والأربعاء حقق الأهلي فوزا كبيرا على المقاولون العرب بنتيجة 3-1، ليتوج بالبطولة رسميا، ويجعل لقاء القمة أمام الزمالك في ختام الدوري، الأحد، تحصيلا حاصلا.
لكن موسم الأهلي الصعب اقترن بمنافسة كبيرة طوال مشوار البطولة، إذ مُنِي بانكسارات وآلام وضعت الفريق في وقت من الأوقات بذيل المسابقة بسبب التعثرات واللقاءات المؤجلة، وأثارت السخرية من قِبل جماهير غريمه التقليدي، الزمالك.
ففي أول 7 مراحل بالدوري فقد الأهلي 10 نقاط من جراء هزيمتين وتعادلين، ثم تلقى صدمة نفسية كبيرة عندما خسر لقب دوري أبطال أفريقيا على يد الترجي التونسي بعد بلوغه الدور النهائي للمرة الثانية على التوالي، وبعدها ودع البطولة العربية أمام الوصل الإماراتي، مما استدعى إقالة المدير الفني الفرنسي باتريس كارتيرون.
لكن معاناة الفريق الأحمر لم تتوقف عند هذا الحد، فقد بات المدير الفني المؤقت محمد يوسف في ورطة بسبب موجة الإصابات التي ضربت أكثر من 10 لاعبين معظمهم من الأساسيين بتشكيلة الفريق، لتتوالى الإخفاقات ويقبع الأهلي بالمركز الأخير بمنتصف الموسم مع فارق تجاوز العشرين نقطة مع الزمالك المتصدر، في واحدة من أندر الظواهر التي عرفتها الكرة المصرية بتاريخها.
لكن بالنسبة لفريق يعرف طريق البطولات وناد يتمتع بالاستقرار الإداري، دخل الأهلي العناية الفائقة وبدأ رحلة التعافي بتعيين الأوروغواياني مارتن لاسارتي مديرا فنيا وإبرام صفقات شتوية قوية أنعشت الفريق، أهمها ضم حسين الشحات من العين الإماراتي واستعادة رمضان صبحي بعد رحلة غير موفقة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبعد تلقي هزيمة من بيراميدز، خاض الأهلي 12 مباراة متتالية دون خسارة (9 انتصارات و3 تعادلات)، ليتسلل رويدا باتجاه القمة مستغلا تعثرات الزمالك، لكنه خسر مرة أخرى من بيراميدز، الأسيوطي سابقا، الذي دخل الموسم بثقله المادي وأنفق عشرات الملايين من الجنيهات ونجح بالفعل في صناعة قطب جديد بالكرة المصرية زاحم الأهلي والزمالك على الصدارة.
وفي أعقاب الهزيمة الثانية من بيراميدز، واصل الأهلي انتصاراته ليعتلي القمة في الأمتار الأخيرة من المسابقة، قبل أن يحسم اللقب رسميا بالفوز على المقاولون مستفيدا من تعادل الزمالك أمام الجونة، الأحد.
وخلال الساعات الأخيرة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ما يشبه المعارك الكلامية الممزوجة بالسخرية من جماهير الأهلي باتجاه المنافسين، مع استرجاع تصريحات قبل أشهر لمسؤولي الزمالك وأخرى لإعلاميين محسوبين على النادي الأبيض تتهكم على الأهلي، الذي كان وقتها في المراكز الدنيا بجدول الدوري، إلا أن الأخير رد بشكل عملي وانطلق ليحقق أصعب لقب، ربما في تاريخه.