بعد إعلان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني تنحيه، طرحت تساؤلات حول الشخصية التي ستتولى مهام السلطة في الإقليم والمصالحة مع الحكومة المركزية والدول المجاورة وأحزاب المعارضة .
وأكد مسؤولون أكراد أن نيجيرفان بارزاني، ابن شقيق مسعود بارزاني، الذي تولى منصب رئيس الوزراء، هو الآن الشخصية الرئيسية في إدارة الإقليم بعد تخلي عمه عن الرئاسة.
وصرح هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي السابق والمستشار الحالي لحكومة كردستان العراق وهو كذلك عضو بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني، أن “رئيس الوزراء سيصبح الشخصية الرئيسية خلال هذه الفترة الانتقالية”.
وتنظر الأوساط السياسية الكردية إلى نيجيرفان بارزاني (51 عاما)، الذي عمل رئيسا لوزراء لعدة سنوات، كشخصية أقل إثارة للاستقطاب وتثني على إقامته علاقات أكثر ودية من عمه مع الأحزاب الكردية الأخرى.
وربما أبرز ما يتميز به نيجيرفان بارزاني هو حفاظه على علاقات طيبة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعد أشد القادة الإقليميين رفضا للاستفتاء بسبب الأزمة المزمنة مع حزب العمال الكردستاني الانفصالي.
ولا يمكن تجاهل الدور المحوري الذي لعبه نيجيرفان بارزاني، أثناء توليه رئاسة الوزراء، في التوسط في اتفاقات نفطية للإقليم، لم توافق عليها الحكومة العراقية، والتي باتت مهددة الآن بعد أن استعادت الأراضي المتنازع عليها خاصة محافظة كركوك.
ورغم إعلان مسعود بارزاني تخليه عن كرسي الرئاسة اعتبارا من اليوم الأول من تشرين الثاني، قال مسؤولون حكوميون إنه لن يترك العمل العام. كما أكد بنفسه خلال خطابه الأخير أنه سيبقى مقاتلا من “البيشمركة” وسيواصل كفاحه من أجل تحقيق حلم الأكراد بالاستقلال. وسيبقى كذلك رئيسا للحزب الديمقراطي وعضوا في المجلس السياسي الأعلى وهو هيئة غير حكومية ظهرت بعد الاستفتاء.
يذكر أن مسعود بارزاني (71 عاما) تولى رئاسة الإقليم بقبضة حديدية منذ عام 2005، بعد تولي منافسه السياسي القيادي الكردي الراحل جلال طالباني، رئاسة جمهورية العراق.
وعلى مدى عقود هيمن حزبان على المشهد السياسي في الإقليم هما الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة ثلاثة أجيال من أسرة بارزاني، وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة أسرة جلال طالباني، الذي توفي في تشرين الأول الماضي.