على حزب الله الذي تعتبره إسرائيل تهديدًا حقيقيًا لأمنها. لكن يبدو أنّ أمرًا ما تغيّر “.
مصير الأسد
فيما تدعم إسرائيل، تركيا والولايات المتحدة الأميركية خيار رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، تقف إيران وروسيا إلى جانبه، وهما دولتان تقعان في خانة الخصوم لأميركا.
وقد عادَ السؤال حول مستقبل الأسد الى طاولة النقاش، وقد يصبح هدفًا لواشنطن التي تريد أن تحدّ من القوة الإيرانية في العالم العربي، خصوصًا في سوريا ولبنان. وكانت السياسية الأميركية والإسرائيلية قد أجلّت البحث في التعامل مع الأسد ريثما يعرف كيفية التصرف مع “داعش”، كما اتخذت إسرائيل قرارًا إستراتيجيًا بعدم الإنزلاق في الحرب السورية.
فمع تنامي قوّة التنظيم في المنطقة، قلقت إسرائيل والولايات المتحدة من الإطاحة بالأسد، وبات الرأي السائد أنّ الأسد في دمشق، بالرغم من الدعم الإيراني والروسي، يشكّل تهديدًا أقل من “داعش”.
وترى إسرائيل، التي خاضت عددًا من الحروب مع لبنان، أنّ الأفضل لها عدم التدخّلها والوقوع في المستنقع السوري.
أعداء مشتركون
ولفت فريدمان إلى أنّ الأسد يمثّل الأقليّة العلويّة التي تحكم سوريا منذ عقود. والعلويون ملتزمون مع الأسد بسبب عددهم وبسبب خشيتهم ممّا سينتظرهم إذا رحل الأسد.
وتصوّر فرديمان الصورة الإستراتيجية الواسعة، قائلاً: “فلنفترض أنّ “داعش” انهار، في هذه الحالة سيعود سريعًا السؤال عن مستقبل الأسد. والأهم من مستقبل الأسد، العلاقات التركية الأميركية، والتركيّة الإسرائيلية”. وأضاف: “هناك أمران تتفق عليه هذه الثلاثية، معارضة إيران ومعارضة الأسد. وإذا زال “داعش”، فالطريق لربط العلاقات بينها سيكون تعزيز الجهود للإطاحة بالأسد، الأمر الذي يضعف إيران وروسيا”.
ورأى أنّ تدمير “داعش” سيطلق حقيقة إستتراتيجية جديدة في المنطقة، وسيكون الأسد في قلبها، ولن يبقى يُنظر إليه على أنّه “البديل الأفضل لداعش”.
وختم الكاتب بالقول “يرجّح أن إسرائيل لا تريد التدخّل في سوريا، لكنها تريد أن تعزّز العلاقات القويّة مع واشنطن وأنقرة، الأمر الذي يدفع للتفكير جليًا عند تبادل القصف بين سوريا وإسرائيل”.
(geopoliticalfutures – لبنان 24)